أحدث الأخبار
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد

حين لا تعرف أصدقاءك جيداً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-04-2015


حين كنا نقرأ أو يقال لنا تلك المسلمات الصارخة عن حقيقة الناس، الذين نتعامل معهم وعن أبجديات وآليات سبر أغوارهم واكتشاف حقيقتهم كنا نبتسم أحياناً، ولا نبالي أحياناً وأحياناً كنا لا نصدق ما كان الكبار ينصحوننا به أو ما كنا نقرأه في الأدبيات التي نعثر عليها، كنا نعتد بآرائنا التي نكونها عن الآخرين ونصدق انطباعاتنا كثيراً حتى تأتي اللحظة التي نقول فيها «لقد صدمنا في فلان» أو «فعلاً لا تعرف الإنسان إلا حين تسافر معه أو تجربه في أوبات الشدة» ساعتها يكون زمناً طويلاً من الخيبات والصدمات قد عبر فوق جسد عشرات الصداقات والعلاقات!

هكذا يؤسس الإنسان - أي إنسان - معمار تجاربه ويراكم بناءات خبرته في الحياة، هذا الفسيفساء من الانتكاسات والصدمات وأمان العلاقات والفشل ومجموع النجاحات والإنجازات لا يصبح بين أيدينا هكذا بسهولة أو في لمح البصر أو بمجرد أن نضع مقعداً خشبياً في مدخل البيت ونراقب الحياة من فوقه ومن بعد، علينا أن نخرج، أن نقطع كل الطرقات، أن نسقط وأن نقوم، أن نتوكأ على خيباتنا وعلى كتف نطمئن إليها أحياناً وأحياناً نمعن في احتمال وجعنا ونمضي بقوة لأن التوقف في منتصف الطريق صعب جداً، وأحياناً مهلك!

تخبرك التجارب التي صارت خلفك الآن أن الإنسان الحقيقي لا تعرفه عن بعد، ولا تدلك عليه ابتساماته ومرحه وكثرة ضحكاته ولا ماركة ملابسه الفخمة ولا عنوان بيته في ذلك الحي الراقي، وأحياناً لا تظهر لك حقيقته حتى تلك السنوات الطويلة التي مشى فيها إلى جانبك بالتوازي مع خطاك دون أن يتقاطع معك ولو للحظة، دون أن تقيس منسوب شهامته وأنانيته وكرمه ومدى حبه وخوفه وحرصه، دون أن تجرب إحساسه بغيره وطريقة تعبيره عن حبه، دون أن تتيقن من نظرته لنفسه ولك وللآخرين.. صديقك من صدقك لا من صدقك، فالذين يصدقونك سريعاً يمكنهم أن يكذبوك بالسرعة نفسها!

تمضى نصف عمرك تعرف عن جارك أو صديقك أو زميل عملك لا شيء أكثر من كونه إنساناً طيباً، لا يؤذي أحداً ولا يذكر أحداً بسوء ولا يتأخر عن عمله ولا يستدين من أي شخص، تلك سمات تخصه في الحقيقة، ولا تخص أحداً سواه، لا تقدم للأصدقاء ولا تؤخر، إنه كذلك لأنه يريد ألا يتقاطع مع أحد، لا يريد أن يدفع كلفة علاقات عميقة مع أحد، تلك السمات لا تعني أنه الشخص الذي إذا وقعت في أزمة سيسارع إليك لينقذك أو سيأخذ بيدك لتعبر للضفة الأخرى.

في الحقيقة نحن نعيش زمناً في ظل الوهم أحياناً فيما يتعلق بالأشخاص الذين حولنا، للأسف!