أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

المطلوب من كامب ديفيد

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 14-05-2015


لو سئلت شعوب الأمة العربية، ومن ضمنها بالطبع شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، عما كانت تود أن يطرح في اللقاء الأمريكي - الخليجي في كامب ديفيد لأدرك القادة المشاركون ذلك اللقاء مقدار التغيير الجذري المطلوب لتعديل جدول أعمال ذلك الاجتماع.
فالشعوب العربية تريد تشخيص وعلاج أمراض العلاقة العربية – الأمريكية المزمنة الخطرة وليس الاكتفاء بالإشارة إلى أعراض تلك الأمراض في هذه الساحة أو تلك ومحاولة تخفيفها بالمهدئات والمسكنات المؤقتة.
والسبب هو أن أمريكا كانت ومازالت تصر على أن تكون في علاقتها مع العرب سرطاناً خبيثاً ينهش في أعضاء الجسم العربي الحيوية، سنة بعد سنة، في ساحة بعد ساحة، بأشكال ظاهرة وخفية، بحروب مباشرة وبحروب بالوكالة، وذلك من أجل إضعاف ذلك الجسم وتدمير كل أنظمة مناعته وكل إمكانات تعافيه ونهوضه.
يشهد على تلك الهجمة السرطانية  تاريخ أسود  من الدعم الأعمى المتحيز اللا إنساني، المالي والعسكري والسياسي والإعلامي، للعدو الصهيوني في فلسطين المحتلة وانتزاع قضية الشعب الفلسطيني من أيادي مؤسسات المجتمع الدولي لتصبح لقمة سائغة في يد اللوبي الصهيوني الأمريكي.. إلى الوقوف المتآمر ضد أي فكر أو عمل سياسي قد يؤدي إلى توحيد الأمة العربية المجزأة.. إلى التدخل في شؤون مجتمعات العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها.. إلى أشكال لا حصر لها ولا عد من الأدوار التي لعبتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وأخواتها في إثارة الفتن والصراعات الطائفية  والمذهبية والقبلية والإيديولوجية والسياسية في كل أرض العرب، إلى المواقف الحالية الغامضة المترددة المتقلبة المشبوهة المكيافيلية من الظاهرة الداعشية ومشاريعها، في كل الأرض العربية ولكن في العراق وسوريا على الأخص.
هل سيتم طرح هذا التاريخ الأسود والمطالبة بصراحة تامة بإيقاف مسلسلاته المأساوية الانتهازية أم سيتم تضييعه  في تفاصيل الحلف العسكري الخليجي – الأمريكي القادم الذي تعرف الشعوب جيداً، بخبرة تاريخية طويلة، بأنه لن يكون أكثر من حلف أصحاب النوايا الصادقة مع  الماكر الكذاب؟ ألم يلعب هذا الماكر ذاته مع  الآخرين نفس اللعبة، فيسقط أنظمتها الشرعية التي لا تعجبه، ثم يرميها بقايا حطام لتقضي السنين الطوال في استرداد عافيتها؟
هل الهدف من المطالبة بطرح أسباب وعلاج العلاقات العربية – الأمريكية المريضة هو صرف النظر عن السبب الرئيسي لعقد اجتماع كامب ديفيد؟ بالطبع لا.. فنظام الحكم الإيراني ارتكب ويرتكب الكثير من الأخطاء والخطايا في بعض الساحات العربية، كما أن البغض جعل من تلك الممارسات الإيرانية الخاطئة غطاء لجر المنطقة إلى صراع سني – شيعي طائفي مجنون سيحرق الأخضر واليابس في بلاد العرب وكل بلاد الإسلام.
لكن هل أن مكان مواجهة المشاكل والصراعات العربية – الإيرانية، التي تقترب شيئاً فشيئاً من حالة المأساة التاريخية لكلا الأمتين، هل هذا المكان هو كامب ديفيد وتحت الجناح الأمريكي الذي أهان وأنهك الأمتين في مناسبات كثيرة؟
إذاً ما هو دور منظمة الدول الإسلامية إن لم يكن إطفاء حرائق الجنون بين بعض أعضائها وتجييش كل أعضائها الآخرين لحل المشاكل والصراعات من خلال مبادئ الدين المشترك والجيرة الجغرافية والتاريخ المشترك والمصالح المشتركة؟ أليس المفروض أن تجري محاولة لإنهاء هذه الصراعات العبثية في إحدى عواصم بلاد العرب أو بلاد المسلمين وأن يكون الوسطاء من الغيورين على مستقبل العرب والمسلمين؟
ثم لنفترض حدوث الجانب الأسوأ، وهو عدم قدرة العرب والإيرانيين على حل مشاكلهم بالحسنى وبالتالي لابد من المواجهة المانعة لانتصار جهة ما على جهة أخرى، أليس الأجدى هو بناء ندية عربية رادعة بشرية واقتصادية وسياسية وأمنية، تبدأ على المستوى الخليجي وتصعد إلى المستوى القومي؟ ندية تمنع استباحة مجتمعات العرب من قبل أية دولة إقليمية، سواء كان الكيان الصهيوني أو تركيا أو إيران، وكذلك من قبل أي دولة لها مطامع استعمارية في ثروات العرب وأرضهم.
لقد جرجرت أمريكا العرب منذ حوالي ربع قرن للجلوس مع العدو الصهيوني في مدريد، عاصمة إسبانيا، ووعدتهم بأنها ستحل قضية فلسطين حلاً عادلاً، لكنها بدلاً من ذلك عزلت القضية عن بقية العرب وجعلتها قضية شعب فلسطيني مشرد وحيد منهك معزول عن أمته في وجه نظام استعماري استيطاني عنصري بربري مدعوم بأموال وأسلحة ومكانة أمريكا.. لقد كان  كل ذلك فضلاً عن الكذب والخداع الأمريكي ،والبلادة السياسية العربية.
اليوم، وفي كامب ديفيد، ستكذب أمريكا، وستعزل موضوع الخلافات مع إيران من مستواها العربي لتجعلها قضية خليجية – إيرانية، ونخشى أن تنطلي الكذبة  علينا وتبقى الخلافات مع إيران تدور في حلقة مفرغة سنة بعد سنة، تماما كما هي الحال مع القضية الفلسطينية.