أحدث الأخبار
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد

إنه الواقع يا عزيزي

الكـاتب : علي الظفيري
تاريخ الخبر: 18-08-2014

أحيانًا، لا تأتي الأحداث وفق ما نشتهي، وعلى سبيل المثال، نحن نؤيد نظامًا سياسيًا ما، ويرتكب هذا النظام خطأ معينًا أو عدة أخطاء، أو يكون مركبًا من الأخطاء جملة وتفصيلا، من يومه الأول وحتى يومه الأخير المنتظر، فلا يعجبنا ذلك، وبدل أن نقر بالخطأ نلجأ إلى حيل أخرى، التبرير كعادة عربية، وأعني به التبرير الدائم، وبلا نهاية، وبشكل يسبق أحيانًا وقوع الخطأ، يحدث هذا عن تكرار الأخطاء بشكل مزعج، فنلجأ للتبرير السابق للفعل بإدانة المقابل لهذه الأخطاء، وهذا توضيح لنوع التبرير المقصود، فثمة تبرير منطقي ومقبول، بعض الأخطاء التي ترتكب تكون مفهومة ومقبولة في بعض الأحيان، وليس هذا ما نرفضه، بل التبرير كحالة تشير إلى التعصب والعمى، والعجز عن التفكير الموضوعي، والوصول للاستنتاجات الصحيحة.

النظام سين قام بمجزرة أودت بحياة الآلاف، هذا خبر، وهو خبر لا يستطيع أحد إنكاره، وحقيقة باتت من المسلمات، فماذا نفعل أمام هذه الحقيقة الدامغة؟ سأعرض لكم نماذج من ردود الفعل العربية أمام هذا الخبر، وهي من جميع الشرائح، المتعلمة وغير المتعلمة، المثقفة وغير المثقفة، من كل الجنسيات وكل الأعمار، وكلها تندرج في فئة يمكن وصفها بالتالي، التعصب والجهل، فماذا تفعل هذه الفئة حيال هذه الحقيقة؟ أولا تبدأ بالتبرير، كان لا بد من هذه المجزرة نتيجة ما قام به الضحايا، وهذا غير صحيح، والدليل على عدم صحة هذه الحجة لجوء أصحابها لسلسة من الحجج التالية، مما يؤكد على عدم قناعتهم الداخلية بما أوردوه، وثقتهم بعدم قدرتهم على إقناع المقابل بها، يبدأ الرجل أو المرأة هنا بمهاجمة الآخر، أنت كذلك وكذا، وفيك ما فيك من العيوب، وهذا كله لا يبرر المجزرة، إنما يقرها ويحاول التهوين من جرمها، أن الطرف الذي يدينها سيئ ومتآمر وكاره، وهذا أيضًا لا يقلل من الجريمة بل يعزز بشاعتها، وبعد سيل الحجج والادعاءات التي تحاول التهوين من الجريمة والتبرير لها، نعود إلى النقطة صفر، هذه الجريمة لم تحدث من الأساس!

هذه مشكلة كبيرة، وتتعلق بطريقة التفكير السائدة في مجتمعاتنا، بعيدًا عن التقسيمات والاستقطابات القائمة بين أطراف سياسية وحزبية، إنها تشملنا جميعًا دون استثناء، وبدرجات متباينة، أتذكر يوم انتقدني أخ عزيز في تويتر قائلا: إنك يا سيدي منفتح في النقاش حول الجزيرة، وتقر دائمًا بوجود أخطاء للجزيرة على سبيل المثال، لكن حديثك برمته مجرد تبرير أو نفي أي خطأ وقعت فيه الجزيرة! وتقديري أن الأخ محق بشكل عام، نحن جميعًا أميل إلى تجنب الإقرار بالخطأ أو الاعتراف به، وإن حدث ذلك فإننا نحيطه بتبريرات لا أول لها ولا آخر، نجد من الصعوبة أن نقول هذا خطأ، وكفى.

أوردت مثال الجزيرة المتعلق بي، رغم وجود تبريرات حقيقية، ورغم عدم ممارستي للهمجية التي يقوم بها الآخرون تجاه خصومهم أو من يختلف معهم، ورغم إقراري علنًا ببعض الأخطاء التي وقعت بها الجزيرة، أو النظام السياسي في قطر، أو الثورات العربية، وكل الأمور التي نُتهم بها وبالدفاع عنها، أوردت ذلك أنه من الواجب على من يعتمد المنطق وسيلة في خياراته، أن يقدم مثالا دائمًا على قدرته الإقرار بالأخطاء، وأننا لا نعمل في هذه الحياة على أساس الفرق والأحزاب والمعسكرات، ما ينشده المنطقي والديمقراطي في حياته هو العدل والحقيقة، ولو كانت على حساب نفسه وفريقه الفكري أو السياسي، لا يمكن أن ندخل في دوامة الجهل والتعصب ونصبح جزءًا منها، علينا دائمًا التسامي وتعديل المسار، مهما كانت الأثمان.