أحدث الأخبار
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد

أين المجتمعات المدنية في النظام العربي ؟

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 07-05-2015


لمن ستتوجه أمة العرب وهي تواجه الحرائق السياسية والأمنية والعمرانية والمعيشية المشتعلة في كافة أرجاء وطنها الكبير ؟ فهي لا تستطيع الاعتماد على نظامها الإقليمي العربي الذي يعاني منذ سنين الضعف والهزال بسبب انقسامات وصراعات مكوناته، حكومات الدول العربية، وأيضاً بسبب اختراقه من قبل قوى خارجية إقليمية وعالمية.
وهي لا تستطيع الاعتماد على قوى وفاعلية مجتمعاتها المدنية التي أنهكتها أيادي البطش الأمني عبر السنين الطوال، ودمر الاستبداد روحها وطموحها والتزامها الوطني والقومي والأخلاقي، وجعلها تعيش على هوامش حياة مجتمعاتها بعيداً عن حمل أي مسؤولية وعن المشاركة في اتخاذ أي قرار.
لنتذكر أن الحرائق ما عادت محصورة في قطر واحد حتى نعوّل على استنهاض هذه الحكومة أو تلك أو هذا المجتمع أو ذاك. إنها حرائق قومية لا تقف عند حدود ولا تصيب جزءاً من جماعة. إن أفضل مثال على ذلك هو حريق داعش وأخواتها، فهو لن يتوقف عند حدود ولن يقتصر على شعب عربي واحد.
يسأل الإنسان: لو أن العرب عملوا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أي منذ سبعين سنة، على أن تكون الجامعة العربية مؤسسة نظام إقليمي عروبي الروح والفكر، متدرج في خطواته الوحدوية وفي إعلاء السيادة الجماعية على السيادة الوطنية الضيقة وفي عدم السّماح قط لأن يواجه أي قطر عربي أخطار الخارج ومؤامراته واستباحاته وحده، من دون وقوف بقية أمته معه، فهل الوضع الذي تواجهه الأمة حالياًً سيكون بهذا المستوى المفجع المأساوي الذي يهدد وجودها؟
إن تاريخ الفشل الذريع في بناء نظام إقليمي قومي عربي حيوي وقادر هو تاريخ تراجعات مستمرة. ففي الخمسينات من القرن الماضي وقعت اتفاقية الأمن العربي المشترك لكنها لم تفعّل قط في وجه أي اعتداءات واحتلالات من قبل الصهيونية أو الدول الاستعمارية. وهكذا فشل النظام الإقليمي العربي في حقل الأمن العربي.
وفي الثمانينات من القرن الماضي وقّع رؤساء الدول العربية على بروتوكولات الوحدة الجمركية ومن ثم السوق العربية المشتركة من أجل إقامة كتلة اقتصادية متماسكة. لكن بعد مرور أكثر من ثلث قرن لم يتحقق من تلك القرارات أي قرار، وظلت التجارة بين الدول العربية لا تزيد نسبتها على ثمانية إلى عشرة في المئة وظلت أحلام المشاريع الاقتصادية المشتركة أحلاماً على الورق تراوح مكانها. وهكذا فشل النظام الإقليمي العربي في حقل الاقتصاد.
وحصل نفس الفشل في بناء المشترك في حقول التربية والعلوم والثقافة والإعلام، ولا يحتاج الإنسان للحديث عن فواجع وكوارث الانقسامات والصراعات والمؤامرات والأخطاء والخطايا في حقل السياسة، فهي سلسلة من الفشل نعايشها حتى يومنا هذا، ما السبب المفصلي في عدم قدرة العرب على بناء نظام إقليمي قومي بقدرات معقولة وبكفاءة عالية وبإنجازات يتوقعها المواطن العربي؟
في اعتقادي أن السبب يكمن في اقتصار بناء ذلك النظام على سلطات أنظمة الحكم العربية، أي سلطات الدول العربية، من دون إشراك قوى المجتمعات المدنية العربية بالصورة التي تجعلها شريكة في اتخاذ القرارات وفي تحمل المسؤوليات وفي موازنة الكثير من نقاط الضعف المتجذرة في أنظمة الحكم العربية، سواء على مستوى الفكر أم مستوى الإرادة والممارسة.
نحن هنا لا نتكلم عن الإشراك الرمزي لممثلين عن المجتمعات العربية، وأغلبها في جميع الأحوال لا يمثل هذه المجتمعات، ولا نتحدث عن استشارة الجامعة العربية لهذه الجماعة أو تلك في هذا الشأن المحدود أو ذاك، إن تلك الممارسات المتواضعة لا تمثل إشراكاً حقيقياً ندياً للمجتمعات المدنية العربية مساوياً للوزن الذي تمثله الحكومات العربية في اتخاذ القرار وتنفيذه ومراقبة تنفيذه بعد ذلك. 
مربط الفرس هو في الغياب شبه الكامل والمعيب لتمثيل مجتمعات الشعوب العربية في النظام الإقليمي العربي بشكل يؤدّي إلى أن تحمل مسؤولية حاضرها ومستقبلها بعيداً عن المماحكات بين أقليات عربية سياسية تمارس الحكم، في أغلب الأحوال، من أجل مصالح ضيقه أو آنية أو تابعة للخارج.
أفضل مثال على إشراك المجتمعات في المؤسسات المشتركة هو البرلمان الأوروبي المنتخب من قبل مواطني دول الاتحاد الأوروبي، إضافة الى تأثيره في القرارات التي تأخذها الحكومات كبير.
من دون إيجاد حل لتواجد المجتمعات العربية المدنية في النظام الإقليمي العربي سيظل ذلك النظام كسيحاً غير قادر على إطفاء أي حريق، كما نراه أمامنا في هذه الأيام الحالكة السواد.