أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

إنه الواقع يا عزيزي

الكـاتب : علي الظفيري
تاريخ الخبر: 18-08-2014

أحيانًا، لا تأتي الأحداث وفق ما نشتهي، وعلى سبيل المثال، نحن نؤيد نظامًا سياسيًا ما، ويرتكب هذا النظام خطأ معينًا أو عدة أخطاء، أو يكون مركبًا من الأخطاء جملة وتفصيلا، من يومه الأول وحتى يومه الأخير المنتظر، فلا يعجبنا ذلك، وبدل أن نقر بالخطأ نلجأ إلى حيل أخرى، التبرير كعادة عربية، وأعني به التبرير الدائم، وبلا نهاية، وبشكل يسبق أحيانًا وقوع الخطأ، يحدث هذا عن تكرار الأخطاء بشكل مزعج، فنلجأ للتبرير السابق للفعل بإدانة المقابل لهذه الأخطاء، وهذا توضيح لنوع التبرير المقصود، فثمة تبرير منطقي ومقبول، بعض الأخطاء التي ترتكب تكون مفهومة ومقبولة في بعض الأحيان، وليس هذا ما نرفضه، بل التبرير كحالة تشير إلى التعصب والعمى، والعجز عن التفكير الموضوعي، والوصول للاستنتاجات الصحيحة.

النظام سين قام بمجزرة أودت بحياة الآلاف، هذا خبر، وهو خبر لا يستطيع أحد إنكاره، وحقيقة باتت من المسلمات، فماذا نفعل أمام هذه الحقيقة الدامغة؟ سأعرض لكم نماذج من ردود الفعل العربية أمام هذا الخبر، وهي من جميع الشرائح، المتعلمة وغير المتعلمة، المثقفة وغير المثقفة، من كل الجنسيات وكل الأعمار، وكلها تندرج في فئة يمكن وصفها بالتالي، التعصب والجهل، فماذا تفعل هذه الفئة حيال هذه الحقيقة؟ أولا تبدأ بالتبرير، كان لا بد من هذه المجزرة نتيجة ما قام به الضحايا، وهذا غير صحيح، والدليل على عدم صحة هذه الحجة لجوء أصحابها لسلسة من الحجج التالية، مما يؤكد على عدم قناعتهم الداخلية بما أوردوه، وثقتهم بعدم قدرتهم على إقناع المقابل بها، يبدأ الرجل أو المرأة هنا بمهاجمة الآخر، أنت كذلك وكذا، وفيك ما فيك من العيوب، وهذا كله لا يبرر المجزرة، إنما يقرها ويحاول التهوين من جرمها، أن الطرف الذي يدينها سيئ ومتآمر وكاره، وهذا أيضًا لا يقلل من الجريمة بل يعزز بشاعتها، وبعد سيل الحجج والادعاءات التي تحاول التهوين من الجريمة والتبرير لها، نعود إلى النقطة صفر، هذه الجريمة لم تحدث من الأساس!

هذه مشكلة كبيرة، وتتعلق بطريقة التفكير السائدة في مجتمعاتنا، بعيدًا عن التقسيمات والاستقطابات القائمة بين أطراف سياسية وحزبية، إنها تشملنا جميعًا دون استثناء، وبدرجات متباينة، أتذكر يوم انتقدني أخ عزيز في تويتر قائلا: إنك يا سيدي منفتح في النقاش حول الجزيرة، وتقر دائمًا بوجود أخطاء للجزيرة على سبيل المثال، لكن حديثك برمته مجرد تبرير أو نفي أي خطأ وقعت فيه الجزيرة! وتقديري أن الأخ محق بشكل عام، نحن جميعًا أميل إلى تجنب الإقرار بالخطأ أو الاعتراف به، وإن حدث ذلك فإننا نحيطه بتبريرات لا أول لها ولا آخر، نجد من الصعوبة أن نقول هذا خطأ، وكفى.

أوردت مثال الجزيرة المتعلق بي، رغم وجود تبريرات حقيقية، ورغم عدم ممارستي للهمجية التي يقوم بها الآخرون تجاه خصومهم أو من يختلف معهم، ورغم إقراري علنًا ببعض الأخطاء التي وقعت بها الجزيرة، أو النظام السياسي في قطر، أو الثورات العربية، وكل الأمور التي نُتهم بها وبالدفاع عنها، أوردت ذلك أنه من الواجب على من يعتمد المنطق وسيلة في خياراته، أن يقدم مثالا دائمًا على قدرته الإقرار بالأخطاء، وأننا لا نعمل في هذه الحياة على أساس الفرق والأحزاب والمعسكرات، ما ينشده المنطقي والديمقراطي في حياته هو العدل والحقيقة، ولو كانت على حساب نفسه وفريقه الفكري أو السياسي، لا يمكن أن ندخل في دوامة الجهل والتعصب ونصبح جزءًا منها، علينا دائمًا التسامي وتعديل المسار، مهما كانت الأثمان.