أحدث الأخبار
  • 07:42 . الإمارات تمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران... المزيد
  • 07:25 . الغارديان: رئيس وزراء بريطانيا السابق ضغط سراً على الإمارات للفوز بمشروع بمليارات الدولارات... المزيد
  • 07:00 . هجوم جديد بطائرة مسيّرة على أسطول الصمود قبالة تونس... المزيد
  • 12:02 . بعد قصف الدوحة.. تساؤلات حول إصرار أبوظبي على التطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 11:58 . رابطة إماراتية: العدوان على قطر يفضح خطورة التطبيع ويدعو للانسحاب من الاتفاقيات... المزيد
  • 11:56 . ترامب يقول إن الهجوم على قطر قرار "نتنياهو ولن يتكرر مجددا"... المزيد
  • 11:35 . موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية واسعة للهجوم الإسرائيلي على الدوحة... المزيد
  • 11:30 . إيران تعلن التوصل مع الوكالة الذرية إلى تفاهم جديد بشأن استئناف التعاون... المزيد
  • 11:28 . الجيش الأميركي ينفي ضلوعه في الهجوم الإسرائيلي على قطر... المزيد
  • 11:13 . خلف الحبتور يزور دمشق ويعلن استعداده للاستثمار في مشاريع تنموية... المزيد
  • 11:03 . محمد بن راشد يعلن تعيين وزيرين جديدين في حكومة الإمارات... المزيد
  • 01:06 . قطر تنفي تلقيها بلاغاً مسبقاً بشأن الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد

متى أوان الاستراتيجية الثقافية العربية؟

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 20-07-2019

متى أوان الاستراتيجية الثقافية العربية؟ | القدس العربي

منذ أربعة عقود تقريبا وضعت المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (أليكسو) استراتيجية شاملة تقدمية للثقافة العربية الواحدة. كان وراء ذلك الحماس الملتزم بالهوية العروبية المشتركة وكل تجلياتها الثقافية، العديد من وزراء التربية وكبار موظفي الجامعة العربية وأليكسو المثقفين العضويين الملتزمين بوحدة أمتهم العربية ووطنهم العربي الكبير.
لكن حكومات تلك الفترة، المنشغلة بخلافات وصراعات السياسة وأيديولوجياتها، وببناء قبضات الأمن الحديدية، لم تعر تلك الاستراتيجية اهتمامها المطلوب، فكان أن دخلت الأدراج وطواها النسيان، كما طوى غيرها من الاستراتيجيات الكثيرة الأخرى في شتى الحقول.
مرت ثلاثون سنة تقريبا قبل أن ينتبه رؤساء الدول العربية لأهمية الموضوع ويقرروا في اجتماع إحدى قممهم سنة 2010 ضرورة عقد قمة ثقافية عربية لصوغ رؤية ثقافية مستقبلية للدول العربية، وبطلب من أليكسو ودائرة الثقافة في الجامعة العربية، بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي ومجموعة منتقاة من المثقفين العرب، وضع استراتيجية ثقافية لتقدم إلى اجتماع القمة الثقافية في المستقبل القريب.
لكن ما أن بدأت الاجتماعات لوضع ذلك الطلب موضع التنفيذ، حتى انفجرت حراكات وثورات الجماهير العربية في العديد من الأقطار العربية سنة 2011، فتوقف تنفيذ المشروع، بفعل دخول الأنظمة والمجتمعات العربية في خلافات وصراعات، وجنون الجحيم الذي نكتوي جميعا بنيرانه إلى يومنا هذا. تراجعت أهمية الثقافة أمام الصعود المذهل للسياسة العبثية اللامسؤولة، وللأمن العنفي غير المنضبط، وللإرهاب الجهادي التكفيري المدعي صفة الإسلام زورا وبهتانا وتطاولا، ولاستباحة وطن العرب من قبل الاستعمار والصهيونية واستخباراتهما، وللخلافات الطائفية والعنصرية والقبلية الطفولية.

ومع تراجع الثقافة انزوى المثقفون، إما في منافي الهجرة، وإما في زبونية السياسة وانتهازياتها، وإما في عزلة اليأس والقنوط وتدمير الذات. ولم يبق إلا القليل ممن مازالوا يقبضون على الجمر بصبر وإصرار ومسؤولية. أمام مشهد محبط كهذا يجب أن يطرح سؤالان مفصليان:
الأول: هل آن الأوان، كجزء من لملمة الحياة العربية المنهكة، للرجوع إلى محاولة وضع تصور لاستراتيجية ثقافية عربية وتقديمها إلى اجتماع قمة للرؤساء العرب في القريب العاجل، فلعل ذلك يقنعهم بأن الثقافة يمكن أن تكون أحد مداخل إرجاع العافية للجسد العربي؟
والثاني: هل حقا يرجى من أناس ساهم منهم، بقصد أو بدون قصد، في الدمار المادي والمعنوي الذي حلّ بأرض العرب وبشر العرب، أن ينقذوا الثقافة، بعد أن فرطوا في السياسة والاقتصاد والاجتماع؟
بصراحة ليست لديّ شخصيا إجابات شافية مقنعة لهذين السؤالين المتحديين للعقل وللضمير وللالتزام القومي، غير أن المسؤولية القومية تحتم على (أليكسو) أن تطرح على نفسها السؤال الأول على الأقل، وأن لا تسمح لنفسها أن تقف عاجزة أمام ما حل من علل وتشوهات بالثقافة العربية الجمعية، من جراء جرائم ومجرمي الخارج والداخل. أما الجواب على السؤال الثاني فليتركوه لمؤسسات المجتمعات العربية المدنية المناضلة، فهي كفيلة وقادرة على أن تتعامل مع الملابسات التي تحيط به، طال الزمن أم قصر، من خلال نضالها السياسي السلمي التراكمي. وتاريخ وتضحيات هذه الأمة عبر العصور شاهدا على ذلك.

نحن الآن أمام ثقافة جمعية يريد لها البعض أن تدخل في صراع عبثي مع الثقافات الفرعية، تمهيدا لإيجاد تمزقات وتشظيات اجتماعية تقود إلى إضعاف الهوية العروبية الجامعة الممتدة في أعماق الزمن، وعلى امتداد الجغرافيا العربية، أمام ثقافة يراد لها أن تكون في تضادد بليد مع ثقافة العصر وثقافات الآخرين، لتصبح منغلقة على ذاتها وغارقة في سلفيتها، أمام ثقافة مليئة بالثنائيات المتصارعة، بسبب الخوف من كل تجديد، أمام ثقافة يراد لها أن تكون بعيدة عن المعرفة العلمية والعقلية، ولكن قريبة من سطحية وشعاراتية وهذرية الإعلام المظهري النفعي المفقر للعقل والروح، أمام ثقافة غير نقدية ولا تجاوزية تجتر ذاتها سنة بعد سنة من قبل مؤسسات تعليم فاشلة مرعوبة. ولذلك تقف حائرة أمام الثقافة العولمية المليئة بالعلل والأخطار بدون قدرة على الصد أو الحماية الندية.
من هنا، وخوفا على التكوينات العقلية الفكرية والشعورية والروحية لشباب وشابات المستقبل العربي، نحتاج للرجوع إلى موضوع الثقافة العربية من جديد، بعد أن فعلت السنون والأحداث بهذه الثقافة الأمل والنهوض ما فعلت، ولنبدأ من حيث أجبرتنا الأحداث الكارثية على التوقف.