أحدث الأخبار
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد
  • 10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد

الثرثرة فن إسعاد القارئ!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-08-2018

كتب أحدهم أن رباعية نابولي المعروفة بـ«صديقتي المذهلة» للكاتبة الإيطالية إلينا فيرّانتي، وهي بالفعل رواية ضخمة، تتألف من أكثر من 2200 صفحة في مجموع أجزائها الأربعة، حظيت بتقدير كبار النقاد وصحف المراجعات الأدبية «إنها رواية شيقة فعلاً لكنها محشوة بتفاصيل التفاصيل، وبالكثير من الثرثرة تماماً كما أنك جلست إلى امرأة إيطالية طاعنة في السن، راحت تحكي لك ذكرياتها في 500 صفحة، ثم التقطت أنفاسها وطلبت منك أن تحضر في الغد لتكمل لك الثرثرة في 600 صفحة أخرى...». 

 عادة ما ينتج اختلاف الأذواق أحكاماً متباينة ومتضادة، وهو أمر مشروع، تكفله حرية الرأي والاختيار، لكن السؤال يحضر حين يكون هناك حكم على التفاصيل، وتحديداً على تفصيلة الثرثرة: فما الرواية سوى فن سرد التفاصيل بطريقة شيقة؟ تجعل القارئ يفتقدها سريعاً ويقبل عليها ويتعلق بها، القارئ كائن متلصص من طراز رفيع ليس أكثر، ولذلك يقرأ الروايات! 

 الرواية فن تتبع وسرد تفاصيل التفاصيل، لكل ما يخص حيوات الأبطال الذين نرسمهم ونرفع بهم عالماً متخيلاً، نخلقه ككتاب ونحركه ونتحكم فيه بالمزيد من التفاصيل والثرثرة، لا نتحدث عن التفاصيل التافهة ولا الثرثرة السطحية حتماً، لكن التفاهة والسطحية والتلصص هي جزء من الحياة حولنا، وما الرواية سوى عالم متخيل مستقى من الحياة لا أكثر، إن سرد التفاصيل بطريقة الثرثرة ليس عيباً، فنحن أمام رواية ولسنا أمام كتاب فلسفة! 

 في رواية «الباب» للمجرية ماجدة سابو، المزيد من الثرثرة، وحكي لا متناهي حول تفاصيل التفاصيل لعلاقة غريبة جداً، ربما لم تتناولها الأعمال الروائية العربية مطلقاً، إنها العلاقة بين الكاتبة المشهورة ربة البيت والخادمة غريبة الأطوار، قوية الشخصية، شديدة الحضور التي ستعمل في منزل الكاتبة لأكثر من عشرين عاماً، أما الثرثرة فستطال تفاصيل شخصية الخادمة، هذه الشخصية التي ستسيطر على حياة الكاتبة «كسلطة حقيقية» كما في بيوت أغلبنا، لكن دون أن نفكر في معرفة أية تفاصيل حولها، أو نلتفت لحياتها وماضيها وأسرارها! 

ماجدة سابو تفعل ذلك!ماجدة سابو تفعل ما هو أكثر، فتجعل الكاتبة الشهيرة المثقفة، تحترم وتخاف وتحب الخادمة التي وجدت فيها ذاتها التي كانت تبحث عنها، ولم تجدها بل ربما لم تستطع أن تمتلكها يوماً: أن تكون متواضعة ومتفهمة وقادرة على التواصل والإحساس بالآخرين، وأن تدرك أن الآخر مثلنا له روح إنسانية، وشخصية عميقة تفهم الحياة بشكل لم يخطر لنا على بال، كما هي الخادمة!

الثرثرة فن إسعاد القارئ! - البيان