أحدث الأخبار
  • 02:32 . حماس تعتزم الإفراج عن أسير أميركي ووقف مؤقت لإطلاق النار... المزيد
  • 08:47 . محمد بن زايد والشرع يبحثان تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية... المزيد
  • 06:44 . كيف تخطط لرحلة الحج من الإمارات؟.. التصاريح والتطعيمات ومتطلبات السفر الرئيسية... المزيد
  • 06:32 . بوتين يعرض على أوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول... المزيد
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد
  • 12:12 . السعودية وإيران تبحثان تعزيز التعاون ومستجدات الملف النووي... المزيد
  • 11:54 . "صحة أبوظبي" تكشف عن شبكة تزوير إجازات مرضية عبر "واتساب"... المزيد
  • 11:52 . باكستان والهند تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:50 . سوريا.. احتراق أكثر من 30 هكتاراً بريف اللاذقية خلال 4 أيام... المزيد
  • 10:48 . وزير الخارجية الإيراني: لن نتنازل عن حقوقنا النووية... المزيد
  • 10:16 . لواء إسرائيلي يزور أبوظبي لبحث ملف المساعدات في غزة... المزيد
  • 08:41 . الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان... المزيد
  • 06:25 . ترامب: باكستان والهند وافقتا على وقف "فوري" لإطلاق النار... المزيد
  • 02:25 . أردوغان يمنح "أم الإمارات" وسام الجمهورية التركية... المزيد
  • 01:00 . إطارات تالفة تخلف 37.9 ألف مخالفة و20 حادثاً مميتاً في الدولة خلال عام... المزيد

لغة بناء الدول

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 25-01-2019

صحيفة الاتحاد - لغة بناء الدول

اللغة العربية لغة تتميز عن غيرها بخصائص ومهارات خاصة ومهمة لا نجدها في لغات عالمية أخرى كثيرة. وكان لهذه الخصائص دور أساسي في بناء الدول وتكوين الحضارة. فهي، حسب علماء اللسانيات المختصين، تملك اثني عشر مليونا وثلاثمئة وخمسة وسبعين ألف مفردة، بينما اللغة الإنجليزية السائدة اليوم بها فقط خمسة وسبعين ألف مفردة. واللغة العربية هي الوحيدة التي تمتد الحروف فيها 27 سنتمتراً من أقصى الجوف إلى الأنف، بينما في اللغات الأخرى الحروف لا تتجاوز 6 سنتمترات. وهي الوحيدة التي كل حروفها تكتب وتنطق كما هي، وبها مخارج الحروف والأصوات متساوية تقريباً (27 حرفا و31 صوتاً).
ولعل أكثر من تنبه إلى هذه الحقيقة هو محمد علي باشا، حاكم مصر، عندما أراد بناء الدولة المصرية الحديثة، فلم يكتفِ بتنظيم الحكومة والإدارة والسياسة والاقتصاد والزراعة والتجارة والتعليم والصناعة والصحة والجيش.. بل اعتنى أيضاً باللغة العربية وجعَلَها لغة التعليم بمختلف مراحله ولغة لكل مجالات الحياة المصرية، وأحدث من خلالها «ثورة لغوية».
وكما يوضح كتاب «بناء دولة مصر محمد علي»، فقد اعتنى محمد علي أيضاً بالترجمة عناية شديدة، واستطاع أن يجلب كثيراً من الكتب في مختلف التخصصات من أوروبا ودول أخرى وكلّف أعضاء البعثات بأن يحضروا معهم كتباً بالفرنسية، وظل يأمر بشراء الكتب من الأستانة وإزمير وباريس ومدن وبلدان أخرى، ولم يكن هدفه أن تكون محصورة في مكتبات المدارس، وإنما أراد ترجمتها والانتفاع بها في بناء الدولة ونهضتها، وتوخى في اختيارها أن تكون مفيدة ولمؤلفين ذاعت شهرتهم في مجال اختصاصهم، لاسيما الطب والتاريخ والجغرافيا والهندسة والسياسة والمنطق وغيرها. وقد وجه بتزويد المدارس والجامعات بكتب مترجمة لا غنى عنها.
وبعد عودة خريجي البعثات المصرية من الخارج، تم الاستغناء عن الأجانب، وخاصة في مجال التربية والتعليم، بعد أن جرى استخدم طائفة من المترجمين في نقل ما يلقيه أولئك المدرسون الأجانب على الطلاب المصريين إلى اللغة العربية، وجرى العمل على تهذيب الترجمات وتنقيحها. كذلك تم إعداد القواميس والمعاجم للاستعانة بها. وأثناء ذلك تم الاعتماد على مترجمي المدرسين الأجانب أثناء التدريس، وعلى السوريين المقيمين في البلاد، ثم على أعضاء البعثات العائدين من الخارج.. وكان في كل مدرسة مجموعة مدرسين ينقلون الكتب إلى العربية. واستعانت المدارس بشيوخ الأزهر لمراجعة أسلوب الكتب وتصحيح أخطائها اللغوية. ولهذا كان عمل المصححين يضارع في أهميته عمل المترجمين أنفسهم. وفي عام 1835 تم إنشاء مدرسة خاصة بالترجمة تسمى «مدرسة الألسن»، ترأسها رفاعة الطهطاوي الذي ترجم عدداً من الكتب وراجع طائفة أخرى ترجمها خريجو مدرسة الألسن وقام بتصحيح بعضها بعد ترجمته.
ولم يكتف محمد علي بذلك، بل طلب إلى جماعة من رجال الحكومة وموظفي ديوانه ترجمة كتب كثيرة أخرى حتى يجعل الحياة في مصر في مختلف المجالات والقطاعات تتحدث بالعربية.
والسؤال المهم هنا هو: لماذا لم تحدث في العالم العربي «ثورة لغوية» مثل التي حدثت في أيام محمد علي في مصر، وكان لها دور عظيم في بناء الدولة المصرية الحديثة؟
الجواب، حسب الدكتورة وفاء كامل، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، أن المجتمعات العربية تعرضت لتأثيرات ثقافية قوية، أبعدت الأجيال الصاعدة عن لغتها القومية. فهناك شباب يكتب العربية بحروف لاتينية الآن، وهو ما تروج له بعض الجهات حالياً، لينشأ الطالب وفي ذهنه إحساس بهوان اللغة العربية وضعف قدرتها على التعبير.