أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

اليمن والمخاطر المفتوحة

الكـاتب : سالم سالمين النعيمي
تاريخ الخبر: 19-05-2015


الكل يبدي قلقه إزاء الوضع في اليمن، فثمة خوف من أن القتل والتهجير والمجاعة قد تودي بحياة مئات الآلاف من الأطفال والمسنين وتُأزّم الوضع الإنساني بصورة عامة، كالعيش بلا كهرباء والحاجة لماء صالح للشرب وقلة المواد الاستهلاكية وارتفاع أسعارها. والأزمة التي تمر بها البلاد، تتمثل في صراع طويل الأمد لن ينهيه في اعتقادي نزول كتائب متخصصة عالية التدريب والكفاءة والتسليح تحت غطاء جوي مكثف من دول التحالف لاسترجاع بعض المناطق بسهولة نسبية من «الحوثيين»، كما هو الحال في عدن لو اتخذ قرار سريع وحاسم بتطويق القوات «الحوثية» واسترجاع عدن وأمور كثيرة ليس لها تفسير في الظاهر ومثيرة للجدل. ولكن لابد من وجود تفسير منطقي أو مصلحة طاغية تؤجل تلك الأمور أو لا تفضلها كخيار استراتيجي. فالحروب لا تُخاض على الميدان فقط، بل على جميع الأصعدة، وما يجري في الداخل يؤثر على جودة نتائج الخارج.

ومن جانب آخر كانت «عاصفة الحزم» عاصفة إنعاش لسعر النفط الخام في الأسواق العالمية، وحرباً مفتوحة بين دول وليس بين قوات التحالف وشرذمة من «الحوثيين» أو القوات الموالية لعبدالله صالح، والذي فر في وقت وجيز في «شبوة» في أبريل الماضي في معركة ضد قوات المقاومة والهزيمة التي لحقت بهم الأسبوع الماضي حيث تمكنت قبائل «شبوة» من السيطرة على مديرية المصينعة بعد معارك عنيفة استمرت لعدة أيام نجح خلالها مسلحو القبائل، في طرد قوات «الحوثي» وصالح من المنطقة. فعلي عبدالله صالح الذي تخلى عن «الحوثيين» في لمح البصر بعد أن أدرك أنهم أصبحوا عبئا على استراتيجيته في الرقص مع الشيطان لإغواء حراس التاج، ربما يملك ولاء الأغلبية من الجيش اليمني على الرغم من تمرد 10 ألوية وانضمامها لـ«هادي». لكن الجيش اليمني وفق خطة عبدالله صالح - إبان حكمه - كان عبارة عن وحدات إدارية مفككة، وجعل القوة الضاربة للجيش في قوات الحرس «الجمهوري»، وهو الجيش الذي لا يزال يراهن عليه عبدالله صالح وابنه أحمد لقلب موازين الأمور للانقضاض على ما تبقى من يمن في اليمن!

فقد تعددت المبادرات والموت واحد للشعب اليمني الذي يعاني الأمرين ويحدثني صديق لي نقلاً عن شاهد عيان (ابنه) عما يجري في الميدان في اليمن، من أن الجنود «الحوثيين» في حالة تخدير عقلي ومعنوي وجسدي خطير حتى وصل الجهل ببعضهم أنه يعتقد أنه يحارب الكفار، وأن المسألة هي مجرد ساعات حتى يتم عبور البحر، والوصول لأميركا ومقاتلة الشيطان الأكبر. كما أن بعض جثث «الحوثيين» يبدو عليها آثار تعاطي المخدرات، ووجد في جيوب ملابسهم أدوية مخدرة وحبوب هلوسة يتعاطونها كحبوب منشطة ووفق من أوهمهم بذلك وجعلهم يدمنون عليها، فالتركيبة برمتها فضيحة في حق الإنسان اليمني والعربي ككل، ويجب أن نحذر مما يخطط له الغير وضماناته شبه المستحيلة كونها بكل بساطة لا تتوافق مع أجندة أمنه القومي.

فمؤتمرات الحوار مستمرة من الرياض إلى نيويورك، وما بين آفاق الحل العسكري لقوات التحالف والحل السياسي المستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار رقم 2216 وعملية إعادة الأمل، تسير الأمور ببطء، ولكن الأمل باقٍ لإعادة استراتيجية البناء، فميناء مثل ميناء الحديدة على سبيل المثال يجب ألا يترك تحت إدارة العابثين، لموقعه الاستراتيجي والمداخيل التي تحصل عليها الدولة من نشاط هذه الميناء وتأمين المواقع والمنافذ الاستراتيجية المجاورة لليمن. وليس المهم من يقلم أظافر من والمناداة بالديمقراطية بحلتها الغربية في بلد تتفشى فيه الأمية العلمية والسياسية، أو ترك الصواريخ وأجهزة الدفاع الساحلي في أيدي «الحوثيين». وقبل كل ذلك ينبغي فهم حقيقة الصراع اليمني وأبعاده المختلفة والرغبة الحقيقية للشعب اليمني.

فأبناء الجنوب العربي سابقاً وجنوب اليمن الموحدة حالياً يشعر بعضهم أنهم كانوا حقل تجارب ومؤامرة كبرى كانت تستخدم لطمس هويتهم مثلما تم طمس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وتغييب الإرادة الشعبية وإغفال أهمية إيمان الجميع بواقع المساواة في المواطنة والمشاركة العادلة في اللعبة السياسية وترميم الجروح التي تركتها أنظمة مستبدة، كانت تعمل بأجندة قبلية وشخصية، كان لابد من أن يأتي اليوم الذي يكشف فيه كيف عملت على تزييف الوعي اليمني، ولا أعتقد أن هناك أي تغيير سيحدث قبل حدوث انقلاب مضاد للثورة اليمنية بمشاركة جميع أطياف المجتمع كمؤسسات دولة في نظام يُفصّل لطبيعة اليمن ليعيد الأمور إلى نصابها.