أحدث الأخبار
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد
  • 01:42 . ترامب يقرر إنهاء العقوبات على سوريا... المزيد
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد

الإعلام و "عاصفة الحزم"

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 02-04-2015


الإعلام سلاح فعّال في الحروب. تغيرت وسائله، وفنونُه، لكن هدفه لم يتغيّر. الحشد لأهداف الحرب هو دوره الأساس. ومَنْ تابع الإعلام الأميركي خلال الحروب التي خاضتها واشنطن في المنطقة خلال العقدين الماضيين، سيجد أن الولايات المتحدة تُسخِّر إعلامها لتهيئة الرأي العام، وتُكرِّس الأهداف التي من أجلها كانت الحرب... فضلاً عن أن الإعلام الأميركي، رغم كل الحرية التي يتمتّع بها، يستخدم منهج الدعاية في ظروف الحرب، يفتح عينه على قضايا، ويتغاضى عن أخرى.

الجيش الأميركي خلال غزو العراق عام 2003، مارس ما هو أشد من الدعاية، وأصبح يتحكّم بنوع وحجم المعلومات التي تُنقل من جبهات القتال. وهو اخترع مصطلحاً إعلامياً جديداً في تلك الحرب سمّاه «امبدد»، (embedded) ويعني «الصحافي الكامن» أو «المضمن»، وهو جاء استجابة لضغوط وسائل الإعلام الأميركية، وخيبة أملها من الوصول إلى الأخبار، ما اضطر الجيش الأميركي للاستجابة. لكنه وضع الصحافيين ضمن كتائب الجيش التي أصبحت تراقب النشر، فضلاً عن أن القوات الأميركية أخضعت المراسلين الأميركيين لتدريب، وفرضت عليهم توقيع عقود معها، تضمن عدم الإبلاغ عن نوع الأسلحة في المعركة، والمعلومات التي يمكن أن تهدد وحدة الموقف. وعندما سُئِل أحد قادة الجيش لماذا قرر «تضمين» الصحافيين مع القوات، أجاب: «مهمتنا هي كسب الحرب. وهذا جزء من حرب المعلومات. لذلك نحن ذاهبون إلى محاولة السيطرة على بيئة المعلومات».

«عاصفة الحزم» حظيت بإعداد عسكري وتنسيق سياسي فاق كل التوقّعات. لكن خطتها الإعلامية أقل من مستواها، وربما شوّهت أهدافها. صحيح أن الإيجاز العسكري اليومي يُدار بإتقان، وسيطر على نوع المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام، لكن القضية في الحرب تحتاج ما هو أبعد من ذلك. نحن اليوم نشاهد ونسمع دعاةً وكتّاباً ووسائل إعلام، تأخذهم الحماسة، ويقررون تلقائياً وضع أهداف أخرى للحرب لم يقل بها أحد، على رغم أن التحالف حدد أهداف «عاصفة الحزم» بوضوح، وهي قامت من أجل إنقاذ الشرعية في اليمن، وحماية أمن المنطقة من التدخُّلات الإيرانية. لكننا نجد بعضهم يسعى إلى خلع صفة المذهبية عن هذه الحرب، جهلاً أو تكريساً لموقفه وهواه. وهذه أصوات لا حاجة لــ «عاصفة الحزم» بها، أياً يكن إخلاصها. اختلافنا مع أهداف إيران لم ولن ينسحب على موقفنا من إخوتنا الشيعة، وشركائنا في الوطنية والوطن. ولهذا لا بد من السيطرة على هذا الحس الذي يمنح خصوم هذه الحرب مدخلاً للنيل من أهدافها السياسية.

لا شك في أن إعطاء الحس المذهبي مساحة في الإعلام جناية على هذه الحرب، وتدمير لأهدافها. وترك بعضهم يستغل هذه الظروف لتمرير أجندته، وفرض ضيق أفقه علينا، تشويه لصورة دول التحالف العربي، وإضعاف لجبهتها الداخلية.

الأكيد أن الحماسة المنفلتة التي نراها اليوم في الإعلام، منهج خاطئ في أحسن الأحوال، وخطر في أسوئها. لا بد من لجم الحس المذهبي، وإبعاد المؤدلجين عن إعلام «عاصفة الحزم».