أحدث الأخبار
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد

قتلوه؟ نعم قتلوه.. لماذا؟

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 19-06-2019

ياسر الزعاترة:قتلوه؟ نعم قتلوه.. لماذا؟- مقالات العرب القطرية

ياسر الزعاترة:قتلوه؟ نعم قتلوه.. لماذا؟- مقالات العرب القطرية لم يمت بسبب المرض، ولا بسبب الإهمال الطبي رغم وجوده؛ لأن المرض والإهمال الطبي يقتل بالتدريج وليس فجأة على الأرجح. فكيف حين يحدث ذلك في صالة المحكمة؟!.. لقد تمت تصفيته.

هذا ما حدث مع أول رئيس منتخب في التاريخ المصري. ليس هذا رجماً بالغيب، بل هو التحليل الدقيق لمسار الأحداث.
في شهر سبتمبر من عام 2013، نشرت مقالاً أن خيار قتل الرئيس محمد مرسي هو الخيار الذي سيأخذ طريقه إلى الواقع، وذلك بعد أن يتم تغييبه لوقت يطول أو يقصر عن وسائل الإعلام، باستثناء لحظات ظهور عابرة، لا يمكنه من خلالها كشف ما لديه من معلومات.
كان من الصعب عليه أن يروي الحكاية في ظهور عابر، لا سيما أن إجراءات المحاكمة كانت تتم بطريقة مرعبة، يتحكم العسكر من خلالها بما يمكن أن يقوله الرجل. اخترعوا ساتراً زجاجياً لا يوصل صوتاً إلا من خلال «ميكروفون» يتحكم به القضاة.

في عام 2013، توقعت في مقال منشور أن تتم تصفية الرجل، لأنه الوحيد الذي يملك الرواية الكاملة لما جرى منذ فوزه بالرئاسة، وهي اللعبة التي أدارها السيسي بذكاء كبير، بعد أن تمكّن من كسب ثقة الرئيس مرسي، والتخلّص ممن أراد التخلص منهم تباعاً.
كل الخطوات التالية بعد فوز مرسي تم رسمها من قبل السيسي، والفريق الأمني والعسكري الذي يساعده، وكان مرسي ضحية هذه اللعبة؛ ليس لأنه قليل الذكاء، بل لأن الطرف الآخر كان يمسك بخيوط اللعبة، وبوسعه أن يوحي بصدق توجهاته عبر إجراءات على الأرض.
واقعياً لم يكن مرسي رئيساً إلا في الظاهر، ففي الدولة الحديثة، ليس حاكماً من لا يمون على المؤسسة الأمنية والعسكرية، فكيف حين تكون برمتها في حالة استنفار كامل للتخلص منه؟!

لم نكن نخط في الرمل حين مكثنا شهوراً نحذر من الانقلاب العسكري قبل وقوعه. وحين تم تعيين تاريخ الاحتجاج في الثلاثين من يونيو، قلنا إن ذلك الجمع لا هدف له سوى تبرير الانقلاب، لكن السيسي كان يوحي لمرسي بأن الوضع تحت السيطرة، وأنه لا خطر عليه.
لم يكن مطلوباً التخلص من مرسي بطريق سافرة، بل بطريقة مبررة تقنع الشارع، وتقنع جزءاً من الخارج أيضاً، وإن كان الأخير داعماً للانقلاب في أي حال.
هكذا تمت برمجة الانقلاب عبر إخراج محكم، وإن كان معروفاً لأصحاب الضمائر، وللجهات الخارجية أيضاً.
مرسي هو الوحيد الذي يملك الرواية الكاملة لعملية الاستدراج التي تمت، وكان لا بد تبعاً لذلك من التخلص منه، بعد زمن من تغييبه وعدم السماح له بالتواصل مع العالم الخارجي، إلا ضمن لحظات محدودة ومبرمجة في المحكمة.

التخلص من الرجل لا يحتاج إلى إبداع، ألم يكن خالد مشعل سيقضي مسموماً دون أن يدري أحد لولا بطولة مرافقه؟ وعمليات الاغتيال بالسم طويل الأمد، وقصير الأمد (الذي لا تكشفه التحاليل) مشهورة وكثيرة. وقد يضاف قصير الأمد إلى طويل الأمد، لتبرير الوفاة، وتحديد التوقيت في آن.
كان جهاز «الكي. بي. جي» في الاتحاد السوفييتي هو الأكثر شهرة على صعيد القتل بالسموم، واستخدمه آخرون مثل صدام حسين. وحين انهار الاتحاد السوفييتي، انتقل الكثير من ضباط الجهاز إلى الكيان الصهيوني، وصار الكيان هو الأكثر قدرة على هذا الصعيد.

هكذا بالضبط تمت تصفية محمد مرسي، بل إن عملية التصفية قد تمت بإخراج محكم أيضاً، إذ جرى توقيتها من أجل أن تتم في المحكمة وأمام الناس.
مؤكد أن فصول الانقلاب قد باتت مفضوحة دون الحاجة إلى رواية مرسي، لكن رواية الرجل هي التي كانت كفيلة بفضح الجزء المتعلّق بالسيسي منها، وهذا بالضبط هو هدف عملية القتل.

لسنا نشعر بالقهر من أجل الرجل، فقد مضى إلى ربه شهيداً بإذن الله، ولكنه قهرنا نحن الذي عايشنا هذه المرحلة الحقيرة من زمننا العربي.
سلام على مرسي، وتقبله الله في الشهداء، أما القتلة ومن دعموهم، ومن برروا لهم، فلهم خزي الدنيا والآخرة.