أحدث الأخبار
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد

التحكم في فوضى القوة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-05-2018

في المشهد المحكم الصنع، الذي تخلل فيلماً جميلاً كنت أتابعه، ظهرت فتاة وهي تتحرك بسكون وهدوء مذهلين، كانت تتحكم في كل جزء من جسدها، وفي لحظة السكون المذهل تلك، كان تلميذ صغير يعبر خاطفاً، وإذ يلمح حركة الفتاة والثعبان يقول لمعلمه: «أريد أن أفعل كالفتاة، أريد أن أتعلم كيف أسيطر على من حولي»، أجاب المعلم: هناك شخص واحد عليك أن تتعلم أولاً كيف تسيطر عليه، إنه أنت! قال التلميذ: إذا جلست صامتاً لا أفعل شيئاً سأسيطر على من حولي كتلك الفتاة ؟ أجاب المعلم: فرق كبير بين السكون وبين أن تجلس لا تفعل شيئاً!

السكينة خلاف السكون، فبينما تمثل الأولى المعنى المرادف لراحة الجسد، يمثل السكون تفوق العقل على فوضى القوة وبعثرة التفاصيل، وفي الحقيقة إن الواقع معبأ بالضجيج الذي اعتاده المرء حتى أصبح مانع القاعدة الطبيعية، وتدريجياً تقبل الإنسان فكرة أن الضوضاء هي الحيوية والنشاط، وأن السكون هو اللا فعل واللا جدوى وأحياناً الموت، وشتان كما قال المعلم الصيني لتلميذه بين السكون وبين ألا تفعل شيئاً.فلو أننا تنازلنا عن التباهي الفارغ بأنفسنا، وأنصتنا لحركة الكون العظيم سنجد أن أكثر الظواهر عبقرية تحدث بسكون تام، فلا شروق الشمس ولا غروبها يحدثان بضجيج، ولا انسكاب الظلمة، ولا انهمار الضوء فجراً، كل شيء يحدث بعبقرية السكون.

إن الإنسان المعاصر يتعرض خلال يومه للكثير من الضجيج المدمر الذي يضرب كيانه كله، ضجيج الأصوات، ضجيج الإعلام، الأحداث والأحاديث، الصراعات الكبرى، ضجيج لا يتوقف يطارده حتى لحظة نومه، إلى درجة أن أصبح حديثنا إلى أنفسنا جزءاً من هذا الضجيج !!

طرح أحد الكتاب سؤالاً ذات مرة: ماذا نقول حين نتحدث مع أنفسنا يا ترى؟ إنه حديث الخوف وتأنيب الضمير والشعور بالإثم، واستعادة المواقف السيئة أو التي شعرنا فيها بالدونية أحياناً، حديث تذكير النفس بضرورة التحدي والصراع وبعدم الإحساس بالأمان والثقة في الآخرين، إنها أحاديث سلبية في معظمها، وبالرغم من أنها تدفعنا للتحدي وتقوية آليات دفاعنا عن كينونتنا، فإنها تنهكنا في نهاية المطاف، فنحتاج لكثير من السكون، حتى نستعيد توازننا ونجمع ما تبعثر فينا !

حينما سأل المعلم تلميذه لماذا تصر على تعلم فنون القتال؟ أجابه لأكون قادراً على القتال وكسب أي معركة، ولأنني خائف وضعيف، أريد أن أعود إلى بيتي مساءً دون خوف، أعود منتصراً لمرة واحدة كي أكسر هذا الخوف في داخلي، إن الخوف يفقدنا الأمان، وهذا بدوره يفقدنا السكون، وهو ما يجعل الإنسان تعيساً بالضرورة.