أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

غزة في مواجهة الخذلان والعزلة!

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 30-04-2018

تكاد تصل الأمور إلى ذروتها على جميع الأصعدة في مسارات القضية الفلسطينية، تحديداً في قطاع غزة، بالإضافة إلى القدس، مع اقتراب افتتاح السفارة الأميركية في القدس، وبدلاً من الانشغال في مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية، ينبري البعض ليكون بيدقاً في يد الاحتلال، يساعده في خنق الشعب الفلسطيني والتضييق عليه.
فخلال الأسابيع الماضية، شدد محمود عباس من إجراءاته «العقابية» أو العدوانية تجاه قطاع غزة، وقام بقطع الرواتب عن عشرات الآلاف من الموظفين في الوظيفة العمومية بقطاع غزة، كما أوقف مخصصات ورواتب عوائل الشهداء والأسرى، وأوقف الميزانيات التشغيلية عن المؤسسات الحكومية بالقطاع.
إجراءات تعسفية لا تنفصل عن ما يجري في المنطقة من تمهيد لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وتعزيز الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن الطبيعي أن يكون الهدف من هكذا إجراءات النيل من صمود الناس، ودفعهم للخروج إلى الشوارع، من أجل لقمة العيش، بعيداً عن حقهم في أرضهم ومقدساتهم ومقدراتهم المسلوبة.
يسقط كل تبرير للعقوبات أو الحصار ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يسقط في اختبار الضمير والأخلاق والوطنية والدين، فلا مبرر إطلاقاً لحرمان الأطفال من الحياة والعلاج، وحرمان جميع أفراد الشعب من أدنى الحاجيات الأساسية، سوى أنها وحشية وفاشية، أو خيانة لا أقل ولا أكثر.
يأتي تشديد العقوبات في ظل خوض غزة معركة صمود وتحدٍ في مخيمات العودة قرب الحدود الفاصلة بين الاحتلال والقطاع، وكأنها طعنة من الخلف لهذه التضحيات، ولا أرى أن هذا يصب في مجمله إلا في خدمة الاحتلال الذي يحاول قتل روح هذه المدينة الشجاعة، ولا أسوأ من مسؤول فلسطيني يظهر جباراً ضد شعبه، خواراً في وجه الاحتلال. إلا أن غزة هي سنديانة هذا الوطن، بها يستظل الثائرون، ومنها توقد شعلة الثورة، لكنهم يريدون لها أن تحترق وتغرق برماد الفقر والجوع والأزمات، هي أمنية ليبرمان الذي قال: «سنجعل رأسها فوق الماء فقط لتعيش مخنوقة»، وأحلام «رابين» الذي كان يتمنى أن يستيقظ من نومه، ويرى البحر وقد ابتلعها. البحر الذي قصف الاحتلال، مساء الجمعة الماضية، قاربين عند مينائه، كانا يعدان للإبحار من أجل كسر الحصار، في محاولة لإخماد الحراك قبل انطلاقه، في ظل عجزه عن إخماد حراك مسيرات العودة قرب الحدود، حيث تستمر الفعاليات، ويزداد الشبان والمتظاهرون جرأة يوماً بعد يوم، وهو ما يقلق الاحتلال.
فقد أهان المتظاهرون هيبة السياج الفاصل، وأصبح ألعوبة في أيدي الفتية والشبان، وبات خبر قصه أو اجتيازه خبرًا عاديًا بعد أن كان مجرد الاقتراب منه حلمًا مستحيلًا محفوفًا بالرهبة، وهو الأمر الذي له انعكاسات خطيرة جدًا على حالة الردع التي حاول الاحتلال ترسيخها على مدار عقود في محيط سياجه الذي يعتبره من دعائم الأمن الأساسية لكيانه.
لذلك امتهان الشبان لهيبة السياج الفاصل هو امتهان لهذا الكيان وللهالة الأمنية التي يشكلها حول نفسه، وهو تدريب عفوي وغير عفوي، وتمهيد لخطوات أكبر، وتشجيع على اجتياز العمق الصهيوني وضربه بشكل غير معهود طوال سنوات الصراع، إن لم تنجح هذه الخطوات الشعبية أعتقد أننا سنكون أمام سيناريوهات صعبة ومفاجئة لجميع الأطراف، فقد قررت غزة أن تحطم توابيت الانتظار بلا رجعة، وأن تبادر لقلع شوكها بأظافرها، ولا خيار آخر يبدو لتبديد ليالٍ اجتمع فيها عليها العدوان والحصار مع الخذلان.