اعتمدت وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، برنامجاً وطنياً متكاملاً للفحص الصحي المدرسي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية بجميع إمارات الدولة للعام الأكاديمي الجاري، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز صحة الطلبة وضمان بيئة تعليمية آمنة من خلال الكشف المبكر عن المشكلات الصحية وتقديم التدخلات الوقائية اللازمة.
وقد عمّمت الوزارة الدليل الإرشادي لتطبيق البرنامج على المدارس، فيما قامت الأخيرة بدورها بإرساله إلى أولياء الأمور للحصول على موافقتهم الخطية وتوقيع النماذج المخصصة.
ويشتمل البرنامج على فحوص صحية أساسية تُجرى سنوياً لجميع المراحل الدراسية في عيادات المدارس من قبل الممرضة المدرسية، وتشمل قياس الطول والوزن وحساب مؤشر كتلة الجسم وفحص النظر ومراجعة السجل الطبي والتطعيمات، إلى جانب تقديم التثقيف الصحي المناسب لكل فئة عمرية.
كما يتضمن البرنامج فحوصاً شاملة تستهدف مراحل محددة هي الروضة الأولى والصف الأول والصف الخامس والصف التاسع، يتم تنفيذها بواسطة فريق طبي متكامل يضم طبيباً عاماً وطبيب أسنان وممرضة وفنياً طبياً، حيث يخضع طلبة رياض الأطفال للفحص الطبي العام وبرنامج تفريش الأسنان المراقب، فيما يخضع طلبة الصف الأول لفحص الدم (تعداد الدم الكامل) وفحص السمع والنظر والكشف الطبي الذي يشمل فحص الأعضاء التناسلية في مراكز الرعاية الصحية الأولية فقط، إضافة إلى تطبيق مادة الفلورايد والكشف عن اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه عند الحاجة.
أما طلبة الصف الخامس فيخضعون للكشف الطبي وفحص العمود الفقري (الجنف) للطالبات، فضلاً عن فحص صحة الفم والأسنان وتطبيق مادة الفلورايد، في حين تخضع طالبات الصف التاسع لفحص الدم ويخضع الطلاب الذكور للكشف الطبي وفحص العمود الفقري، مع إجراء فحص الاكتئاب.
وفي حال ظهور نتائج غير طبيعية في أي من الفحوص، يتلقى أولياء الأمور خطابات إحالة لمراجعة الأطباء المختصين لضمان متابعة دقيقة للحالة الصحية للطالب، فيما تتولى الممرضة المدرسية التدخلات الطبية الطارئة عند الحاجة وفق البروتوكولات المعتمدة، بما يشمل تركيب المحاليل الوريدية أو إعطاء الأكسجين والتواصل الفوري مع ولي الأمر، وإذا تعذر الوصول إليه يتم نقل الطالب إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى، وفي الحالات الحرجة يتم استدعاء الإسعاف فوراً بمرافقة أحد أعضاء الإدارة المدرسية حتى وصول ولي الأمر.
وتشمل قائمة الأدوية المصرح باستخدامها في العيادات المدرسية باراسيتامول لتسكين الألم وخفض الحرارة، وكريماً مضاداً للهستامين لمعالجة الحساسية الجلدية، والإبينفرين لعلاج الحالات التحسسية الحادة، وبخاخ السالبوتامول للسيطرة على أعراض الربو، إضافة إلى شامبو القمل الذي يُرسل مع الطالب إلى المنزل عند الحاجة.
كما دعت الوزارة أولياء الأمور الذين يعاني أبناؤهم من حساسية شديدة إلى تزويد المدرسة بقلم الإبينفرين الخاص بهم ليُحفظ في العيادة المدرسية.
وأكدت الوزارة أن البيانات المستخلصة من هذه الفحوص ستُستخدم من قبل الجهات الصحية لرصد أنماط الأمراض في المجتمع ودعم المبادرات الوطنية، مع الالتزام الكامل بسرية المعلومات وخصوصية الطلبة، مشددة على أن التطعيمات تمثل ركيزة أساسية في الوقاية من الأمراض المعدية، وفق القرار الوزاري رقم (14)، وداعية أولياء الأمور إلى الالتزام بالجدول الوطني للتطعيمات.
وأوضحت أن توقيع نموذج الموافقة يعني إقرار أولياء الأمور بتلقيهم معلومات كافية عن البرنامج وأهدافه، وموافقتهم على متابعة الحالة الصحية لأبنائهم عند الحاجة وعلى التدخلات الطبية الطارئة إذا استدعى الأمر، فضلاً عن موافقتهم على تلقي أبنائهم التطعيمات الوطنية. ويجسد البرنامج رؤية الإمارات في بناء جيل سليم معافى قادر على المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية.