أحدث الأخبار
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد

الاستبداد العربي وخرافة عسكرة الثورة

الكـاتب : أحمد موفق زيدان
تاريخ الخبر: 04-07-2019

د. أحمد موفق زيدان:الاستبداد العربي وخرافة عسكرة الثورة- مقالات العرب القطرية

من المضحك أن تمرّ أكذوبة وخرافة النظام السوري على البعض اليوم، بل وباتوا يكررونها دون أن يعوا مآلاتها، ودون أن يدركوا أنهم ربما يكونون أبواقاً للأسد وللاستبداد بشكل عام، وهي خرافة أن بقاءه في السلطة إنما يعود إلى تدفّق ما يصفه وينعته بالإرهاب الأممي العابر للحدود، أو بالجماعات الإسلامية المسلحة التي وفّرت له المبرر والذريعة أمام المجتمع الدولي ليسحق الثورة السورية، وكأن النظام السوري نظام ديمقراطي مؤسساتي مدني لا يُسقطه إلا تحرك مماثل من طينته، وهو التحرك المدني الديمقراطي، وينسى النظام ومرددو خرافته أنه هو من استدعى الاحتلالات المزدوجة، وتدّثر بالكيان الصهيوني للبقاء في السلطة، أو ليس هو من استخدم كل الأسلحة الفتّاكة بحق الشعب السوري؟!، وأليس هو من بنى السجون أكثر من المدارس منذ اغتصابه السلطة عام 1963؟ وأليس هو من استنجد بالإرهاب الأممي العابر للحدود من ميليشيات طائفية عربية وأعجمية والتي نراها اليوم في كل شبر من الجغرافيا السورية؟، فهل يحق له ما هو محرم على غيره؟!

إن من يُرَوّج لمثل هذه الخرافة لا بد من تذكيره بأن الحراك السلمي النخبوي الذي انطلق في دمشق، عقب مهزلة الدستور الذي تغير في خمس دقائق، ليفصّل على مقاس بشار حافظ الأسد، فسحق معه يوم ربيع دمشق، وأوقف يومها كل الصالونات السياسية، والتي كانت كلها بلا طعم للإسلاميين ولا لون ولا رائحة، ومع هذا كله لم يتحمل النظام السوري وجود أية معارضة يسارية أو ليبرالية، فزج من زج بالسجون، وشرّد من شرّد، وأسكت من أسكت، فكان القمع عنوانه بحق من يطالب بأي تغيير.

وينبغي تذكير كل من ذاكرته سمك بأن هذا النظام -ومنذ يومه الأول- لم يتحمل رفاقه، فضلاً عن أن يتحمّل معارضة من يُفترَض أن يكون شعبه، فكيف سيتحمل وجود من يساعد هذا الشعب المسكين المقهور في مواجهة أحقر نظام؟ وأحقر نظام عالمي يقوم بدعمه ومساندته، الكل يذكر كيف لاحق معارضيه منذ الستينيات من محمد عمران العلوي وقتله في لبنان، وكيف سجن صلاح جديد العلوي، ونور الدين الأتاسي، وسليم حاطوم، والمئات ممن عارضوه، فكان السجن والقتل المجزأ مصيرهم، بعد أن هدهم الاعتقال والتعذيب والإذلال.

لم ينفع مع النظام السوري السلمية، كما لم تنفع السلمية مع النظام العربي المستبد بشكل عام، فها نحن نرى ما جرى في الثورة المصرية يوم سكت ربيعها، ورفعت شعار السلمية، فلم يكتف الاستبداد هناك باغتصاب السلطة، وإنما لاحق ويلاحق اليوم كل أحرارها، فهل كان هناك إرهابيون أمميون بحسب توصيف النظام السوري وغيره؟ بل ويلاحق كل دولة وقفت مع الربيع المصري وثورته، وها هو الاستبداد في اليمن وليبيا واليوم يتكرر في السودان، بحيث يرفض أي ثورة سلمية مدنية، ويصر على جرّ الثورة إلى مربعه وهو مربع العسكرة، كونه الأقوى فيه لاحتكاره السلطة والسلاح، ليس للاستبداد حاجة في وجود جماعات إسلامية مسلّحة أجنبية عن هذه الدولة أو تلك، فكلها أكاذيب وأضاليل، هدفها تبرير سحق حركة الشعوب، ويتفننون في تقديم هذه التبريرات وفيكم سمّاعون لهم، والشعوب اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تقبل بالسلمية والمدنية، وحينها مصيرها كمصير الثورة المصرية في سجون العقرب وأمثاله، وإما العسكرة، فحينها سيتشدق البعض بما يتشدق به النظام السوري ويردده الأغبياء، خيار لم تختره الشعوب ونخبها، بقدر ما هو مفروض عليها محلياً وإقليمياً ودولياً، فهل الميليشيات الأجنبية التي أظهرتها كاميرات التلفزة المقاتلة مع المتمرد حفتر ليبية؟!، لكن حلال على بلابله الدوح.. حرام للطير من كل جنس، وكما قال السيد المسيح عليه السلام: «أرموا لحجر من الجحر الذي انطلق منه»، وقالت العرب قديماً: «وداوها بالتي كانت هي الداء».