أحدث الأخبار
  • 12:39 . قاضية أميركية تمنع تثبيت برامج تجسس إسرائيلية على واتساب... المزيد
  • 12:34 . خلال لقائه زيلينسكي.. ترامب يرفض منح صواريخ توماهوك لأوكرانيا... المزيد
  • 12:22 . مقاومة التطبيع: هكذا وظفت دول خليجية أدواتها لتسويق الرواية الإسرائيلية... المزيد
  • 12:04 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن تسلم جثلة أسير سلمتها حماس... المزيد
  • 11:55 . الأرصاد: منخفض جوي في بحر العرب دون تأثير على الدولة... المزيد
  • 11:37 . استشهاد 11 فلسطينيا في استهداف الاحتلال سيارة تُقلّ عائلة شرق مدينة غزة... المزيد
  • 09:14 . "العالمية القابضة" تستحوذ على حصة أغلبية في بنك باكستاني حكومي... المزيد
  • 08:26 . صحيفة: بنوك الإمارات ترفض تمويل مواطنين في القطاع الخاص... المزيد
  • 08:13 . أفغانستان تعلن مقتل وإصابة أكثر من 200 بغارات باكستانية... المزيد
  • 07:55 . بريطانيا تفشل في منع طعن "فلسطين أكشن" ضد قرار حظرها... المزيد
  • 06:54 . ترامب يأمل في انضمام السعودية لاتفاقيات التطبيع "قريباً"... المزيد
  • 06:39 . الإمارات والصين تعززان التعاون في التدقيق ومكافحة الفساد... المزيد
  • 06:26 . لبنان.. القضاء يقرر إخلاء سبيل هنيبعل القذافي بكفالة ومنعه من السفر... المزيد
  • 11:18 . اليوم.. إقامة صلاة الاستسقاء في أنحاء البلاد... المزيد
  • 10:56 . السعودية تناقش اتفاقيات دفاعية مع إدارة ترامب... المزيد
  • 07:37 . حجم التبادل التجاري بين قطر والإمارات في 2024 يبلغ 7.8 مليارات دولار... المزيد

مقاومة التطبيع: هكذا وظفت دول خليجية أدواتها لتسويق الرواية الإسرائيلية

رصد خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 18-10-2025

أكدت الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع أن دولاً خليجية، على رأسها أبوظبي، وظفت أدواتها لتسويق الرواية الإسرائيلية خلال الحرب على قطاع غزة، خلال العامين الماضيين.

وأصدرت الرابطة دراسة تتناول أنماط النفوذ الإسرائيلي في المنطقة العربية بعد الحرب الأخيرة على غزة (2023–2025)، مع التركيز على مفهوم "الوكالة غير المباشرة" كأداة من أدوات القوة الناعمة و"الحرب الإدراكية".

 وتركّز الورقة على تحليل الخطابات الإعلامية والسياسية في الخليج العربي التي تبنّت روايات قريبة من المنظور الإسرائيلي، سواء من خلال إلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية أو تطبيع فكرة الهزيمة باعتبارها قدراً حتمياً.

وخلصت الدراسة إلى أن "إسرائيل" تمكّنت من نقل المعركة من الميدان العسكري إلى ميدان الوعي، عبر وكلاء معرفيين وثقافيين يكرّسون الرواية الإسرائيلية داخل الفضاء العربي.

وقالت إن المنطقة العربية شهدت تحولات غير مسبوقة في طبيعة الخطاب حول القضية الفلسطينية. فبعد موجات التطبيع السياسي والاقتصادي، بدأت مرحلة جديدة يمكن وصفها بـ "التطبيع السردي"، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى جعل روايته الخاصة بالحرب والصراع مقبولة -بل ومعقولة- في الوعي العربي العام.

 ويتحقق هذا عبر شبكة من الفاعلين الإعلاميين، والاقتصاديين، والمفكرين الذين يشاركون -بوعي أو من دون وعي- في تسهيل اختراق الوعي الجمعي العربي.

 تُسمّي هذه الورقة هؤلاء الفاعلين بـ"وكلاء الاحتلال الإسرائيلي"، لا بوصفهم عملاء مباشرين، بل كفاعلين يسهمون في إعادة إنتاج السردية الإسرائيلية بأدوات محلية.

