أحدث الأخبار
  • 07:42 . الإمارات تمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران... المزيد
  • 07:25 . الغارديان: رئيس وزراء بريطانيا السابق ضغط سراً على الإمارات للفوز بمشروع بمليارات الدولارات... المزيد
  • 07:00 . هجوم جديد بطائرة مسيّرة على أسطول الصمود قبالة تونس... المزيد
  • 12:02 . بعد قصف الدوحة.. تساؤلات حول إصرار أبوظبي على التطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 11:58 . رابطة إماراتية: العدوان على قطر يفضح خطورة التطبيع ويدعو للانسحاب من الاتفاقيات... المزيد
  • 11:56 . ترامب يقول إن الهجوم على قطر قرار "نتنياهو ولن يتكرر مجددا"... المزيد
  • 11:35 . موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية واسعة للهجوم الإسرائيلي على الدوحة... المزيد
  • 11:30 . إيران تعلن التوصل مع الوكالة الذرية إلى تفاهم جديد بشأن استئناف التعاون... المزيد
  • 11:28 . الجيش الأميركي ينفي ضلوعه في الهجوم الإسرائيلي على قطر... المزيد
  • 11:13 . خلف الحبتور يزور دمشق ويعلن استعداده للاستثمار في مشاريع تنموية... المزيد
  • 11:03 . محمد بن راشد يعلن تعيين وزيرين جديدين في حكومة الإمارات... المزيد
  • 01:06 . قطر تنفي تلقيها بلاغاً مسبقاً بشأن الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد

العلماء وتجارب النهوض

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 02-08-2019

صحيفة الاتحاد - العلماء وتجارب النهوض

 الإنسان هو الأساس في أي تطور وتقدم، وبالأخص في مشروعات التقدم العلمي. وقد أدركت الدول الغربية هذه الحقيقة منذ زمن طويل، واستثمرت مهارات الإنسان ومعارفه وابتكاراته واكتشافاته في هذا الاتجاه، بصرف النظر عن لونه أو عرقه أو دينه أو جنسه، خاصة من أصحاب التخصصات النادرة، فوفرت لهم البيئة المناسبة والحاضنة لتخصصاتهم، وقدمت لهم المغريات العديدة من منح دراسية وفرص عمل، مستندةً إلى مبدأ الكفاءة، كما أمّنت لهم مناخاً علمياً مثالياً للنجاح والتفوق والإبداع والاستقرار الوظيفي والاجتماعي والتقدير المعنوي والدخل الشهري المرتفع، علاوة على التشجيع والتنويه بإنجازاتهم وإبراز جهودهم.. فأصبحت هذه الدول متفوقة حضارياً وعلمياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وتعليمياً وصحياً وعسكرياً. وهذا أيضاً ما أدركته الدول التي قررت الخروج من دائرة التخلف إلى المنافسة في مضمار التقدم الاقتصادي والصناعي والعلمي.
وتتضح الصورة أكثر من خلال كتاب الدكتور علي الحويلي، «العلماء العرب في أميركا وكندا.. إنجازاتهم وإخفاقاتهم»، حيث يبين لنا في كتابه الدور المتميز للنخب العربية في نهضة وقوة ذينك البلدين، لاسيما في القطاعات الأكاديمية والبحثية والعلمية والصحية والمختبرية والإعلامية والأدبية.. إلخ.
وينقل لنا المؤلف إحصائية قامت بها جامعة الدول العربية عن العلماء العرب في الغرب، تقول إنهم يشكلون في أميركا نحو 4% من مجمل العلماء هناك، وإنهم يوفرون لها دخلاً لا يقل عن 40 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل 8% من مجمل الدخل السنوي القومي العربي. وبالمقابل توضح الإحصائية أن العالم العربي يخسر (خسارة صافية) من هجرة الأدمغة العربية أكثر من 250 مليون دولار سنوياً.
أما إحصائيتي اليونسكو والبنك الدولي، كما يوردها الكتاب، فتقول إن العالم العربي يساهم بنسبة كبيرة في هجرة الكفاءات من الدول النامية، وإن 50% من الأطباء و23% من المهندسين و15% من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة تهاجر إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وهذا ما يؤثر سلباً على مستقبل التنمية العربية.
وحسب الدكتور الحويلي فقد شهدت بعض الدول العربية خلال السنوات الأخيرة ولادة مؤسسات علمية ترمي إلى استقطاب الأدمغة العربية المهاجرة واسترجاعها إلى أوطانها الأم للاستفادة منها في ديناميات النهوض والتطور، لكن المؤسف أن العديد من الذين استجابوا لدعوات العودة سرعان ما اصطدموا بالمعوقات البيروقراطية الكثيرة وبأشكال من المثبطات المحبطة، فخابت آمالهم وتلاشت أحلامهم وغادروا عائدين إلى مهاجرهم التي أصبحت وطنهم الحقيقي.
ويدعو الكتاب إلى التعلم من التجربة الهندية ونجاحها في حشد ملايين العقول للمشاركة في بناء نهضة هندية عملاقة، وذلك انطلاقاً من فكرة مفادها أن التنمية البشرية عنصر أساسي في بناء أي اقتصاد ناهض، وأن المدخل الطبيعي للتطور يقضي بعودة العقول الهندية المتوافرة بأعداد كبيرة في أميركا واستغلال طاقاتها، ووضع الآليات والبرامج الكفيلة بنجاحها، وتوفير مستلزمات الخَلق والإبداع أمامها، ومنحها الامتيازات المادية والمعنوية التي كانت تتوفر لها في أميركا.
وفي سبيل ذلك اعتمدت الهند خطوات علمية مبرمجة في إطار استراتيجية وطنية شاملة، فقامت شراكة هندية أميركية ساهمت في نقل الصناعة المعلوماتية الهندية إلى مستويات عالية من التطور، وأنشأت مؤسسات عامة وخاصة كثيرة لاستيعاب الأدمغة الهندية. وكانت البداية بنحو 100 ألف عالم من أصلا 206 آلاف تم توظيفهم في الجامعات والمؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث.
واليوم باتت للهند تكنولوجيا متكاملة وبنى تحتية علمية وكليات عليا على درجة فائقة من التطور.
وعلى ضوء التجربة الهندية ومثيلاتها في الصين واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل وبلدان النمور الآسيوية.. يمكن للعرب استنباط خططهم الخاصة للتقدم والتطور والنهوض.