أحدث الأخبار
  • 10:07 . زيارة ترامب إلى الخليج.. "المال أولاً"... المزيد
  • 08:10 . ترامب: زيارتي إلى السعودية وقطر والإمارات "تاريخية"... المزيد
  • 07:27 . السعودية "ترحب" بزيارة ترامب إلى الخليج... المزيد
  • 05:59 . بسبب أبوظبي.. الاتحاد الافريقي يعارض التدخل في شؤون السودان الداخلية... المزيد
  • 05:29 . الإمارات "تلاحق العالم" عبر تدريس الذكاء الاصطناعي للأطفال من سن الرابعة... المزيد
  • 05:11 . حزب العمال الكردستاني يقرر حلّ نفسه بعد 40 عاماً من التمرد على تركيا... المزيد
  • 04:55 . القسام تقرر الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي اليوم... المزيد
  • 12:50 . الشارقة.. مبادرة لجمع 2.6 مليون درهم دعماً لغزة... المزيد
  • 12:07 . نتنياهو يرفض الالتزام بأي وقف إطلاق نار مع حماس... المزيد
  • 11:58 . القمة الشرطية العالمية تنطلق غداً في دبي... المزيد
  • 02:32 . حماس تعتزم الإفراج عن أسير أميركي ووقف مؤقت لإطلاق النار... المزيد
  • 08:47 . محمد بن زايد والشرع يبحثان تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية... المزيد
  • 06:44 . كيف تخطط لرحلة الحج من الإمارات؟.. التصاريح والتطعيمات ومتطلبات السفر الرئيسية... المزيد
  • 06:32 . بوتين يعرض على أوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول... المزيد
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد

من أسرار دبي

الكـاتب : فهيد البصيري
تاريخ الخبر: 10-10-2014

بفضل من الله، وببركات الحكومة امتدت عطلة عيد الأضحى إلي تسعة أيام، وقبلها يومين لله ، قولوا معي 12 يوما، وبعدها يومين (للنبي)، فصارت أسبوعين بالتمام والكمال، وتوقفت الحياة في الكويت إلي أجل غير مسمى ، والأمانة لله لم يكن هذا برضى من ديوان الخدمة المدنية، كما لم يكن اجتهادا طيبا من مجلس الوزراء كما يظن البعض، بل هو تكتيك قديم يلجأ إليه مجلس الوزراء، لتجميد المشاكل ولذر الرماد في عيون المواطنين، وبالمرة تعذيبهم بتعطيل مصالحهم، فكل شيء بعد العيد ، وحتى المرضى عليهم أن يرتاحوا من الأطباء في العيد.

وبما أن الحياة توقفت في الكويت، فلا بد من السفر حتى تعود لها الحياة ،ثم نعود لنتأكد من أنها ما زالت حية، وبما أن العالم العربي من محيطه إلي خليجه مشغول بالثورات والفورات الشعبية، فلم يكن أمامي هذه المرة إلا دبي، دار الحي، أولا لقربها من الكويت، وثانيا لقربها من مستوانا المعيشي.

واتكلنا على الله وشددنا الرحال إلي دبي، ولا يختلف اثنان على أن هذه الإمارة تثير الاستغراب والتساؤل في الوقت نفسه، بسبب تحطيمها للأرقام القياسية في النمو والتطور ،وبيني وبينكم لقد اكتشفت السر، وهي ليست معجزة كما يصورها الكثيرون، ولكنها بالفعل حالة خاصة، حيث استطاع رجل واحد وبفكره المتحرر، أن يحولها من إمارة صحراوية نسيها التاريخ، إلى مزار عالمي يرصع خريطة الكرة الأرضية ، وسر دبي يكمن في عدد من التكتيكات البسيطة والتي لا ترى بالعين المجردة، وأول هذه الأسرار هو دعايتها التسويقية الخطيرة، فأنت تعتقد انك ستشاهد ما لم تشاهده ، وما لن تشاهده في أي مكان في العالم ، وتكتشف أنه كلام أفلام وغير صحيح، والشيء الآخر هو أنها أباحت لكل شعوب العالم دخولها بشرط أن يأتوا بصحبة نقودهم ، بل وسمحت لهم بالاستثمار ودون أي قيد أو شرط اللهم إلا دفع الضرائب والرسوم، وما نشاهده من عمران وعمارات هي من جيوب المستثمرين وتمويلهم وليست من جيوب الحكومة، وهي حركة ذكية ومحفوفة بالمخاطر، ولكن دبي قبلت المخاطرة، ووظفتها لصالحها فالداخل محفظته مفقودة، والخارج محفظته نظيفة، وفي دبي أسواق عالمية كالتي نشاهدها في كل مكان، ولكنها هذه المرة بأشكال وأزياء متنوعة ،وبالطبع ستجد كل ما تريد، وبأسعار متفاوتة، ولكن الأهم هو أنك تستطيع أن تشتري كل شيء هنا ، ومن شراء المتعة إلى شراء الزمن ، فإذا كنت مستعجلا، أو دهمك الوقت ،فكل مع عليك هو أن تدفع عددا من الدراهم زيادة عن التعريفة الرسمية، وبذا ستكون لك الأولوية، وإذا كنت ممن يتضايقون من زحمة السير فعليك (بالطريق السالك) ، وبزيادة أربعة دراهم فقط ، ودبي لا تشتري الزمن فقط بل تحاول أن تسبقه، فهي في سباق محموم معه، وتبحث عن كل فكرة جديدة وجريئة، ويُعتقد أنها ناجحة وقبل أن يسبقها الآخرون.

والمهم أن الشيخ محمد راشد بن مكتوم نجح نجاحا باهرا في إحياء هذا الميناء العتيق، وحول ساحل القراصنة الذي دوخ الإمبراطورية البريطانية، إلى أكبر ميناء للسوق الحرة في العالم، وقد نجح بينما فشلنا نحن في الكويت مع أننا نملك من العوامل ما تحلم به دبي ، فشلنا مع أننا بلد لا يتكلم مواطنه إلا بالمادة والقانون ولا تنطق حكومته إلا حسب اللوائح ولا يجتمع مجلسه إلا على خير مشروع . وهي مفارقة غريبة عجيبة ، ومع ذلك لا أنصح بتقليد دبي، فلو حاولنا تقليدها سنفشل فشلا أسطوريا ، ولسبب بسيط ، وهو أن حالة دبي مرهونة بشرط لن نستطيع تحقيقه في الكويت، وهو أن هذه الإمارة والتي تبدو للسائح الولهان متحررة من كل قيد وشرط ، تمتلك منظومة من القوانين الإدارية والمالية الصارمة، والتي لا تقبل الكسر أو العصر، ولا بالواسطة ولا بالرشوة ، وهو شرط لا يمكن تحقيقه في الكويت، وأعوذ بالله من هذا الشرط فقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق!!