أحدث الأخبار
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد
  • 01:42 . ترامب يقرر إنهاء العقوبات على سوريا... المزيد
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد

هل مات ضمير العالم؟

الكـاتب : أمل حمد المسافري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

معفّراً بتراب متطاير يحـــمل معه بقايا بيت ولد فيه.. ممسكاً بيد أمه التي اختفى رأسها بين الحطام وغدا جسدها من غير معالم، يناديها برقّة: أمي أين أنتِ؟ أمي استيقظي أرجوكِ.. تتناوب على ذاكرته صورها كالأحلام، تمرّ دون توقف: أمي استيقظي أرجوكِ، نادى وصاح وأعلى النـــداء: أمي استيقظي أرجوكِ.. هل قتلوكِ يا أمي؟ لا، لم يقتلوكِ بــل قتـــلوا روحي..

أيها الــعالم الظالم أين أمي؟ لمَ قتلتم أمي؟ أين ضميركم؟ أين أمي؟ هذا هو حال أطفال غزة، هذا هو وجــه إسرائيل التي تثبت للعالم مرة أخرى من خلال عدوانها الهمجي الغــاشم على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من أربعة أسابيع، أنها تمثل دولة مارقة خارجة على القانون، ضاربة كعادتها عرض الحائط بجـــميع المــــواثيق والأعراف الدولية، وكاشفة الوجه الحقيقي البشع لها، ومتمادية في غيّها دون رادع وهي تعلم تمام العلم أنها ستفلت من العـــقاب هذه المرة كما في كل مرة!

فهل مات الضـــمير العـــالمي أمام الجــــرائم المخزية الــــتي ترتكــبها إسرائيل بدم بارد في غزة؟ هل مات ضمير العالم أمام المجازر التي تُرتكب في حق المدنيين الفلسطينيين، ولا سيّما الأطفال منهم جرّاء استهداف القصف الإسرائيلي لمنازلهم وهدمها فوق رؤوسهم؟

أليس من الواضح للعالم أجمع أن سياسة التطهير العرقي التي تمارسها دولة الكيان الصهيوني على حساب أطفال غزة، تعدّ خرقاً واضحاً لمبادئ حقوق الإنسان ولاتفاقية حقوق الطفل، بل ولجميع المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية على وجه الأرض؟!

لقد قتلت إسرائيل في عدوانها السافر على قطاع غزة المئات من الأطفال الأبرياء خلال قصفها مدارس القطاع وأحياءه المكتظة بالمدنيين العزّل، مبرّرة حدوث ذلك دائماً بأنه جاء عن طريق »الخطأ«، وهو ما نفته الأمم المتحدة التي أكدت قبل أيام أنها أعطت الجيش الإسرائيلي إحداثيات موقع مدرسة تديرها في القطاع بشكل دقيق ورسمي لمنع مثل هذا »الخطأ« من الوقوع.

إلا أن القذائف الإسرائيلية الغادرة أمطرت المدرسة، حيث كان الأطفال وأمهاتهم يتجمعون في ساحتها، التي كان من المتوقع أن يتم إجلاؤهم منها قريباً في قافلة للصليب الأحمر!

إن أطفالنا في قطاع غزة هم الذين يتحمّلون القسط الأكبر من جرائم إسرائيل الهمجية في القطاع، وهم الضحايا الأكثر في هذا العدوان، ومن يبقى منهم على قيد الحياة سيحمل آثاراً نفسية دائمة نتيجة ما اختبره وعاشه وشاهده من مناظر مرعبة وقاسية جداً، حيث يرى الأطفال أهلهم وأصدقاءهم وجيرانهم يدفنون بعد مقتلهم في الغارات الإسرائيلية.

لقد أشارت الإحصاءات الدولية، التي نشرت أخيراً، إلى أنه حتى قبل بدء العدوان الأخير على قطاع غزة، كان ثمّة نحو ستين ألف طفل في القطاع بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بعد هذا العدوان الهمجي.

وهو ما يجعل الحاجة ماسّة إلى الاهتمام أكثر بالرعاية النفسية لهؤلاء الأطفال وعدم إهمال هذا الجانب لديهم، وإيلائهم العناية النفسية والاجتماعية المناسبة، وتحديد تأثيرات هذا العدوان في صحتهم النفسية، وتوجيه الإرشادات والنصائح لأولياء أمورهم حول كيفية التعامل مع أطفالهم وأساليب توفير خدمات الدعم النفسي لهم.

واقتراح سبل لعلاج الآثار المترتبة عن هذا العدوان، والعمل الجاد على بناء برامج المساندة النفسية لدعم هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على تخطّي هذه المرحلة، وطمأنتهم وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والأمان والحماية لديهم، وتشجيعهم على مواصلة ممارسة الأنشطة اليومية التي كانوا يقومون بها قبلاً، لإعادة تأهيلهم التأهيل الصحيح.

إن إسرائيل بتجبّرها وطغيانها ستحصد ما تزرعه في نفوس هؤلاء الأطفال الذين يشهدون هذا العنف ويتربّون عليه ويعتادونه، ومن المرجح في كثير من الأحيان أن يلجأوا إليه بأنفسهم في مستقبل حياتهم.