أحدث الأخبار
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . آلاف العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد

«قانون القومية» إحياءٌ لـ «الصهيونية العنصرية»

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 30-07-2018

في العاشر من نوفمبر 1975، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 3379، الذي يعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، فاستنكرته إسرائيل، وطالبت بإلغائه، كما رفضته الولايات المتحدة، وأخضعت الدول الـ 72 التي أيدته لضغوط ومساومات، إلى أن فرضت إلغاءه في 16 ديسمبر 1991 بقرار من الجمعية نفسها، وصوّتت 12 دولة عربية ضدّه، وتغيّبت سبع دول عن التصويت.
وقد توصّلت واشنطن إلى ذلك في سياق رعايتها عملية السلام الوليدة في مؤتمر مدريد، بل كان إلغاء القرار شرطاً رئيسياً للموافقة على اختيار بطرس غالي أميناً عاماً للأمم المتحدة، هل تعاود الجمعية العامة فتح الملف بعدما قوننت إسرائيل نفسها كدولة عنصرية؟
قبل أيام حرصت إسرائيل على تسريب حصولها على موافقة وترحيب أميركيين لإقامة 400 وحدة استيطانية جديدة في شرقي القدس، كانت واشنطن تطلق انتقادات شكلية لقرارات الاستيطان، وباتت الآن تنفّذ سياسة رسمية تعترف بـ «شرعية» الاستيطان. والمؤكّد أنها خلال ما تبقّى من ولاية دونالد ترمب ستعتبر كل خطوة تتخذها إسرائيل خلافاً للقانون الدولي مجرد ممارسة لحقوقها، لذلك، لم ترَ موجباً للتعليق على إصدار قانون «القومية اليهودية»، انطلاقاً من اعترافها أيضاً بـ «يهودية الدولة»، ورغم معرفتها بأبعاده العنصرية الواضحة.
فالأمر لا يختلف عمّا لو أن غالبية تبلورت في مجلسي الكونجرس للتصويت على قانون يقرّ بأن الولايات المتحدة وطن حصري للبيض الأنغلو ساكسون البروتستانتيين، مستبعداً السود والإسبان، وسائر الملوّنين، فضلاً عن المذاهب والديانات الأخرى بما فيها اليهودية، لكن ما لا يستطيعه المشرّع الأميركي بحكم دستوره يستطيعه المشرّع الإسرائيلي بحكم «شريعة الغاب»، وينال مباركة المشرّعين الأميركيين، لكن الأمر يختلف حين تظهر حقيقة أن أميركا التي دانت نظام التمييز العنصري (الأبارتايد) في جنوب إفريقيا، لاعتبارات قانونية وقيمية وسياسية ومصلحية، ليست أميركا التي تسكت لتمرّر قانون الأبارتايد الإسرائيلي.
في كلٍّ من بنود قانون القومية دليل الى أن مَن صاغوه اهتمّوا بإخراجه، ليس فقط كاستجابة لحلم يهودي تاريخي، بل خصوصاً كوثيقة نقض لكل حقوق الفلسطينيين: «القومية، وتقرير المصير، والأرض، والدولة، والقدس والمقدّسات»، وحتى حق «العودة» جعله هذا القانون حكراً على اليهود.
أما «الحدود»، فأشار إليها بـ «أرض إسرائيل»، وهو مصطلح مراوغ، يعني أن إسرائيل لن تعترف أبداً بأي حدود نهائية.
كانت كتابات غربية كثيرة سجّلت في بدايات «عملية السلام» أن إسرائيل قدّمت «تنازلاً» مهمّاً لدعم تلك العملية، بتخلّيها عن شعار «من النهر إلى البحر»، كان ذلك مجرّد كذبة ترويجية لـ «سلامٍ» لم يتحقّق أبداً، وكذبة تمويهية للأهداف الحقيقية التي حدّدها الحليفان الإسرائيلي والأميركي لمؤدّى المفاوضات مع الفلسطينيين، وقد أصبحت الآن جزءاً لا يتجزّأ من القانون الذي يعتبر الاستيطان «قيمة قومية» تعمل الدولة على «تشجيعه ودعمه وتثبيته».
لعل الذين كتبوا أن إسرائيل قامت على أساطير تعرّفوا لتوهم إلى أسطورة جديدة تتمثّل بـ «الديموقراطية العنصرية»، رغم تناقض المفهومَين، إذ يقول «قانون القومية» إنها دولة «ديموقراطية»، وترتكز إلى أسس «الحرية والعدالة والسلام»، فيما لا تزال تحتل أرض فلسطين، وتمارس ضدّ شعبها اضطهاداً موصوفاً، بل تنكر الاحتلال، وتنكر وجود هذا الشعب، وتسرق كل يوم مزيداً من أرضه، لا شك أن «قانوناً» كهذا يشرعن العنصرية، وجرائم الاحتلال، وسرقة الأرض، لا يمكن أن يكون إلا الابن السفاح لـ «صفقة القرن»، وما كان ليصدر لولا الضوء الأخضر، الذي شكّله اعتراف إدارة ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل.