أحدث الأخبار
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد

عن الجماعات الإسلامية والعنف والعبث بالتاريخ

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 23-05-2018

الجماعات الإسلامية التي يتم الحديث عنها هذه الأيام ليست طاعنة في القدم، حتى يتم العبث بتاريخها على نحو ما نتابعه في الكثير من الأحاديث السياسية والإعلامية الراهنة، في سياق من تصفية المعارك السياسية في المنطقة.
هي جماعات وتنظيمات لم يبلغ عمرها القرن بعد، بدءاً من أولها (جماعة الإخوان)، وليس انتهاء بآخرها في الساحة السورية، وفي مقدمتها جبهة النصرة (تحرير الشام لاحقاً)، وبينهما حشد من الجماعات والتنظيمات في الساحة العربية والإسلامية، بل إن الكثير من شهودها لا يزالون أحياء، ما يجعل من العبث محاولة تزوير هذا التاريخ، خاصة أن متابعته تمت عبر وسائل الإعلام، والنشرات، والكتب، والوثائق المتوافرة.
المشكلة أن هناك من يوهم نفسه بالقدرة على تزوير هذا التاريخ، عبر ما يملكه من وسائل إعلامية أو جيوش إلكترونية، لكأنه يتحدث عن جماعات مرّت عليها قرون، وسبق وجودها وجود أدوات الكتابة والنشر الحديثة.
حين يُردد كثيرون مثلاً بأن الإخوان هم حاضنة العنف الذي يشيع في المنطقة راهناً، فهم لا يعبرون بذلك عن جهل فاضح بالتاريخ فحسب، ولا عن جهل سياسي حين يكون المتحدث ممن كان على ود معهم في وقت من الأوقات، بل يعبر عن تنفيس سياسي ومحاولة للشيطنة لأهداف معروفة، كما يعبر أيضاً عن جهل بتحولات الجماعات ذات الطابع الديني والسياسي، ومرورها بمراحل مختلفة، ومراجعات كثيرة.
من قال إن الإخوان ينكرون أنهم سلكوا سبيل العمل المسلح في وقت من الأوقات؟
ذاك تاريخ قريب جداً، لكن القول مثلاً إنهم سلكوه في مصر ضد النظام هو شكل من أشكال الهرطقة، لأن التنظيم السري الذي أنشأه حسن البنا لم يكن هدفه النظام، بل الإنجليز، وحين سلك سبيلاً آخر، دون قرار من القيادة، وفي حالات محدودة، تم حلّه مباشرة وتبرأ منه المؤسس حسن البنا. تلك حكاية يعرفها أي باحث بسيط.
لكنهم سلكوا سبيل السلاح في سوريا مثلاً مطلع الثمانينات، وكانوا ضيوفاً في كثير من الدول التي تشيطنهم الآن، بل وهي تجربة تنطوي على جهل سياسي بموازين القوى في ذلك الحين، وانتهت إلى ما انتهت إليه.
بعد ذلك كان لهذه التجربة تحديداً دور محوري في حسم الإخوان خياراتهم السياسية، وإعلان البراءة من مسار السلاح داخل الدول العربية والإسلامية. وحين خاضت الجماعة الإسلامية والجهاد تجربة الصدام مع النظام في مصر، كان موقف الإخوان واضحاً منها، واستمر الحال حتى هذا الوقت، حتى حين تعرّضوا للسحق بعد الربيع العربي.
هل حمل بعضهم السلاح لاحقاً، كما في ليبيا مثلاً؟ نعم حدث ذلك، كجزء من مسار الثورة العام. هل حدث أن دعّموا فصائل في سوريا بعد الثورة وعسكرتها؟ نعم، وإن لم يشكلوا فصيلاً خاصاً بهم، وكل ذلك جزء من حالة شاملة رداً على إجرام النظام.
حمل السلاح ليس جريمة دائماً، بدليل أن من يدينونه سبق أن دعموا جماعات حملته هنا وهناك. وأدوات التغيير تفرضها ظروف الزمان والمكان وليس الأفكار وحسب، لكن العبث بالتاريخ عبر القول إن الجماعات التي تنتمي إلى فضاء القاعدة ومخرجاتها كتنظيم الدولة، وقبلها الجماعات المسلحة في الجزائر مثلاً هي جزء من منتجات الحاضنة الإخوانية لا يعدو أن يكون كلاماً بائساً وبلا قيمة، إذ إن بعض هذه المجموعات لا تتردد في تكفير الإخوان، كما أن خلفيتها واضحة ومحسومة.
على أن ذلك لا يغير في حقيقة أن العنف ليس حالة فكرية، وإنما هو نتاج ظروف موضوعية تحمل من الأفكار ما هو سائد في محيطها، حين تندلع بعد توفر تلك الظروف. وقد حدث أن كانت تجربة تنظيم الدولة منذ احتلال العراق جزءاً من ظاهرة القاعدة التي تنتمي للفضاء السلفي، مع أن المقاومة العراقية لم تكن حكراً على التنظيم، بل شملت فصائل عديدة حصلت على دعم من أنظمة عربية أيضاً.
ما ينبغي أن يُقال ختاماً أن الحملة على الإخوان لا صلة لها البتة بالعنف وحواضنه، بل ذات صلة برفض منطق الشراكة والتعددية التي عبّر عنها الربيع العربي، ولو حدث أن كان رافعو شعار التغيير من أي لون فكري آخر، لما تغير الموقف منهم. ذاك ما لن يقوله المحاربون، رغم أن الكل يعرفه حق المعرفة.