أحدث الأخبار
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد

غزة في مواجهة الخذلان والعزلة!

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 30-04-2018

تكاد تصل الأمور إلى ذروتها على جميع الأصعدة في مسارات القضية الفلسطينية، تحديداً في قطاع غزة، بالإضافة إلى القدس، مع اقتراب افتتاح السفارة الأميركية في القدس، وبدلاً من الانشغال في مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية، ينبري البعض ليكون بيدقاً في يد الاحتلال، يساعده في خنق الشعب الفلسطيني والتضييق عليه.
فخلال الأسابيع الماضية، شدد محمود عباس من إجراءاته «العقابية» أو العدوانية تجاه قطاع غزة، وقام بقطع الرواتب عن عشرات الآلاف من الموظفين في الوظيفة العمومية بقطاع غزة، كما أوقف مخصصات ورواتب عوائل الشهداء والأسرى، وأوقف الميزانيات التشغيلية عن المؤسسات الحكومية بالقطاع.
إجراءات تعسفية لا تنفصل عن ما يجري في المنطقة من تمهيد لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وتعزيز الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن الطبيعي أن يكون الهدف من هكذا إجراءات النيل من صمود الناس، ودفعهم للخروج إلى الشوارع، من أجل لقمة العيش، بعيداً عن حقهم في أرضهم ومقدساتهم ومقدراتهم المسلوبة.
يسقط كل تبرير للعقوبات أو الحصار ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يسقط في اختبار الضمير والأخلاق والوطنية والدين، فلا مبرر إطلاقاً لحرمان الأطفال من الحياة والعلاج، وحرمان جميع أفراد الشعب من أدنى الحاجيات الأساسية، سوى أنها وحشية وفاشية، أو خيانة لا أقل ولا أكثر.
يأتي تشديد العقوبات في ظل خوض غزة معركة صمود وتحدٍ في مخيمات العودة قرب الحدود الفاصلة بين الاحتلال والقطاع، وكأنها طعنة من الخلف لهذه التضحيات، ولا أرى أن هذا يصب في مجمله إلا في خدمة الاحتلال الذي يحاول قتل روح هذه المدينة الشجاعة، ولا أسوأ من مسؤول فلسطيني يظهر جباراً ضد شعبه، خواراً في وجه الاحتلال. إلا أن غزة هي سنديانة هذا الوطن، بها يستظل الثائرون، ومنها توقد شعلة الثورة، لكنهم يريدون لها أن تحترق وتغرق برماد الفقر والجوع والأزمات، هي أمنية ليبرمان الذي قال: «سنجعل رأسها فوق الماء فقط لتعيش مخنوقة»، وأحلام «رابين» الذي كان يتمنى أن يستيقظ من نومه، ويرى البحر وقد ابتلعها. البحر الذي قصف الاحتلال، مساء الجمعة الماضية، قاربين عند مينائه، كانا يعدان للإبحار من أجل كسر الحصار، في محاولة لإخماد الحراك قبل انطلاقه، في ظل عجزه عن إخماد حراك مسيرات العودة قرب الحدود، حيث تستمر الفعاليات، ويزداد الشبان والمتظاهرون جرأة يوماً بعد يوم، وهو ما يقلق الاحتلال.
فقد أهان المتظاهرون هيبة السياج الفاصل، وأصبح ألعوبة في أيدي الفتية والشبان، وبات خبر قصه أو اجتيازه خبرًا عاديًا بعد أن كان مجرد الاقتراب منه حلمًا مستحيلًا محفوفًا بالرهبة، وهو الأمر الذي له انعكاسات خطيرة جدًا على حالة الردع التي حاول الاحتلال ترسيخها على مدار عقود في محيط سياجه الذي يعتبره من دعائم الأمن الأساسية لكيانه.
لذلك امتهان الشبان لهيبة السياج الفاصل هو امتهان لهذا الكيان وللهالة الأمنية التي يشكلها حول نفسه، وهو تدريب عفوي وغير عفوي، وتمهيد لخطوات أكبر، وتشجيع على اجتياز العمق الصهيوني وضربه بشكل غير معهود طوال سنوات الصراع، إن لم تنجح هذه الخطوات الشعبية أعتقد أننا سنكون أمام سيناريوهات صعبة ومفاجئة لجميع الأطراف، فقد قررت غزة أن تحطم توابيت الانتظار بلا رجعة، وأن تبادر لقلع شوكها بأظافرها، ولا خيار آخر يبدو لتبديد ليالٍ اجتمع فيها عليها العدوان والحصار مع الخذلان.