08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد |
07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد |
05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد |
01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد |
01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد |
01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد |
12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد |
12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد |
12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد |
12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد |
10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد |
10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد |
10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد |
12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد |
09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد |
06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد |
أطلق الرئيس أوباما مطلع شهر فبراير الماضي عقيدة «الصبر الاستراتيجي» كخريطة طريق للعامين الأخيرين من إدارته. وكنا انتقدنا في سلسلة مقالات في شهر فبراير الماضي هنا في «الاتحاد» تلك الاستراتيجية التي لم تحظَ بمتابعة وتعليق رسمي من بعض المراكز البحثية والأكاديمية العربية، وخاصة لخطورة تلك الاستراتيجية على أمن واستقرار منطقتنا التي دفعت أثماناً باهظة بسبب رهانات وأخطاء وتردد الإدارة الأميركية، وغياب استراتيجية ومشروع عربي جامع. وكما أوضحت هنا في مقال «عقيدة الفشل الاستراتيجي» فإن تلك الاستراتيجية هي «نسخة منقحة من عقيدة أوباما القديمة المتمثلة في رفع اليد، والقيادة من الخلف، وعدم ارتكاب حماقات في السياسة الخارجية، وتجنب شن حروب»، بالإضافة إلى التردد وعدم الحسم وتراكم الأخطاء. ونقطة ضعف تلك الاستراتيجية من وجهة نظر الحلفاء تكمن في تراجع الثقة في التزام واشنطن بالدفاع عن حلفائها. ويدعم ذلك رفع يد أميركا، وتعزيز موقف خصوم حلفائها وتمددهم سواء كانوا دولًا كإيران، أو تنظيمات كـ«داعش» والحوثيين و«حزب الله» وغيرهم، ما يشكل تهديداً وجودياً وأمنياً لحلفاء واشنطن في المنطقة العربية.
ولكن الظاهرة الأكثر غرابة واستفزازاً لحلفاء واشنطن في المنطقة وخارجها هو كيف تُسهم «استراتيجية الصبر» التي ستتبعها إدارة أوباما خلال العامين المتبقيين من إدارته في البيت الأبيض في تودد واشنطن ومحاباتها لخصوم حلفائها، كحال إدارة أوباما اليوم مع إيران، العدو العقائدي والاستراتيجي لواشنطن، حيث تراجعت الخلافات العقائدية والتاريخية وتم رفع إيران و«حزب الله» من قائمة الدول التي تهدد الولايات المتحدة، للمرة الأولى منذ الثورة الإيرانية عام 1979. كما تعول واشنطن أيضاً على إيران في محاربة التطرف وتهديد جماعات الإرهاب مثل تنظيم «داعش». والانغماس الكلي في سعي محموم للتوصل لاتفاق إطار مع نهاية مارس 2015 تمهيداً للتوصل لاتفاق نهائي يجمد برنامج إيران النووي لمدة عشر سنوات، ويحدد أجهزة تخصيب اليورانيوم بـ6 آلاف جهاز طرد مركزي. وما هو لافت ومثير للاستغراب في ظل هذه التنازلات الأميركية المستمرة في سبيل تقديم الحوافز لإيران هو عدم مواجهة واستهداف حلفاء وأذرع إيران في المنطقة كالحرس الثوري و«حزب الله» والحوثيين والمليشيات الشيعية العراقية التي تقوم بارتكاب عمليات انتقامية تؤدي إلى مزيد من الشرخ في العلاقات بين السنة والشيعة في العراق، ما سينعكس سلباً على سير الحملة ضد تنظيم «داعش»، وخاصة في تكريت والموصل، حيث ترى أميركا وحلفاؤها في التحالف الدولي أنه لا يمكن هزيمة «داعش» دون استمالة السنة في العراق وخاصة العشائر السنية للقتال ضد هذا التنظيم الإرهابي. ولكن كيف تقنع السنة بمواجهة «داعش»، وهم يتم استهدافهم وسط صمت أميركي ينسف تلك الاستراتيجية، وخاصة بعد اتهامات قوية من منظمة «هيومن رايتس ووتش» لقوات الأمن العراقية والمليشيات الطائفية والحشد الشعبي التي تشارك في العمليات العسكرية في تكريت في محافظة صلاح الدين، وقبلها في أميرلي، بارتكاب عمليات تدمير وحرق بلدات سنية، وتدمير ممتلكات مدنية في محافظة صلاح الدين. وقد طلبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» من الحكومة العراقية وقوات التحالف الدولي وإيران منع تلك الانتهاكات من جانب الجهات التي تحارب تنظيم «داعش». فيما اكتفت قيادات عسكرية وسياسية أميركية بالتعبير عن قلقها من تحول المواجهات إلى انتقام وحرب طائفية تؤثر على الحملة العسكرية ضد «داعش» دون التطرق إلى خطورة أجواء الانتقام المذهبي على مستقبل العلاقة بين مكونات المجتمع العراقي المنقسم عمودياً. ولكن الموقف الأميركي الأكثر ابتعاداً من حلفاء واشنطن في المنطقة والأكثر اقتراباً من الموقف الإيراني هو في الأزمة السورية، بعد أن دخلت الثورة وحروب سوريا المتعددة عامها الخامس، وأزهقت حياة ربع مليون قتيل، ومليون جريح، وتحويل نصف الشعب السوري ما بين لاجئ ونازح ومهجّر فيما صار يسمى بحق مأساة العصر. ولذلك كان تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري صادماً وخاصة كلامه عن الحاجة في النهاية للتفاوض مع الأسد للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا! ما يُعد تبنياً من واشنطن للموقف الإيراني الذي استثمر المال والأرواح والعتاد في نظام الأسد لسنوات، مقابل الابتعاد عن موقف الحلفاء الخليجيين والأتراك. وسرعان ما جاء الرد قاسياً ورافضا لبالون اختبار «كيري»، وخاصة من فرنسا وبريطانيا وتركيا، وقد وصف رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو، ذلك بأنه أشبه بمصافحة هتلر وميلوسوفيتش وصدام حسين. وسرعان ما طمأن البيت الأبيض الحلفاء الغاضبين ساعياً لرأب الصدع بالتأكيد أنه «لا دور للأسد في مستقبل سوريا»! واضح إذن أن عقيدة «الصبر الاستراتيجي» لدى إدارة أوباما تقود للفوضى. وقد جعلت من إيران اللاعب الأكثر نفوذاً وتمدداً وتهديداً لحلفاء واشنطن. ويحتفل أوباما في البيت الأبيض بعيد النيروز الفارسي ويخاطب الشعب الإيراني! وبعد سبعة أشهر من قصف «داعش» والتنظيمات المتشددة المتواصل، لا تزال تضرب في عمليات إرهابية في بلاد الشام، ومن تونس إلى اليمن. وعاد أيضاً نتنياهو ليعربد وينسف رؤية أوباما بحل الدولتين، ويهدد بلاءاته وأولها: لا لدولة فلسطينية. وكذلك يتمرد الكونجرس على رئيسه! وفي المجمل فعقيدة الصبر الاستراتيجي تستنزف المنطقة، وتقلِق، ولا تطمئن، ولا توفر الحماية للحلفاء، ولا تردع الخصوم أيضاً، ما يعمق الفوضى في شرق أوسط يزداد عنفاً وتفككاً. وهذه هي قمة الفشل الاستراتيجي