أحدث الأخبار
  • 10:16 . لواء إسرائيلي يزور أبوظبي لبحث ملف المساعدات في غزة... المزيد
  • 08:41 . الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان... المزيد
  • 06:25 . ترامب: باكستان والهند وافقتا على وقف "فوري" لإطلاق النار... المزيد
  • 02:25 . أردوغان يمنح "أم الإمارات" وسام الجمهورية التركية... المزيد
  • 01:00 . إطارات تالفة تخلف 37.9 ألف مخالفة و20 حادثاً مميتاً في الدولة خلال عام... المزيد
  • 11:26 . مبعوث ترامب يهدد بتجميد المفاوضات مع إيران: "إما نتائج ملموسة أو مسار بديل"... المزيد
  • 11:22 . جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا من مناهضي الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:16 . باكستان ترد على الهجوم الهندي بعملية عسكرية واسعة وتستنفر هيئتها النووية تحسبا لأي تصعيد... المزيد
  • 11:04 . إعلام عبري: "إسرائيل" تعتزم توسيع هجماتها باليمن وضرب أهداف بإيران... المزيد
  • 11:00 . شباب الأهلي يتوج بلقب كأس رئيس الدولة على حساب الشارقة... المزيد
  • 10:14 . وزير الخارجية الإيراني يزور السعودية وقطر تمهيداً لمفاوضات مسقط النووية... المزيد
  • 10:13 . الهند وباكستان.. اشتباكات حدودية وتبادل اتهامات بالتصعيد... المزيد
  • 10:12 . "التعليم والمعرفة": تعديل رسوم المدارس الخاصة مرتبط بجودة التعليم وكلفة التشغيل... المزيد
  • 10:12 . ملايين الإسرائيليين يفرون للملاجئ بعد هجوم صاروخي من اليمن وتوقف الطيران في "بن غوريون"... المزيد
  • 10:12 . جمعية الإمارات للفلك: عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو والإجازات تبدأ من وقفة عرفة... المزيد
  • 10:12 . اتفاقيات الإمارات وكينيا العسكرية والاقتصادية.. هل تُوظَّف لتمويل "الدعم السريع" في السودان؟... المزيد

هنا القاهرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-04-2019

هنا القاهرة - البيان

وها أنا أعود مجدداً لزيارة القاهرة، أشتاق إلى طقسها وأجوائها، ولهجة أهلها، ومساحات التباين فيها، أشتاق إلى المشي في شوارعها الخلفية وأنا أتأمل بقايا عهود وحقب، قصور ومدارس ومساجد وطرقات عبرها ملوك وقادة وجيوش وعلماء ونبلاء وأدباء ومغنون ومهرجون، مدينة لا تُمَل ولا يكفيها الوقت لتراها .

كما يجب، فإن أردت أن تراها لتعرفها حقاً، فاستحضر قلبك أولاً، ثم اصحب معك في سيرك ذاك أحد أبنائها العارفين بخفاياها وخباياها وأسرارها، وبعدها انطلق، وإلا فإنك ستسير فيها كأي سائح جاء يلتقط صوراً ليقول: ذهبت ذات يوم إلى القاهرة، وهنا يكفيك أن تشاهد فيلماً عنها على «اليوتيوب»، وتشتري صوراً تذكارية من المتحف الوطني!

القاهرة.. فسيفساء التاريخ وعجائب الحضارة وتناقضات الإنسان.. مئات المساجد والكنائس، العشوائيات وبقايا قصور باشوات وأمراء تواروا في الزمن، الأحياء القديمة ومدن الحداثة اللامعة، المزارات والقلاع والموالد، الشوارع التي تستظل بأسماء السلاطين والمماليك، وبينما محمد علي باشا الألباني، الذي أسس الدولة الحديثة في مصر، يمتطي صهوة جواده وسط القاهرة، متعالياً على كل شيء، تتوارى أسطورة الحسين في مسجده المهيب خلف دموع المتبركين ودعواتهم وتوسلاتهم!

نجيب محفوظ ترن ضحكاته في مقهى الحرافيش وفي مجلسه بفندق «شيبرد» الذي يبدو مهجوراً اليوم، ورمسيس الثاني يحرس محطته وميدانه بخلود الفراعنة المعهود، بينما كليوباترا ملكة تحتفظ برأسها فاتناً عبر القرون، أما السيدة زينب فتحيي مولدها كل عام بحلقات الذكر، ومهرجانات البهجة الملونة، في المقاهي القديمة ينهدُّ التاريخ على المدى، وفي الأسواق الحديثة ينزلق الزمن على زجاجها اللامع، القاهرة حيث في كل خطوة تاريخ، وعلى كل عتبة اسم فرعون أو ملك أو خليفة أو قائد جيوش عظيم!

وحدها مصر جمعت كل أطياف الحضارة والميثولوجيا والسياسة والدين بسلام وأمان طيلة قرون وقرون دون أن يسمع فيها قعقعة حرب أهلية أو عبث صراعات طائفية، فالمصريون متوضئون بالوعي رغم وجود بذور اختلافات يسقيها الخبثاء كل يوم بحرص شديد، وحدهما عشق مصر ووعي التاريخ يحفظان مصر من كل الشرور!