أحدث الأخبار
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد

«الحزم» والمفاجأة

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 30-04-2015


لعل «عاصفة الحزم» التي شنتها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن وفق المواثيق الدولية خلال 27 يوماً متواصلة من الطيران الحربي لدك حصون وأماكن حضور «الحوثيين»، قد فاجأت العرب و«العجم» أيضاً بتوقفها، على رغم النجاحات التي حققتها في تدمير البنى العسكرية التحتية للحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وإنهاء سيطرتهم على معظم المدن وعلى مقدرات البلاد ومؤسساتها. وكان الرأي العام العربي مشدوداً إلى أخبار العمليات العسكرية والطلعات الجوية اليومية التي فاقت 2300 طلعة من قبل التحالف التي حققت أهدافها بكل دقة، وأزالت الخطر عن المواطن اليمني وعن دول الجوار. وبذلك زال الخطر الحوثي عن المنطقة. وبدأت عملية «إعادة الأمل» لترميم جراح الشعب اليمني.

نعم ظل الرأي العام العربي مشدوهاً ومشدوداً لنجاح تلك العمليات العسكرية التي تجري لأول مرة في التاريخ الحديث، وبشكل فاجأ العالم. وما كان هذا الرأي العام يدرك أن هنالك عملية سياسية متوازنة تجري وراء الكواليس من أجل تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في اليمن. وقد خرجت «تسريبات» بعد إعلان وقف «عاصفة الحزم» عن مشروع اتفاق بين الفرقاء اليمنيين حوى عدة نقاط، لعل أهمها: عودة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي إلى اليمن، وانسحاب المليشيات، وخروج الرئيس المخلوع صالح إلى سلطنة عمان مع تعهده بعدم مزاولة أي عمل سياسي، وانسحاب الحوثيين من عدة مناطق وتحولهم إلى حزب سياسي، وتسليم أسلحتهم إلى قيادة الجيش، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت، إضافة لبعض البنود الأخرى.

وقد رحب البيت الأبيض بانتهاء العمليات، بينما اعتبرت إيران أن قرار وقف «عاصفة الحزم» خطوة إلى الأمام، في الوقت الذي دعت فيه مصر كافة الأطراف اليمنية إلى وقف العنف والتوصل إلى حل توافقي، كما دعت مصرُ الحكومةَ اليمنية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية الخاصة بالنزاع في اليمن. كما رحبت دولة قطر بانتهاء «عاصفة الحزم» وانطلاق عملية «إعادة الأمل» داعية الأطراف اليمنية إلى دعم العملية الجديدة.

وقد فُهمَ من المؤتمر الصحفي للمتحدث الرسمي باسم «عاصفة الحزم» العميد أحمد عسيري انتهاء جميع العمليات العسكرية الجوية، ولكن في واقع الأمر، أن العميد استدرك وأكد أن العمل العسكري سيستمر إذا ما قامت الأطراف المنقلبة على الشرعية بأي عمل عسكري. وثبت ذلك بعد إعلان انتهاء «عاصفة الحزم» بساعتين، حيث قام طيران التحالف بقصف تحركات عسكرية للحوثيين. بل إن قوات الحوثيين هاجمت يوم الأربعاء قبل الماضي مقر اللواء 5 في تعز، ووردت أنباء عن وجود مواجهات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية، على رغم الإعلان عن انتهاء «عاصفة الحزم».

ولهذا، فإن قرار انتهاء العمليات العسكرية لا يعني على الإطلاق ترك الأمور للفوضى من جديد. وهذا ما لم يدركه كثيرون. ويوم الأحد الماضي أعلن وزير خارجية اليمن رياض ياسين أنه لا تفاوض مع المسلحين الحوثيين قبل انسحابهم من المدن التي يسيطرون عليها وتشكل 25% من الأراضي اليمنية، ورفض دعوة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لإجراء مفاوضات، متهماً إياه بمحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

وعلى الجانب الآخر حذر الرئيس الأميركي أوباما إيران من إرسال أسلحة للحوثيين، يمكن استخدامها في تهديد الملاحة في المنطقة، مشيراً إلى أن عملية إرسال أسلحة إلى الفصائل في اليمن وما يمكن أن يهدد الملاحة البحرية «سيؤدي إلى مشكلة». وأكد أن الولايات المتحدة تبعث برسائل مباشرة جداً، وليست غامضة لإيران بهذا الشأن.

وما زال الموقف غامضاً من التحركات الإيرانية والأميركية بالقرب من باب المندب، بعد تصريحات عسكرية إيرانية بوصول سفن تابعة لسلاح البحر بالجيش الإيراني إلى خليج عدن صباح الثلاثاء (يوم انتهاء عاصفة الحزم)، في الوقت الذي كشف فيه مسؤولون أميركيون وجود سفن حربية أميركية قبالة الساحل اليمني، تتولى مراقبة السفن الإيرانية، التي يُشتبه بضلوعها في عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين وأنصارهم. ورأت قناة «العربية» أن هذا الإجراء بمثابة «تطمين» حلفاء واشنطن ضد التخوف من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة.

والمشكلة في النزاع اليمني تتمثل في القوى الإقليمية التي لا تريد لهذا البلد أن يتعافى، وأن فئة من أبناء اليمن تؤثر التعصب المذهبي -المتعاطف مع إيران- على وحدة اليمن وتقدمه واستقراره. وهذا يجهض أي جهد مخلص يرمي لتعافي اليمن من أمراضه، بل وتأهيله لدخول مجلس التعاون، كما نص على ذلك في الاتفاق الأخير.

واليمن بحاجة اليوم إلى عمليات إغاثة وتضميد الجراح بعد الانقلاب الحوثي الذي أطاح بالشرعية وأضرّ بالأمن وخطف مؤسسات الدولة بشكل غير قانوني وغير حضاري. ولم يُبد المفكرون والمحللون السياسيون اليمنيون الذين شاركوا في ندوة «اليمن بعد العاصفة» التي نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة السبت الماضي أية آمال بانفراج الأزمة في اليمن!

واليوم فلا طريق أمام كل اليمنيين إلا الحوار الصادق، ووضع السلاح، وهو الأسلوب الأمثل لحل قضايا اليمن ووضعه على طريق الإصلاح والتنمية. ولاشك أن مؤتمر المانحين لن يتوانى عن مهمته الإنسانية في دعم اليمن وإزالة آثار الاختلافات في الرؤى بين أبناء البلد الواحد.