أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

الصين والنظرة العملية

الكـاتب : عبدالله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 28-07-2018

تعكس العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، حقيقة أن توجهات الطرفين نحو بعضهما بعضاً كانت دائماً ذات صبغة تتسم بالطابع العملي البراغماتي. وفي المراحل الأولى كانت الصين تتمسك بنمط من الالتزام الأيديولوجي، لكن القرار غير مسبوق لرئيس الوزراء الصيني الأسبق «شو إن لاي»، باتخاذ موقف مرحِّب بدولة الإمارات العربية المتحدة بعد أسبوع واحد فقط من قيامها، مثّل دليلاً قوياً على الأهمية التي كانت تتوقعها الصين لمستقبل الدولة الوليدة. فقد بنت الصين سياستها المستقبلية تجاه دولة الإمارات انطلاقاً من اقتناعها بالمستقبل الذي كان ينتظر هذه الدولة الفتية، فأخذت الدعوات الرسمية من قبل الحكومة الصينية تتوالى على الحكومة الاتحادية والهيئات والمؤسسات الرسمية والشعبية لزيارة الصين. ومن الزيارات المبكرة التي قام بها مسؤولون من الإمارات إلى الصين، تلك الزيارة التي قام بها وفد من غرفة تجارة وصناعة أبوظبي إلى بكين في 18 أكتوبر 1978 برئاسة سعيد بن أحمد العتيبة، تلبية لدعوة رسمية قدمها المجلس الصيني لتشجيع التجارة العالمية. وخلال تلك الزيارة قام الوفد الإماراتي بزيارة معرض شهير في مدينة كانتون التي تغير اسمها إلى كوانشو، وعقد اجتماعات وجولات من المفاوضات وأبرم عدة صفقات تجارية مع عدد من المؤسسات الصينية العاملة في مجالات التصدير والاستيراد، فاتحاً بذلك الباب لمزيد من العلاقات الطيبة والمثمرة.

وقام المنهج السياسي لكل من دولة الإمارات والصين تجاه بعضهما بعضاً، ومنذ البداية، على أهداف إيجابية قوامها تحقيق المصالح الثنائية المشتركة، فمنذ بداية السبعينيات وحتى هذه اللحظة يوجد إدراك مشترك بأن العلاقات المبنية على الصداقة والوئام هي مدخل حميد لتحقيق ما تصبوا إليه الحكومتان والشعبان. لذلك فإن سجل العلاقات الخاصة بالتبادل التجاري والتفاهم السياسي والاقتصادي، يشير إلى أن الأمور تسير من حسنٍ إلى الأحسن. وهذا النمط من العلاقات يوضح أنه توجد أسباب أساسية، جيوسياسية واقتصادية وتجارية وسيكولوجية، لكل ذلك. فرغم أنه تاريخياً، وفي الأزمان السحيقة الماضية، تكونت علاقات تجارية واقتصادية يعتد بها بين المنطقة العربية وبين الصين، فإنه في الزمن الحاضر يتم تبادل نمط جديد من هذه العلاقات بين الجانبين الإماراتي والصيني، أضيفت إليه عناصر جديدة على الصعيدين السياسي والاستراتيجي، والطرفان يعملان على تطوير هذه العلاقات والدفع بها نحو الأمام.

وفي بداية سبعينيات القرن العشرين قررت الصين مراجعة روابطها القديمة بدولة الإمارات، ومحاولة تثمين المناخ الاقتصادي والتجاري والسياسي الاستراتيجي، فيما كانت دولة الإمارات منفتحة على الأنماط الجديدة لعلاقاتها بالصين. وينطلق هذا من حقيقة أن كلا الطرفين كان يشهد تحولات كبيرة في طبيعته التكوينية كدولة شرعت للتو في الانفتاح على العالم من أوسع أبوابه. وبالنسبة للصين تحديداً كان يقع عليها عبء كبير، إذ كان يتوجب عليها التخلص من ربط علاقاتها بالخارج بعبء الأيديولوجيا الثقيل، لذلك شرعت في إعادة تأسيس علاقاتها الخارجية على قواعد عملية براغماتية واضحة. ومما شجع الصين على هذه التغييرات في منهجها أن أسواق دولة الإمارات أسواق واعدة وقادرة على استيعاب ما تتلقاه من سلع وبضائع وخدمات بشكل فوري ومباشر.

ويتجلى الطابع العملي لفلسفة الصين في هذه الجزئية، عندما نظرت إلى علاقاتها بدولة الإمارات على أنها أعم وأشمل من حصرها في موضوع استيراد مصادر الطاقة، أو في جانب التباين الأيديولوجي، وبدل أن تنظر إلى دولة الإمارات كمصدّر للنفط والغاز فحسب، نظرت إليها كسوق غني وواعد وقادر يستطيع استقبال السلع المصنعة والمنتوجات الأخرى واستيعابها ودفع أثمانها بسهولة ويسر، الأمر الذي يتيح للصين مصدراً جيداً للحصول على النقد الأجنبي لدعم عملياتها التنموية. وعليه فإنه منذ البداية، وعندما كانت خطط الصين الاقتصادية والتجارية تواجه العراقيل، وضعت ثقتها وبإصرار في الدخول في علاقات جادة وشاملة مع دولة الإمارات، بدءاً بإقامة العلاقات التجارية والاقتصادية المتينة، مروراً بالاعتراف السياسي وتبادل العلاقات الدبلوماسية، وانتهاءً بالولوج إلى أنماط جديدة من العلاقات الاستراتيجية.