أحدث الأخبار
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد

حتى يغيروا ما بأنفسهم ... لا ما بغيرهم!

زياد الدريس – الإمارات 71 الكـاتب :
تاريخ الخبر: 05-11-2014


كلنا نتوق بشغف إلى تعديل الأوضاع «المائلة» للبيت الذي بجوارنا.

كلنا نسعى جاهدين لإصلاح أحوال إخواننا وجيراننا وأقاربنا وزملائنا في العمل، بل وحتى المشاة في الشوارع نودّ لو نستوقفهم لنقول لهم عن العيب الذي رأيناه فيهم.

نريد أن نصلح خدمات الحيّ الذي نسكنه ومؤسسات الدولة التي ننتمي إليها ومنظمات الكون الذي نعيش فيه.

كلنا منشغلون بإصلاح هذا العالم الكبير، إلى درجة أننا منشغلون بهذا الهم عن إصلاح عالمنا الصغير.. أنفسنا!

نقرأ الآية الكريمة: «إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم»، لكننا نفهمها هكذا: حتى يغيّروا ما بغيرهم!

نقرأ المقالات المؤثرة ونسمع الخطب الرنانة لأولئك الذين يتطلعون إلى نهضة الأمة من كبوتها وإصلاح فسادها، لكن لا تفتش عن السلوكيات الشخصية للكاتب أو المتحدث، إذ لن تجد فيها ما يشي بأنه إنسان نهضوي/ إصلاحي حقيقي.


أيها النهضوي/ الإصلاحي:

كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تقيم مبادئ العدل والمساواة وأنت لا تقيمها في بيتك وعملك، ولا تربي أبناءك عليها؟

كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تكون صادقة معك ولا تغشك بقراراتها الملتوية ثم تبيح لنفسك أنت أن تغش من استطعت في بيع أو شراء.. وتسمي ذلك شطارة؟!

كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تعمل بجد وصدق من أجل النهوض بالبلاد فيما أنت لا تعمل بجد وصدق من أجل النهوض بالمؤسسة التي تعمل فيها، ولا حتى بالأسرة الصغيرة التي أنت قائدها؟!


من هي الأمة/ الدولة؟

هل تعلم أنها هي أنت وأبناؤك وإخوانك وجيرانك وأصدقاؤك؟

اشتغل على هؤلاء فقط، وسترى كيف تكبر النتائج.

كتب أحد رهبان القرن الحادي عشر واصفاً حاله مع التغيير يقول: «عندما كنت مراهقاً سعيت بمجهوداتي التي كانت في بعض الأحايين غير معقولة ولاعقلانية إلى تغيير العالم بأسره، وحينما صرت شاباً ناضجاً لم أدخر وسعاً في سبيل تغيير مدينتي، ثم حين كبرت حاولت جعل أسرتي أفضل، أما عندما هرمت فلم يبق لي سوى استكمال نفسي وحدها، شاعراً بأنني لم أستطع بلوغ أي شي من الهدف المرسوم، وحينئذ أدركت أنني بتغيير نفسي في أعوامي الباكرة كنت بذلك نفسه سأغير أسرتي أيضاً، وهي بعد أن تغدو أفضل سيكون بوسعها استكمال المدينة التي نعيش فيها، وهذا بدوره سيرفع العالم بأسره أيضاً إلى درجة جديدة من النقاوة والطهر والكمال».

بمثل هذه الحكاية الرهبانية يهدر الكثير منا حياته في مساع نبيلة غير ناجحة، لأن نبلها ناقص ومشوه وفي التوقيت الخاطئ أو الموضع غير الملائم بسبب ارتباك الأولويات. هذا لا يعني أن نتوقف عن قول الحق أو نقد الأخطاء حتى نتحول إلى ملائكة خالين من العيوب. لكن يجب أن نفطن إلى أننا لا نستطيع إصلاح جماعة أفرادها فاسدون.

«النهضة» إذا أردتها، يجب أن تبدأها منك أنت ثم تنتهي بها عند غيرك، لا أن تبدأها عند غيرك.. وتجعل نفسك أول من يدعو وآخر من ينهض!