أحدث الأخبار
  • 10:57 . "الطوارئ والأزمات" تتابع تطورات الحالة الجوية وتؤكد جاهزيتها للتقلبات المرتقبة... المزيد
  • 09:29 . داخلية غزة تنشر وحداتها من مناطق انسحاب الاحتلال وتتعهد بإنهاء الفوضى... المزيد
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد

تحتار في الزحمة

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 19-09-2014

عندما تسوقك الأقدار إلى بوابة أي مدرسة من مدارسنا، وتتأمل المشهد تصاب بالحيرة والدهشة، فالأيادي الصغيرة ملمومة، في حوض أياد أكبر تقودها، والحقائب معلقة على أكتاف من تولى مسؤولية ارتياد المدارس بصحبة صغار، لم تجمد بعد أظافر أناملهم، تحتار ولا تدري لماذا كل هذه الحشود من الخادمات والسائقين الآسيويين، فتشتاق إلى المعصم، والعقال، والعباءة وتود لو أن هذا المكان المدروس المقدس، امتلأ بآباء وأمهات، لملموا صياح الصغار، مسحوا دموعهم، بمناديل الحنان، وجاءوا بهم إلى هذا المكان بمسؤولية والتزام أخلاقي، تفرضه عليهم الأبوة والأمومة، ولكن ما يصدمك أن مثل هذا لا يحدث أبداً ولن يحدث لأن العرف القديم أصبح قماشة بالية، تأنف النفوس الاقتراب منها، وما طرأ على خواطر الآباء والأمهات شيء جديد يثير الفزع، فالجميع لاهٍ وساهٍ لأمور أخرى، أما الصغار فقد أنيطت مسؤولية رعايتهم وتربيتهم واصطحابهم إلى المدارس إلى أناس آخرين، يتقاضون على إثر ذلك، رواتب شهرية ولا بد أن يحللوا هذه الرواتب وليدعوا الأمهات ينظفن عباءاتهن كل صباح، لأجل الخروج إلى أرض الله الواسعة، والتمتع ببرودة المولات وأضوائها البرّاقة وعطرها الشجي، والموسيقى المتناثرة هنا وهناك، وكذلك الزحام المثير للنزعات الأنثوية، أما الرجال فهم لم يعبأوا بالصغار، لأن سهر الليالي على أنغام قرقرة «الشيشة»، لم يزل يزرع علاماته في العيون التي لا تكاد تفتح الجفون لرؤية أشعة الشمس.. إذاً هل يبقى الصغار في البيوت من دون تعليم.. لا.. لا بد من الاستعانة بالإسعافات الأولية في المنازل، فالخادمة والسائق، يتشهيان هذه الطلعات الصباحية، لأسباب في نفس من يتشوق لهذه الإشراقات الباكرة، وهؤلاء يخوضون معارك مع الضمير، وأحياناً يخونهم فيخونون الأمانة وينحرفون بالمسؤولية باتجاهات يدفع ثمنها الصغار ولا يبقى للكبار من دور أو ردة فعل سوى التنكيل عن فعل كذا، وأبدى سلوكاً يخالف ما أؤتمن عليه، ثم التسفير والإتيان بأشخاص آخرين، ليملأوا مكان الخائنين، وهكذا تستمر التجارب في مختبرات البيوت، وفترات التجارب هم الأطفال، هم الضحايا، هم المطايا الضعيفة التي لا تملك غير الدموع السخية والتي تهدر بلا جدوى، لأن القلوب اليوم أصبحت حجراً، والمشاعر تجمدت والأحاسيس باتت مثل أشجار الغاف التي لا تأوي غير الزواحف والحشرات الضارة.. مآسٍ وكوارث حدثت بفعل هذا الجفاف العاطفي، ولا من يعتبر أو يستفيد، وأعراض انتهكت والآذان مغلقة بالشمع الأحمر، حتى إشعار آخر، لأن الآباء والأمهات لا يزالون يقضون أعمالاً شاقة في أماكن أخرى بعيداً عن موطن الأطفال.

قوانين سنت وضوابط فرضت ولكن العقول مصممة على تنفيذ ما يمليه عليها، ذلك الضمير الغائب، ذلك الوعد القديم، والذي أصبح مثل أحفورة يبقى للذكرى فقط.. الإعلام يصرخ، والصوت يشرخ جدار الصمت ولا ينبه أبداً من أشاح بوجوم، وأعلن الصوم عن إيقاظ ذلك الضمير، ليفطر على تمرة الوعي، وينقذ فلذات الأكباد.