أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

كيف نعيش الحياة إذن؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-07-2018

«إن طفولتي قد سحقت وسط مشاعر الكذب والرياء والحقارة، ليست طفولتي فقط، بل وشبابي أيضاً، وأكرر حقيقة يعرفها الجميع: الإحساس بالتحقير، إما أن يحطم الإنسان أو يدفعه إلى الأمام ليكون إنساناً عظيماً، أظن أنني راقبت نفسي جيداً، وجعلتها تسير نحو الأفضل».

بهذا الاعتراف الجريء والموجع انتهى الجزء الأول من الكتاب، دون أن أتمكن من العثور على جزء ثانٍ له!

من خلال رؤية عزيز نيسين أجدني أتساءل: (إذا كنا هكذا أتينا للحياة، فكيف نعيشها إذن؟ أو كيف عاشها نيسين أو كيف يعيشها من يَدَّعي أو شُبّه له أنه عاشها؟ جميعنا ندعي أننا نعيش الحياة التي نريد، فهل ذلك صحيح؟ أم إن ذلك ما لا يحدث غالباً؟

ماذا لو أننا كنا نائمين طيلة السنوات السابقة، واستيقظنا فجأة، وفجأة استعدنا توازننا إثر حالة الغيبوبة التي كنا نحياها منذ سنوات منذ أن سقطنا إلى الحياة، فإذا ما انتبهنا وأحلنا البصر في كل ما حولنا وأنصتنا وتأملنا وسألنا: كيف تمضي أيامنا، وإلى أين؟ هل يعنينا السير في هذا الاتجاه الذي تمضي فيه حياتنا، أم إننا ورثة العادة، وقد اعتدنا على كل شيء وبإمكاننا أن نكمل كما نحن؟ هل لذلك علاقة بما يعرف بالإرادة والاختيار؟ إذن هل يمكننا أن نقول بقناعة وشجاعة إن هذا ما نريده فعلاً، وهذا ما نحبه، هذا حقنا، وهذا لا يناسبنا، هذا يجرحنا، وهذا يعتدي على أرواحنا؟ هذا لم يعد يلائمنا ولا يملؤنا كما كنا نعتقد، هذا صار ضيقاً، وهذا هو الأفضل لنا، هل يمكننا؟ أم إن الوقت قد فات تماماً؟

الحقيقة هي أن هذه الأسئلة التي تأتي في الوقت الضائع ربما، تفتح عيوننا على حقيقة أن معظمنا كان يعيش وكأنه يتدرب على فعل الحياة، كأن الحياة التي نحياها قرب لمسرحية نمثلها، فنعيشها كأننا أحد آخر غيرنا - لا نحن - الذين أُعطينا فرصة واحدة فقط للحياة، ننسى ما يتوجب علينا أن نقوم به، ننسى ردات فعلنا الطبيعية تجاه كل فعل يوجه لنا، نتخلى عن أنفسنا شيئاً فشيئاً، تماماً كما ننزع ثيابنا قطعة قطعة ونندس في الفراش.

نحن نتعرى منا بإرادتنا، ويوماً بعد آخر راق لنا ذلك دون أن ننتبه، لا ننتبه أننا نتعرى من ذواتنا، حقوقنا، غضبنا، صراخنا، جنوننا، تمردنا، كل شيء يجعلنا أناساً حقيقيين، ومختلفين عن بعضنا، وعن قطع الخشب وتماثيل المتاحف وأرجل الطاولات والملاعق والشموع!

في الحقيقة: نحن نخاف، ومن يخاف لا يعيش الحياة، بل يمثلها، يقاربها ولا ينغمس فيها، يجاملها، ويعيشها كأنها بروفة!