06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد
05:12 . الجيش الأميركي يستبدل قاذفات بالمحيط الهندي بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
04:54 . ليبيا.. الدبيبة يعلن بسط الأمن في طرابلس عقب اشتباكات مسلحة... المزيد
04:43 . أكاديميون يدعون لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم مع ضوابط أخلاقية... المزيد
04:42 . الرئيس الأمريكي يصل إلى السعودية في مستهل جولة إقليمية... المزيد
11:24 . قطر تطرح مبادرة إقليمية شاملة حول حرب غزة وعقوبات سوريا والاتفاق النووي مع إيران... المزيد
11:22 . الطيران المدني الدولي تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط طائرة الرحلة "إم إتش 17"... المزيد
11:18 . البيت الأبيض يمنع صحفيين من مرافقة ترامب في رحلته إلى الشرق الأوسط... المزيد
11:17 . قبيل زيارة ترامب.. واشنطن توافق على بيع مروحيات عسكرية للإمارات بأكثر من مليار دولار... المزيد
10:57 . العاهل السعودي يدعو رئيس الدولة لحضور قمة الرياض الخليجية الأمريكية... المزيد
10:48 . عبدالله بن زايد ببحث مع نظيره الإيراني العلاقات الثنائية ومفاوضات نووي طهران... المزيد
10:07 . زيارة ترامب إلى الخليج.. "المال أولاً"... المزيد
08:10 . ترامب: زيارتي إلى السعودية وقطر والإمارات "تاريخية"... المزيد
07:27 . السعودية "ترحب" بزيارة ترامب إلى الخليج... المزيد
آمنة.. ذاكرة الحكايات!
الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-12-2018
تسأل آمنة والدتي: «هل تتذكرين فلاناً؟»، سكتت والدتي، ربما لم تتذكر هذا الفلان فعلاً، لكن آمنة لم تسكت، فقد أتت لتحكي، لتملأ بيتنا بالحكايات، لتنعش قلبها كما قالت برائحة أُناس تحبهم من زمن مضى، زمن لا زال يسكنها، وتسكنه، حكت عن أم زوجها، جاراتها. تلتفت لي وتأخذ في تعداد أسماء الجيران، تقول لي: «كان بيت زهرة يقابل بيتنا تماماً، زهرة هل تتذكرينها؟ زهرة البائعة؟»، كنت طفلة لم أذهب للمدرسة بعد يا آمنة، كيف تريدينني أن أتذكر أسماء جاراتك؟!
(حدثت نفسي) لكنني ابتسمت فرحة بهذا البهاء الذي نشره حضورها وحكاياتها في المكان.نعم زهرة البائعة التي كانت جارتكم أتذكرها، قلت وأنا أربت على كتفها: «لا بأس من بعض الكذبات، فنحن نتوافق على أن نكذب على بعضنا أحياناً لتمضي الحكاية طازجة في طريقها!»، أكملت آمنة مطمئنة إلى أن خيط ذاكرتها متصل لم ينقطع، هناك مَن يحتفظ بالسجل السري للذاكرة التي عاشت أحداثها، هناك من يشهد على أن ما كان قد كان فعلاً، لا خوف إذاً على أسرار الجيران وأسماء النساء، وألوان الأبواب وأصحاب الدكاكين وتلك الروائح العطرة التي تفوح من أباريق شاي الزعتر والزنجبيل على المواقد في صباحات وليالي الشتاء، كأنها اطمأنت إلى أن كل شيء باقٍ مكانه.
كنا نجلس في «السكة» -تقصد في الزقاق الضيق- أمام مداخل البيوت، تصنع الجارات القهوة، ويُحضرن ما تيسّر من التمر، ويجلسن في حلقة تتسع لأي قادم، عن نفسي لم أر شيئاً كهذا، سألتها لماذا تجلسون في السكة وليس في الداخل؟ تقول وهي تنظر لوالدتي: نحرس البيوت والصغار من الحرامية، أليس كذلك!
بدت لي الصورة التي ترسمها كمشهدٍ أسطوري لنساء يجلسن عند مداخل البيوت للحراسة، لكنني عدت وتذكرت ما كان يُحكى عن بعض المجانين الذين كانوا مطلقي السراح في أزقة تلك الأزمنة، وعن أولئك الذين كانوا يسرقون الصغار في سنوات الجوع، وعن وعن..لقد ألقت سنوات الثلاثينيات بظلالها السوداء على الدنيا، أصابنا نصيب كبقية العالم: الجوع، وكساد التجارة، والبطالة وافتقاد المؤن، وهجرة الناس من القرى البعيدة لدبي مدينة البحر والرخاء.
ظل الاقتصاد محرك العالم ومغير الطبائع الإنسانية على الدوام، وطافت بي آمنة على عُمر من التحولات دون أن تنسى نفسها، هي المرأة الصابرة القابضة على جمرة قيمها وعلاقات القربى مع رجل لم يرعها كما رعته، ولقد أبكاني صبرها واحتمالها كل هذا العمر!