أحدث الأخبار
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . آلاف العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد

حسم المواقف من صفقة القرن وبديلها الأميركي

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 08-08-2018


لا يمكن أن نمرّ مرور الكرام على التطورات الأخيرة في المواقف العربية الرسمية حيال ما يُسمى «صفقة القرن»، التي تم تداول أخبارها على نحو متكرر طيلة الشهور الماضية.
الإعلان الواضح عن رفضها من قبل بعض الدول العربية -التي أُشير إليها كمروّج لها- أمر بالغ الأهمية، وهو ينسخ مواقف سابقة بدت أكثر تفهماً لها، أو دعماً بحسب البعض، مع أن كل ما قيل في هذا السياق كان تسريبات، وإن تكاثرت على نحو يصعّب نفيها، فيما كانت المواقف المعلنة تردد ذات الخطاب القديم الذي حملته المبادرة العربية، التي أُطلقت في قمة بيروت عام 2002.
التطور الجديد يستحق الترحيب، فهذه القضية المركزية للأمة، وهو من دون شك يؤكد ما بدا واضحاً خلال الشهور الأخيرة من أن الصفقة لن تمر، ليس لأن الأنظمة العربية ليست موافقة عليها وحسب، بل وهو الأهم لأن الشعب الفلسطيني لن يقبلها بأية حال، بما في ذلك القيادة الحالية التي تُعد الأكثر قابلية للتنازلات في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن أن أي عبث رسمي عربي بالقضية، ولا سيما ملف القدس الذي كان سر فشل كل محاولات التسوية السابقة، لن يفضي إلا إلى خسارة من يمارسونه، من دون أن يؤدي إلى نجاح المؤامرة.
على أن هذا التطور الجديد لا يعني نهاية الخطر الذي يحدق بالقضية الفلسطينية، ذلك أن في البيت الأبيض هذه الأيام رجلاً يمكن أن يخطئ مع الجميع، بما في ذلك أهم الحلفاء وأكبرهم، لكنه لا يخطئ أبداً فيما يتعلق بالمصالح الصهيونية، بصرف النظر عن تفسير ذلك، أكان حباً قلبياً، أم مجاملة لليمين المسيحي الذي يؤيده «ودعم إسرائيل ثابت في برنامجه»، وكذا للوبي الصهيوني الذي يوفر له الحماية على نحو ما.
من هنا يمكن القول، إن ترمب لن يوقف محاولاته لتحقيق شيء عجز عنه أسلافه فيما يتعلق بالكيان الصهيوني، وهنا تنهض اللعبة البديلة لصفقة القرن، ممثلة فيما تبدى من خلال المقابلة الطويلة اليتيمة لصهره الصهيوني «جاريد كوشنر»، والتي تتلخص في مشروع نتنياهو الشهير المسمى «السلام الاقتصادي».
ميزة هذا المشروع هي أنه لن يضطر لا القيادة الفلسطينية ولا الأنظمة العربية، إلى التخلي عن الشعارات التقليدية حول الحل السياسي والثوابت، وإنما سيقال إنه بالإمكان ترك الأمور المعقدة في الصراع «القدس، اللاجئون، السيادة والأرض» إلى مرحلة لاحقة تأتي بعد «بناء الثقة»، الذي سيتم من خلال الحديث عن التنمية والمياه ورفاهيات الحياة، مع تطبيع عربي مع الكيان، وهو مسار عينه على تحويل المؤقت إلى دائم، من خلال تكريس الحكم الذاتي القائم مع بعض التحسينات، وتحويل النزاع المتبقي إلى نزاع حدودي مكانه الأروقة الدولية مثل عشرات النزاعات الموجودة في العالم.
هذا المشروع يمثل «تصفية فنية» للقضية، ومن الضروري أن يكون الموقف الفلسطيني منه، وكذا مواقف كل القوى الحية في الأمة، حاسماً بالرفض المطلق، حتى لو جرى ترويجه بالحديث عن مواجهة إيران أو أية شعارات أخرى، فضلاً عن ترويجه بالضغوط في ظل شعور البعض بالحاجة للدعم الأميركي في سياقات داخلية، مع أن ذلك وهمٌ كبير، لأن التمرد على واشنطن -وهي تشتبك مع الحلفاء والأعداء- صار ميسوراً كما لم يكن منذ عقود.;