أحدث الأخبار
  • 10:07 . زيارة ترامب إلى الخليج.. "المال أولاً"... المزيد
  • 08:10 . ترامب: زيارتي إلى السعودية وقطر والإمارات "تاريخية"... المزيد
  • 07:27 . السعودية "ترحب" بزيارة ترامب إلى الخليج... المزيد
  • 05:59 . بسبب أبوظبي.. الاتحاد الافريقي يعارض التدخل في شؤون السودان الداخلية... المزيد
  • 05:29 . الإمارات "تلاحق العالم" عبر تدريس الذكاء الاصطناعي للأطفال من سن الرابعة... المزيد
  • 05:11 . حزب العمال الكردستاني يقرر حلّ نفسه بعد 40 عاماً من التمرد على تركيا... المزيد
  • 04:55 . القسام تقرر الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي اليوم... المزيد
  • 12:50 . الشارقة.. مبادرة لجمع 2.6 مليون درهم دعماً لغزة... المزيد
  • 12:07 . نتنياهو يرفض الالتزام بأي وقف إطلاق نار مع حماس... المزيد
  • 11:58 . القمة الشرطية العالمية تنطلق غداً في دبي... المزيد
  • 02:32 . حماس تعتزم الإفراج عن أسير أميركي ووقف مؤقت لإطلاق النار... المزيد
  • 08:47 . محمد بن زايد والشرع يبحثان تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية... المزيد
  • 06:44 . كيف تخطط لرحلة الحج من الإمارات؟.. التصاريح والتطعيمات ومتطلبات السفر الرئيسية... المزيد
  • 06:32 . بوتين يعرض على أوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول... المزيد
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد

تحتار في الزحمة

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 19-09-2014

عندما تسوقك الأقدار إلى بوابة أي مدرسة من مدارسنا، وتتأمل المشهد تصاب بالحيرة والدهشة، فالأيادي الصغيرة ملمومة، في حوض أياد أكبر تقودها، والحقائب معلقة على أكتاف من تولى مسؤولية ارتياد المدارس بصحبة صغار، لم تجمد بعد أظافر أناملهم، تحتار ولا تدري لماذا كل هذه الحشود من الخادمات والسائقين الآسيويين، فتشتاق إلى المعصم، والعقال، والعباءة وتود لو أن هذا المكان المدروس المقدس، امتلأ بآباء وأمهات، لملموا صياح الصغار، مسحوا دموعهم، بمناديل الحنان، وجاءوا بهم إلى هذا المكان بمسؤولية والتزام أخلاقي، تفرضه عليهم الأبوة والأمومة، ولكن ما يصدمك أن مثل هذا لا يحدث أبداً ولن يحدث لأن العرف القديم أصبح قماشة بالية، تأنف النفوس الاقتراب منها، وما طرأ على خواطر الآباء والأمهات شيء جديد يثير الفزع، فالجميع لاهٍ وساهٍ لأمور أخرى، أما الصغار فقد أنيطت مسؤولية رعايتهم وتربيتهم واصطحابهم إلى المدارس إلى أناس آخرين، يتقاضون على إثر ذلك، رواتب شهرية ولا بد أن يحللوا هذه الرواتب وليدعوا الأمهات ينظفن عباءاتهن كل صباح، لأجل الخروج إلى أرض الله الواسعة، والتمتع ببرودة المولات وأضوائها البرّاقة وعطرها الشجي، والموسيقى المتناثرة هنا وهناك، وكذلك الزحام المثير للنزعات الأنثوية، أما الرجال فهم لم يعبأوا بالصغار، لأن سهر الليالي على أنغام قرقرة «الشيشة»، لم يزل يزرع علاماته في العيون التي لا تكاد تفتح الجفون لرؤية أشعة الشمس.. إذاً هل يبقى الصغار في البيوت من دون تعليم.. لا.. لا بد من الاستعانة بالإسعافات الأولية في المنازل، فالخادمة والسائق، يتشهيان هذه الطلعات الصباحية، لأسباب في نفس من يتشوق لهذه الإشراقات الباكرة، وهؤلاء يخوضون معارك مع الضمير، وأحياناً يخونهم فيخونون الأمانة وينحرفون بالمسؤولية باتجاهات يدفع ثمنها الصغار ولا يبقى للكبار من دور أو ردة فعل سوى التنكيل عن فعل كذا، وأبدى سلوكاً يخالف ما أؤتمن عليه، ثم التسفير والإتيان بأشخاص آخرين، ليملأوا مكان الخائنين، وهكذا تستمر التجارب في مختبرات البيوت، وفترات التجارب هم الأطفال، هم الضحايا، هم المطايا الضعيفة التي لا تملك غير الدموع السخية والتي تهدر بلا جدوى، لأن القلوب اليوم أصبحت حجراً، والمشاعر تجمدت والأحاسيس باتت مثل أشجار الغاف التي لا تأوي غير الزواحف والحشرات الضارة.. مآسٍ وكوارث حدثت بفعل هذا الجفاف العاطفي، ولا من يعتبر أو يستفيد، وأعراض انتهكت والآذان مغلقة بالشمع الأحمر، حتى إشعار آخر، لأن الآباء والأمهات لا يزالون يقضون أعمالاً شاقة في أماكن أخرى بعيداً عن موطن الأطفال.

قوانين سنت وضوابط فرضت ولكن العقول مصممة على تنفيذ ما يمليه عليها، ذلك الضمير الغائب، ذلك الوعد القديم، والذي أصبح مثل أحفورة يبقى للذكرى فقط.. الإعلام يصرخ، والصوت يشرخ جدار الصمت ولا ينبه أبداً من أشاح بوجوم، وأعلن الصوم عن إيقاظ ذلك الضمير، ليفطر على تمرة الوعي، وينقذ فلذات الأكباد.