ملامح الخطاب الوكيلي

قالت الورقة إنه بعد انتهاء الحرب على غزة، لوحظ تحوّل نوعي في الخطاب الإعلامي العربي، خصوصاً في بعض المنصات الخليجية التي ركّزت على تحميل المقاومة الفلسطينية كامل المسؤولية عن الدمار.

 يُستخدم هذا الخطاب لتثبيت رواية الهزيمة الشاملة، من خلال الإيحاء بأن حجم الخسائر هو نتيجة مباشرة "لتعنّت المقاومة" لا لعدوان الاحتلال.

وأشارت إلى منشور للسياسي عبدالخالق عبدالله حمّل فيه المقاومة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن جرائم الاحتلال، قائلاً إن "رقاب حماس مثقلة بدماء أطفال غزة، فهي التي جلبت لغزة طامة كبرى بغباء سياسي وعسكري"، حد زعمه.

كما أوردت أنماطاً من الخطاب السائد المسوق للرواية الإسرائيلية، مثل: "غزة دمّرت نفسها من أجل مغامرات سياسية"، و"المقاومة سبب مآسي الناس"، و"النتيجة واضحة: لا يمكن الانتصار على إسرائيل".

هذه العبارات -رغم بساطتها الظاهرية- تمثّل تحولاً خطيراً في بنية السرد العربي، لأنها تُعيد صياغة العلاقة بين الضحية والجلاد، وتقدّم الاحتلال كمجرّد "واقع قاسٍ" لا يمكن تغييره.

الوظيفة الدعائية

ولفتت الورقة إلى أن هذه الأدوات عملت على تبرئة الاحتلال من جرائمه، من خلال تحويل الفعل العدواني إلى نتيجة طبيعية لسلوك المقاومة، إضافة إلى إضعاف شرعية المقاومة عبر تجريدها من بعدها التحرري وتصويرها كعبء إنساني.

كما عملت هذه الأدوات على "تثبيت الهزيمة الإدراكية أي جعل الهزيمة المادية تتحول إلى قناعة فكرية بأن المقاومة عبث".

تخفيف العبء على الاحتلال

يُظهر هذا النمط -بحسب الورقة- أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد بحاجة إلى تبرير ذاته مباشرة، بل يكفيه أن يتبنّى العرب روايته عنه؛ فمن خلال خطاب "ما بعد الحرب"، نجح الاحتلال في تحويل الصدمة الإنسانية إلى منصة لإعادة هندسة الموقف العربي، بحيث يُعاد تعريف البطولة كتهور، والمقاومة كعبء، والعدو كشريك محتمل.

التحديات والقيود

وقالت الورقة إن هناك صعوبة في قياس التأثير السردي بدقة لغياب الشفافية الإعلامية، إضافة إلى تداخل المصالح الاقتصادية والسياسية التي تعقّد الفصل بين التطبيع الرسمي والاختراق الثقافي، وكذلك هشاشة الذاكرة التاريخية في الأجيال الجديدة التي لم تعايش الاحتلال مباشرة.

استراتيجيات المواجهة

وأكدت على أهمية إعادة بناء الوعي الإعلامي عبر برامج تدريب للإعلاميين حول تفكيك الدعاية الإسرائيلية ومصطلحاتها، وإحياء الخطاب الأخلاقي العربي من خلال إبراز البعد الإنساني العادل للمقاومة بعيداً عن المزايدات.

كما أكدت على ضرورة إطلاق منصات رصد سردي توثّق وتحلل الخطاب التطبيعي في الإعلام العربي، وكذلك دعم الإنتاج الثقافي المقاوم عبر أعمال فنية وأدبية تحافظ على مركزية فلسطين في الوجدان الجمعي، إضافة إلى تعزيز الدراسات النقدية حول الحرب الإدراكية والتأثير النفسي في السياسة الإقليمية.

وأكدت الدراسة أن معركة "إسرائيل" الحقيقية لم تعد في حدود الجغرافيا، بل في عقول وضمائر المجتمعات العربية. وقالت إن وكلاء النفوذ الإسرائيلي اليوم ليسوا دائماً سياسيين أو عسكريين، بل قد يكونون منتجين للخطاب والمعنى.

وشددت في ختامها على أن مواجهة هذا الاختراق تتطلب وعياً نقدياً، وبناء سردية عربية مضادة تُعيد تعريف القوة بوصفها ثباتاً على المبدأ، لا انبهاراً بالواقع المفروض.