أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

هذا ما تفعله الوحدة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 21-09-2018

يعتقد البعض أن مِن حقه تماماً ملاحقة مَن يحب، إمعاناً في التلصُّص على تفاصيله الشخصية الدقيقة، التي قد يخفيها الآخر قاصداً وقد يسكت عن ذكرها متقصداً، احتياجاً للخصوصة وإيماناً بمساحاته الخاصة التي يحب أن يحتفظ فيها لنفسه، ومع ذلك وتحت مبرر الحب / الغيرة، يرى ذاك البعض أن من حقه أن يعرف تلك الدقائق الشخصية ليشعر بالطمأنينة ويمضي! 

 كثيرة هي الأعمال الأدبية التي ناقشت هذا السلوك، أحد هذه الأعمال كانت رواية (هكذا كانت الوحدة) للروائي خوان خوسيه مياس، فإيلينا بطلة «هكذا كانت الوحدة» وقفت في سنّ معينة وفي لحظة شكّلت مفترق حياة بعد أن توفيت والدتها، وقفت وجهاً لوجه أمام وحدتها المطلقة، حيث وجدت نفسها وحيدة تماماً ومع زوج ليس لها أيضاً لأنه كان يخونها، وهنا سيطر عليها ذلك المأزق الوجودي بالعدم واللاجدوى.وكان سؤالها: لماذا أنا وحيدة هكذا؟ ترث إيلينا من أمها دفتر مذكرات وأريكة وساعة حائط وتتماهى وحدتها مع ذكريات أمها فتجلس على أريكتها أمام ساعتها لتقرأ مذكرات أمها وتقارير التحرّي حول حركة زوجها، وحين يصل بها الملل نهايته، تكتشف أن مأزقها أكبر من خيانة زوجها فتطلب من التحري أن يراقبها هي نفسها رغبة في إحساسها بأهميتها وأنها محط اهتمام أحدهم وإن كان بشكل زائف!

 الرواية الأخرى هي «الاحتلال» للفرنسية آني إرنو، التي لجأت لطريقة الجواسيس في تعقب خطوات المرأة التي احتلت مكانها في حياة زوجها الذي هجرته طائعة ثم ندمت لاحقاً، لكنها تنتبه لأمر أثار دهشتها وهي أنها كانت تدوِّن كل ما تفكر فيه وكل ما يخطر ببالها حول تلك المرأة، وتدريجياً أحسَّت بأن ذلك التدوين يستهلكها ويستثيرها في الوقت نفسه، لدرجة أنها تخلصت بواسطته من جنونها بتلك المرأة، لقد تناست اسمها وملامحها وجرحها الغائر في عمق قلبها جراء فقد زوجها لصالح امرأة أخرى! 

 صارت تُمعن في الكتابة لتنسى وتستشفي بها، وهو ما أطلقت عليه الكاتبة مسمى الاستشفاء بالكتابة، تماماً كما فعلت إيلينا حين حولت الأمر إلى مراقبة شخصية لنفسها لتتخلص من وحدتها!ينتج هذا العالم مآزقه، وينتج إنسان هذا العصر وسائله للخلاص منها، وليس لنا -في أحيان كثيرة- سوى أن نعرف ونتابع دون أن يحق لنا إصدار أحكام أخلاقية قطعية، طالما لم نقع صرعى تلك المآزق!

هذا ما تفعله الوحدة! - البيان