أحدث الأخبار
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد
  • 11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد
  • 11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 11:24 . "أكسيوس": نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 11:18 . تحقيقات أميركية في منشور لجيمس كومي يُشتبه أنه تلميح لاغتيال ترامب... المزيد
  • 11:15 . ترامب ينهي جولته الخليجية في أبوظبي ورئيس الدولة يعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا... المزيد
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد

التفكير الاجتهادي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 03-07-2015


كتب شيخ الأزهر الأسبق الإمام محمد مصطفى المراغي، رحمه الله، كتاباً مهماً في مجال تجديد الخطاب الديني، حاول فيه رسم صورة واضحة للتفكير المؤدي إلى تجديد هذا الخطاب، كتوجه استراتيجي للنهوض بالأمة الإسلامية من حالة الجمود والتمزق الذي تعيشه. وجاء الكتاب تحت عنوان «الاجتهاد»، وقد صدر عن هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، وحاول من خلاله المراغي تحفيز الهمم للبحث والتنقيب والإحاطة في الاستنباط والأحكام، ودافع عن دور العقل المسلم وحقه في الاجتهاد، ليس فقط في أمور الدين، بل في فروع العلم المختلفة لكي يستخرج الأحكام والنصوص التي تتناسب مع روح العصر ومتغيراته، وأن لا يتوقف هذا الفعل عند ظواهر النصوص دون مراعاة للزمان والمكان وتغير الأحوال.

وأكد الشيخ المراغي أن إغلاق باب الاجتهاد كان خطأً كبيراً أصاب الأمة، وهو إغلاق تأباه قواعد الأصول؛ فالاجتهاد ليس ممكناً عقلاً فحسب، بل هو ممكن عادةً كذلك، وطرقه في الأزمنة الحاضرة أيسر منها في الأزمنة الماضية. فقد توافرت مواد البحث في كل فروع العلوم على نحو لم يكن متاحاً في العصور الأولى.

وقد تجاوز الإمام المراغي في كتابه مسألة الحث على الاجتهاد إلى مسألة ضرورة التعايش بين الأديان والمذاهب، حيث أدرك بحسه الإيماني أن التنافر بين الأديان والمذاهب هو بلاء يؤدي إلى الصراع والفرقة والفتنة، وأعطى صورة واضحة لذلك عندما قال: «مما يثير العجب ويضاعف الإثم أن أهل الأديان يحشدون جنودهم ويعدون عدتهم لمقاتلة بعضهم بعضاً مقاتلة أسرفوا فيها وجعلتهم ضعفاء أمام عدوهم المشترك، وسلكوا طرقاً في التناحر مخالِفَةً لأبسط قواعد المنطق، مما جعلهم سخريةً أمام العلماء والفلاسفة وجعل كل جهودهم عقيمة النتائج».

لذلك أعتقد أنه من الضروري اليوم، وفي ظل الحديث عن تجديد الخطاب الديني، التنبه إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي خطر خروج البعض بالدين عن مساره الصحيح الذي يتوجب علينا كمسلمين اتباعه، منعاً للتطرف الذي يؤدي إلى شيوع الإرهاب بصوره المروعة، خاصة بعد أن حدث خلط في منظومة القيم، وأصيب البعض بحالة من الخواء الروحي والسير نحو عبادة المادة، مما ولّد حالة من الغيرة والحقد والخوف والتعصب الأعمى والشك إلى درجة الإلحاد.

وفي العديد من نماذج الخطاب الديني المنتشرة حالياً، يتداخل الغلو والتشدد والتطرف وتكفير الآخر وممارسة الإرهاب من تفجير وقتل واغتيال وقطع للرؤوس.. بينما تتراجع المنطلقات الحضارية لتجديد العقل وبناء الروح والفكر.

المشكلة إذن ليست في تجديد الخطاب فقط بل في الجماعات التي أصبحت تستخدم الدين غطاءً لأهدافها ومصالحها الخاصة، وتحديداً التنظيمات السرية والجماعات ذات الطابع الأيديولوجي التي تتحرك بدعم خارجي يدفعها لتنفيذ أجندات أجنبية تستهدف تخريب الأوطان والزج بشبابها في المهالك والدمار، أو كما قال والد «فهد القباع» الذي فجّر مسجد الإمام الصادق بالكويت، إنها يد الشر التي تريد خطف أبنائنا للزج بهم في مواطن الفتن والقتال.

هكذا تم ويتم العبث بمقومات الخطاب الديني، وهكذا بلغ التلاعب بالثوابت والمقدسات مبلغاً أتاح للمتطرفين تحقيق أهداف أعداء الأمة.