أحدث الأخبار
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد

شراكة خليجية آسيوية استراتيجية

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 17-01-2019

صحيفة الاتحاد - شراكة خليجية آسيوية استراتيجية

تتجه الاستثمارات والشراكات الخليجية شرقاً أسرع مما كان متوقعاً، وذلك في استجابة ذكية للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية الدولية، فالاقتصادات الآسيوية، وبخاصة الاقتصادان الصيني والهندي يزداد اعتمادهما على نفط الخليج العربي، كما أن علاقتهما التجارية مع دول الخليج تتزايد بوتيرة سريعة لتحتل المركز الأول في التبادل التجاري لمجلس التعاون مع العالم الخارجي.
الاهتمام الخليجي بالأسواق الآسيوية قديم نسبياً، ويرجع إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي، إلا أن الشراكات الأخيرة تأخذ طابعاً مختلفاً تماماً، فإذا كانت الاستثمارات الخليجية في السابق متواضعة، وتخص كل دولة على حدة وفقاً لتقييم شركاتها المحلية، فإنه يلاحظ في النصف الثاني من العقد الحالي، أن هناك توجهات خليجية استراتيجية مشتركة ذات توجهات بعيدة، وهي خطوات صحيحة ومطلوبة، وتستجيب للتغيرات الجيو سياسية.
وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى بعض هذه التوجهات، والتي ستترتب عليها تداعيات إيجابية كبيرة على الجانبين الخليجي والآسيوي، ففي شهر يونيو الماضي وقعت كل من شركة «أدنوك» الإماراتية و«أرامكو» السعودية اتفاقية مع الهند لبناء مجمع كبير للبتروكيماويات ومصفاة ضخمة للنفط على الساحل الغربي للهند بتكلفة 44 مليار دولار، وذلك مناصفة وبنسبة 50% لشركة النفط والغاز الهندية و50% لكل من أدنوك وأرامكو، حيث سبق لأرامكو أن دشنت شركة جديدة تحت اسم «ارامكو-آسيا». أما في الصين، فإن مؤسسة البترول الكويتية تنفذ مجمع للبتروكيماويات ومصفاة للنفط بتكلفة 9 مليارات دولار في منطقة «غوانغدونغ»، كما تتعاون شركة البترول الكويتية العالمية مع شركة «بي.بي» البريطانية لتنفيذ مشاريع كبيرة في مجال الطاقة في الصين.
في المقابل، تسعى شركات النفط والغاز في هاتين الدولتين الآسيويتين الاستثمار في صناعة الطاقة الخليجية، حيث وقعت شركة «سي. إن. بي. سي» الصينية في شهر يوليو الماضي اتفاقية للتنقيب عن النفط والغاز في الإمارات مع شركة أدنوك، وبالإضافة إلى صناعة الطاقة، فإن هناك استثمارات ضخمة متبادلة في مجالات البنية التحتية والخدمات المالية والتصنيع، حيث يشمل ذلك كل من البحرين وعُمان، إلى جانب الدول الخليجية الثلاث التي أشرنا إليها آنفاً، إذ يتوقع أن يؤدي ذلك إلى تشكل واقع اقتصادي وجيو سياسي جديد بين تلك الأطراف، والتي ستزداد تكاملاً واعتماداً على بعضها بعضاً، مع ما قد يترتب على ذلك من تعاون وتنسيق في المجالات الأخرى على المستويين الإقليمي والدولي، كما أن ذلك سيعزز كثيراً من مكانة الدول الخليجية في مشروع القرن الحادي والعشرين الصيني المسمى «الحزام والطريق»، والذي يتوقع أن تساهم فيه هذه الشراكات الاستراتيجية في تحول دول الخليج العربي أحد أهم مكونات هذا المشروع الصيني الهائل، والمتوقع أن يُخصص له 2 تريليون دولار على المدى البعيد.
ونتيجة للتغيرات في أسواق الطاقة العالمية، فإن هذه الشراكات ستوفر أسواقاً مضمونة لصادرات النفط الخليجية، إذ إن المصافي الكبيرة التي يتم إقامتها في الصين والهند، إضافة إلى دول آسيوية أخرى، ككوريا الجنوبية واليابان ستعتمد أساساً على خامات النفط الخليجية، كما أن مصانع البتروكيماويات المزمع إقامتها ستتوافر لها منافذ تسويق واسعة بحكم اعتماد القطاع الزراعي الآسيوي على منتجات هذه المصانع من الأسمدة والمنتجات البتروكيماوية الأخرى. يأتي ذلك في وقت مناسب بعد التحولات التي شهدتها أسواق الطاقة في أوروبا وأميركا الشمالية، حيث تعتمد أوروبا الغربية بصورة أساسية على مصادر الطاقة الروسية، وبالأخص الغاز الروسي الذي يزود هذه البلدان بنسبة كبيرة تبلغ 40% من احتياجاتها، وكذلك الارتفاع الكبير في إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة والمتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات حتى نهاية العام القادم.
ومع هذه التحولات، فإن الشراكات الخليجية مع البلدان الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا الغربية ستبقى مزدهرة لتشمل قطاعات مهمة، كالتجارة والتقنيات الحديثة والخدمات المالية والتصنيع بمختلف أشكاله، بما فيه العسكري، مما يعني أنه سيحدث توازناً في علاقات الدول الخليجية مع مراكز القوى الرئيسة، وهو ما سيمنحها المزيد من المرونة لتعزيز مصالحها حول العالم.