أحدث الأخبار
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد

نصير أكثر حكمة... وحزناً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 06-06-2018

عندما كنت صغيرة كنت أسمع جدتي تردد عبارات لا أفهم معناها، فإذا سألت أمي عما كانت تقصده جدتي بتلك العبارات كانت تجيبني في كل مرة: «غداً تكبرين وتفهمين» ولقد تكررت هذه الـ «غداً ستكبرين وتفهمين» حتى صرت أحلم باليوم الذي سأكبر فيه تماماً كما جميعنا، ولقد كبرنا فعلاً، وعرفنا وفهمنا، ثم تمنينا لو أننا لم نكبر ولم نفهم !!

عندما بدأت أكبر سمعتهم يقولون إن الكبار حكماء، وإن الحكمة تحتاج إلى زمن لتنضج، وتخيلت أن الحكمة مثل الطبخة لا بد لها من وقت لتنضج، لكنني حين كبرت أكثر عرفت أن الحكمة مثل النار تلتهم نزق القلب لتهبه للعقل، وأنه كلما كبرنا قل فرحنا وتضاءلت دهشتنا، لأننا نصير أكثر حكمة وأكثر دراية بالحسابات والمعادلات، عند ذلك تمنيت أن لو لم أكبر حتى لا أفقد نزق الفرح في قلبي ودهشتي بالأشياء والتفاصيل، فالطفل وحده يفتح فمه وعينيه مندهشاً أمام الأشياء المدهشة، ووحده يمارس فرحه الحقيقي لأنه لم يكبر ولم يصبح حكيماً ولم يتقن فن الحسابات بعد!

لذلك يمكنني تخيل كم عاش الفلاسفة في جحيم الحكمة.

كانت والدتي تردد دائماً أن الإنسان كالطير، لكنه يسخر منه بدلاً من أن يتأمل حكمته، كنت أسأل عن المعنى، وكانت تقول لي كالمعتاد «ستفهمين عندما تكبرين»، وكبرت وسافرت وودعت، ووقفت كثيراً مودعة في المطارات ومستقبلة في صالات انتظار مطارات أخرى، وكثيراً ما دفعت بحقائبي وركبت قطارات وغادرت محطات، حزنت كثيراً وفرحت كثيراً، عشت الوحدة وعشت أسى الفراق، وفهمت كيف أن الإنسان مثل طائر صغير ضعيف يحلق في كل الفضاءات ويسافر في كل الدنيا، لكنه أبداً لا يقاوم حنين العش الأول.

فكم منزل في الحي يألفه الفتى

                              وحنينه أبداً لأول منزل

الإنسان مثل طائر حقيقي يحلق حتى آخر الدنيا، صباحاً يكون في أرض وبين أحبة، ثم يهطل عليه ليل آخر فإذا هو في بلاد أخرى وتحت سماء مختلفة يحتسي قهوته مع رفاق آخرين، طائر يسخر من الطيور لضعفها معتقداً بعنفوانه كما تقول أمي، فإذا هو لا يقل عنها ولا تظلله إلا السماء ذاتها التي تظلها !

اعتدت أن أكون معها دائماً لا نفترق رغم تقادم الزمن، لذلك عندما تسافر أمي وحدها دون أن أكون معها، أشعر كما يشعر الأطفال، أشعر بأنني وحيدة رغم كثرة الناس والأصحاب، وأن الدنيا تضيق على اتساعها، وأتذكر ذلك القول الذي قرأته ذات يوم «إن الإنسان يبقى طفلاً مهما كبر في العمر حتى تغادر والدته».. وحدها الأم تبقينا على صلة بعالم طفولتنا وتنادينا مثل أطفال صغار، ومثل أطفال صغار تنظر إلينا متناسية أن الطيور تكبر، أيضا، وتحلق بعيداً!