السعودية هبَّت ومن تضامن معها من الدول في «عاصفة الحزم» لإنقاذ اليمن وشعبه من فئة تغولت فيها روح الطائفية فناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية وعصفت بأمنه واستقراره وأخذت تلوح بتهديد دول الجوار وفي مقدمتها السعودية، بدعم من جهات خارجية تسعى للهيمنة على المنطقة وزرع الفتن فيها دون مراعاة لعلاقات الأخوة الإسلامية والقوانين والأعراف الدولية. لذلك قررت المملكة التصدي لمحاولة تحويل اليمن إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة، كما أوضح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والذي حذّر من «المؤامرة» التي تتعرض لها الأمة العربية، والتي دفعت دول التحالف العربي بقيادة السعودية للوقوف بحزم أمام هذا التآمر الخطير الذي يهدد دول المنطقة.
ونعلم أن أطماع إيران في المنطقة قديمة وعميقة، لكن خطورتها هذه المرة أنها تأتي ضمن تعاون سري مع قوى خارجية تستهدف تفتيت دول المنطقة ومع ميليشيات إرهابية زرعتها داخل بعض الدول العربية ودعمتها بالمال والسلاح لكي تصبح أداة تحكم وتخريب.
لذلك فإن حديث إيران عن عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة، وعن المحافظة على أمن واستقرار المنطقة، لم يكن إلا ستاراً لتنفيذ مشروعاتها ومخططاتها السرية، ومنها تمكين الميليشيات الموالية لها في دول المنطقة من الاستيلاء على الحكم، كما حدث في لبنان والعراق، وهي تعتقد أن دول الخليج العربي لن تفطن إلى أهدافها العميقة.
وقد جاءت «عاصفة الحزم» لتقطع على إيران مشروعها في اليمن، وقد أثار ذلك غضبها بينما كانت سعيدة جداً لما يقوم به بشار الأسد من إبادة وحشية في سوريا، حيث قتل حتى الآن أكثر من 250 ألف شخص مستخدماً كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً.
لقد اتضحت نوايا المتآمرين على هذه الأمة عندما أعلنوا بصراحة ووضوح تعميمهم على جر الدول العربية إلى الهدف الأساسي، وهو أن تكون تحت هيمنة الدولة الفارسية. ونظرة واحدة إلى مبادئ الثورة الإيرانية تعطينا بدقة الفكرة الصحيحة عما يحدث اليوم في المنطقة، فهي تقوم على مجموعة من المبادئ الصريحة والواضحة أهمها: تصدير الثورة بالقوة لنشر الفوضى والفتنة في المنطقة، التعاون مع القوى الخارجية لتنفيذ المشاريع السرية التي تسهل على إيران الهيمنة على دول المنطقة، إشاعة الطائفية التي تدعو إلى قتل الطرف الآخر، حيث إن إيران هي أول دولة في العالم تضع الطائفية بصورة واضحة في دستورها، وهي أول دولة تنشر الإهاب الطائفي في المنطقة العربية.
وتعلم إيران تمام العلم أننا كعرب ومسلمين وجيران نرفض مثل هذه السياسة، وأن أهداف المؤامرة واضحة، وهي أعمق وأبشع مما يظن البعض، فخطط إيران هي شبيهة بالخطط الصهيونية التي لا يعترف أصحابها بالحقوق ولا بالعدالة ولا بأي قيم إنسانية. هذا المنطق الإيراني هو الذي يوجه السياسة الإيرانية في كل مراحلها إلى أن انتهت بها إلى نوع من الجنون السياسي.