أحدث الأخبار
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد

مفاتيح الحضارة

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 23-03-2018

ليس هُناك شك في أن مفاتيح الحضارة تكمن في القدرة على توظيف العلم والتعليم بصورة جيدة، بغية ضمان مخرجات ذات كفاءة عالية الجودة في كل المجالات. فمفاتيح الحضارة لا تتأتى لأمة من الأمم إلا إذا وجد علماؤها الدعم الكافي لأداء أدوارهم العلمية والبحثية، وأهمها التعرف على أسرار الطبيعة واكتشاف ما فيها وتحويل كل ذلك إلى نظريات وابتكارات وإبداعات علمية وفكرية واجتماعية تجعل حياة الأمة أفضل وحضورها أكبر وأقوى في حضارة العصر.

والحضارة الإسلامية بدأت بآية «اقرأ»، حيث قرأ المسلمون أغلب معارف اليونان والفرس والهند، وترجموا كل ذلك، ولم يتوقف بهم الأمر عند الترجمة والاستنساخ والاستيراد، بل عملوا على إنعاش عقولهم وأفكارهم، واختاروا أحسن الكفاءات لديهم لقيادة مثل ذلك التوجه الحضاري. كما عملوا على مراجعة وتطوير المعارف والنظريات المترجمة، لملاءمتها مع بيئتهم وثقافتهم، واستخدموا أفضل الأدوات العلمية والمنهجية لاستنباط حقائق ونظريات وحلول تثري حضارتهم، حتى قال عنهم المستشرق «ويليم أوسلر»: «لئن أشعل العرب سراجهم من قناديل اليونان، فإنهم ما لبثوا أن أصبحوا شعلة وهاجة استضاء بنورها أهل الأرض».

كانت علوم العرب أكثر العلوم تقدماً في العالم، باعتراف الباحث «توبي أ. هاف» في كتابه «فجر العلم الحديث»، إذ يوضح أن العلماء المسلمين كانوا رواد التقدم العلمي، وكانت نظرياتهم وأبحاثهم العلمية أكثر تطوراً منها في أي مكان في العالم، بسبب جهودهم العظمية في ترجمة ونقل وتنقيح العلوم الأجنبية.

وقد ظل العالم الإسلامي متفوقاً، علمياً وتقنياً، على مدى أكثر من خمسة قرون، وكان للقرآن الكريم والحديث الشريف، حسب «توبي هاف»، الدور الأساسي في إعطاء هذا العمل دافعيته الكبرى. وحين تخلى العرب عن دورهم الحضاري، ولم يعد عندهم اهتمام بالعلم والتعليم والعلماء، واكتفوا بتوظيف أنصاف الكفاءات في المواقع المهمة، اقتصر طموحهم على الأخذ بقشور الحضارة الجاهزة والاكتفاء بالعلوم المستوردة وأصبحوا زبائن مستهلكين لمنتجات حضارة لم يستطيعوا أن يكونوا شركاء فاعلين فيها.

ينقل أحد المهتمين عن المهندس ماهر أباظة، وزير الكهرباء المصري الأسبق، قوله في أحد تصريحاته الصحفية: «إن قطاع الطاقة ظل يبحث لمدة خمس عشر سنة عن سر صناعة مادة معينة في العازلات الكهربائية دون جدوى، فقد رفضت سبع شركات أجنبية أن تعطينا أسرار هذه التكنولوجيا، حتى تبقى المصدر الوحيد لها وحتى تبيعها وفق شروطها». وأضاف: «ثم تطوع العلماء الصينيون الذين عرفوا نبأ هذه المادة من كتابات وبحوث العلماء المصريين التي نشرت في الخارج، بإخبارنا أن المواد التي تصنع منها هذه العازلات موجودة في تربتنا وبأنهم سوف يرسلون خبراءهم ليرشدون إليها في بلادنا». ثم يضيف: «مضيت أتابع ما قرأته في موضوع العازلات الكهربائية، ففوجئت بأمر آخر، لقد تكلم عالم مصري عن هذا الأمر عندما قال إن مادة الكولين التي تنتج العوازل المطلوبة موجودة في سيناء وفي كلابشة، وإن إمكانات استخدامها قدمت إلى الإدارة المصرية من سنين طويلة، وظلت حبيسة أدراج بعض المسؤولين».

وتحدث الدكتور محمود محيي الدين، وزير الاستثمار المصري الأسبق، خلال ندوة مجلة «روز اليوسف» (24-10-2009)، عن تجربة شبيهة، عندما قال: كنت في الوفد المصاحب للرئيس حسني مبارك إلى المجر، وذهبنا لزيارة لإحدى مزارع الألبان والتي تنتج أعلى معدل أوروبي، وهو 25 لترا، فسألت عن سبب تميزهم في الإنتاج، واكتشفت أنهم استعانوا بدراسة للعالم المصري الدكتور أحمد مستجير، وهو أحد العلماء المصريين البارعين الذين نجحوا في توصيل علمهم لكثير من بلدان العالم ولم نهتم بأخذ أفكارهم.