أحدث الأخبار
  • 11:24 . رويترز: التعاون النووي الأمريكي مع السعودية لم يعد مرتبطا بالتطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:20 . تحقيق استقصائي يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة ومصيره... المزيد
  • 07:48 . تصاعد الخطاب الدبلوماسي بين أبوظبي والسودان بعد قرار قطع العلاقات... المزيد
  • 06:28 . العفو الدولية تكشف تزويد أبوظبي قوات الدعم السريع بأسلحة صينية... المزيد
  • 12:01 . أمريكا تسمح بالتمويل القطري لرواتب موظفي سوريا... المزيد
  • 11:30 . شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 11:30 . انفجارات لاهور تزيد من حدة المواجهة الهندية الباكستانية... المزيد
  • 11:29 . السعودية ترفض التصريحات الإسرائيلية حول التوسع في غزة وتطالب بوقف الانتهاكات... المزيد
  • 11:13 . أبوظبي ترفض الاعتراف بقرار السودان قطع علاقاته معها... المزيد
  • 10:11 . ترامب يعتزم تغيير اسم "الخليج الفارسي" إلى الخليج العربي... المزيد
  • 07:02 . ضبط المتهمين في أحداث مباراة "الوصل" و"شباب الأهلي" وتغريم الناديين... المزيد
  • 05:22 . وكالة: أبوظبي تعمل سراً للتطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والإدارة السورية الجديدة... المزيد
  • 04:41 . إعلام يمني: اليونسكو تحقق في انتهاكات إماراتية مدمرة بجزيرة سقطرى... المزيد
  • 04:11 . الإمارات تنجح في وساطة جديدة بين موسكو وكييف لتبادل 410 أسرى... المزيد
  • 04:09 . "ميدل إيست آي": السعودية ضغطت على إدارة ترامب لوقف الهجمات على الحوثيين باليمن... المزيد
  • 12:19 . قطر ومصر تؤكدان استمرار جهودهما المشتركة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة... المزيد

«ليبيا جارة تركيا من البحر»… حرب أم سلام في الأبيض المتوسط؟

الكـاتب : توران قشلاقجي
تاريخ الخبر: 30-01-2020

تتواجد مئات السفن الحربية في البحر الأبيض المتوسط الذي شهد أكبر تجمع للسفن الحربية منذ الحرب العالمية الثانية. تستمر التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والتكنولوجية أيضًا بوتيرة سريعة في العالم الذي عانى من آلام النظام الجديد عقب الحرب الباردة. تم في بداية القرن الحادي والعشرين، اكتشاف احتياطيات هيدروكربون شرق المتوسط، لم يكن باستطاعة أحد التنبؤ بها قبل ربع قرن. وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات الغاز الطبيعي تصل قيمتها إلى 3 تريليونات دولار، وهي قادرة على تلبية احتياجات تركيا لنحو 572 عاما، وأوروبا لنحو 30 عاما، وفق حجم الاستهلاك الحالي.
في كتابه «ليبيا جارة تركيا من البحر»، يقول اللواء البحري د. جهاد يايجي، «التأثير السياسي لهذا الحجم من الاحتياطيات، إلى جانب قيمته الاقتصادية، جعل المنطقة مركز جذب جديد. وإن الجهود المتزايدة لبلدان المنطقة في السنوات الأخيرة، وتزايد أنشطة القوات غير الإقليمية تجاه شرق المتوسط، تعد بمثابة تأكيد لهذا الوضع». تمارس عشرات الدول في الوقت الحاضر، بما في ذلك الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية، أنشطة في شرق البحر المتوسط. إن زيادة نشاط الدول غير المتوسطية في شرق البحر المتوسط، تظهر بوضوح شديد مدى الحساسية القائمة في المنطقة. وقد جعل هذا الحال البيئة الأمنية في شرق البحر المتوسط أكثر تعقيدًا. وكما بقية البلدان المجاورة للبحر الأبيض المتوسط، تتابع تركيا التطورات في شرق المتوسط بحالة تأهب واحتياط على الصعيدين السياسي والعسكري. وتواصل تركيا الدفاع عن حقوقها ومصالحها في شرق المتوسط من الناحية القانونية لأجل الأجيال القادمة.
الوضع الفعلي في البحر المتوسط يعد أحد الأسباب الرئيسية للحروب والفوضى والاضطرابات المستمرة في سوريا وليبيا ولبنان وفلسطين. من ناحية أخرى، ظلت المشكلات القائمة في البر، مثل الهجرة غير الشرعية والإرهاب، تزعزع الأمن والاستقرار منذ عقود في المناطق البحرية في شرق البحر المتوسط. وينبغي ألا ننسى بأن الانقلاب العسكري ضد محمد مرسي، أول رئيس منتخب في مصر، كان أيضًا بسبب البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، لأن مشاريع مرسي الرامية إلى ضمان توفير الإمكانات اللازمة لاعتماد مصر على نفسها، من السويس والبحر الأبيض المتوسط، كانت قد أزعجت إسرائيل بشدة.

الوضع الفعلي في البحر المتوسط يعد أحد الأسباب الرئيسية للحروب والفوضى والاضطرابات المستمرة في سوريا وليبيا ولبنان وفلسطين

أدى اكتشاف واحدة من أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي عالميًا في شرق البحر المتوسط عام 2000 إلى تضاعف المكانة الجيوسياسية والجيواقتصادية للبحر المتوسط. ويظهر بوضوح شديد، مع هذه التطورات، أن البحر المتوسط سيؤدي دورًا مهمًا للغاية في تشكيل النظام العالمي الجديد. وتواصل إسرائيل بشكل خاص واليونان ودول غربية أخرى ممارسة جميع أنواع الأنشطة غير القانونية لإبعاد الدول الإسلامية عن شرق البحر المتوسط، وسط انزعاجها من المكانة التي ستكتسبها تركيا والبلدان العربية من حقوقها في البحر المتوسط.
الكاتب والسياسي والاقتصادي الفرنسي جاك أتالي، يسرد في كتابه «تاريخ البحر»، السيناريوهات المحتملة مستقبلًا في البحر الأبيض المتوسط، على النحو التالي: «قد يظهر الإرهاب البحري في المستقبل كشكل جديد من أشكال الحرب. ويمكن تخيل أن هذه الحرب ستتخذ أشكالًا متعددة: مثل استخدام غواصات وطائرات بدون طيار، وإرسال سفن انتحارية أو سفن محملة بالرهائن صوب السفن السياحية أو الموانئ، وإرسال سفن محملة بالمتفجرات أو المهاجرين إلى البحر المتوسط أو قطع بعض الكابلات البحرية الأكثر أهمية».
حسنًا، هل سيكون البحر المتوسط مكانًا للحرب أم الوحدة من جديد في المستقبل؟ الفلاسفة الذين يقولون إن «البحر الأبيض المتوسط هو مكان الذي يعيش فيه الناس المعتادون على السلام»، يؤكدون أن «هناك فهما للحياة في البحر المتوسط قائما على العيش والتبادل الثقافي والتقارب والتنازلات المتبادلة». وفي ضوء ذلك، هل سيكون من الممكن إعادة تفسير البحر الأبيض المتوسط بهيكله الجديد في القرن الحادي والعشرين عبر مفهوم «التفكير المتوسطي» وفق تعبير عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إدغار موران؟ سيتضح ذلك بالطبع مع الوقت.