أحدث الأخبار
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد
  • 11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد
  • 11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 11:24 . "أكسيوس": نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 11:18 . تحقيقات أميركية في منشور لجيمس كومي يُشتبه أنه تلميح لاغتيال ترامب... المزيد
  • 11:15 . ترامب ينهي جولته الخليجية في أبوظبي ورئيس الدولة يعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا... المزيد
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد

شباب «الربيع العربي»: يأس وانتحار

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 16-07-2015


نقلت وسائل الإعلام مؤخراً أن سبب إقدام شاب تونسي على تنفيذ مجزرة بحق سياح أجانب في مدينة سوسة، وقتل 28 منهم بسلاح كلاشينكوف في أحد فنادق المدينة، كان الإحباط واليأس، كما أوضحت أن هنالك 3 آلاف تونسي يحاربون في صفوف «داعش» في ليبيا وسوريا والعراق، ويربطون هذه الحقيقة بـ«نوعية» الثورة التونسية التي كانت أقل الثورات العربية دموية وخسائر في الأرواح والممتلكات.


وعزت تلك الوسائل أسباب إقدام بعض الشباب التونسي على الانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية إلى شعورهم بخيبة أمل شاملة، وأن الثورة لم تحقق لهم ما كانوا يأملونه، إذا توجد بطالة وضعف في الخدمات، كما يشعرون بتفاقم الفساد والإقصاء من المشاركة في الحياة السياسية، ويشعر هؤلاء الشباب أن جهاز الشرطة يشكل 70% من حالات الفساد في البلاد، وأن الفساد في الأحزاب السياسية يصل إلى 66% أيضاً.
 
وإذا ما صَحّت تلك الأسباب التي سيقت لتفسير إقدام الشباب على الانخراط في الإرهاب، فإن أولى الأولويات أن تُحل المشكلات المتعلقة بالظاهرة، فإحساس الشباب بالإحباط قد يكون مردُّه للظروف العامة، وتداعيات الثورة، وعلى الدولة التونسية توفير فرص عمل للشباب، الذي قيل إن المؤهلين منهم هم أقل الناس حظوظاً في الحصول على فرص العمل.


ويدخل في نفس الإطار، أسلوب التربية والثقافة العامة، إذ لا يجوز أن يتم تعميم «ثقافة الإحباط واليأس» بمجرد عدم حصول الشاب على فرصة عمل أو تعليم جيد! وهنا يأتي دور التوجيه الأُسري، والمسجد، والمدرسة، والجامعة، فالتحرر لا يعني الانفلات من الجذور، أو الرفض من أجل الرفض، واللجوء إلى تخريب المشاريع العامة، وحسب إحدى الأكاديميات الزائرات عن «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» لتونس، فالمشكلة لا تبدو فقط بين مجموعات الطبقة الفقيرة، بل إن أفراداً من الطبقة الوسطى قد انضموا إلى مجموعات متطرفة، بسبب التوق للحصول على لقب أيديولوجي أو شعور بالإحساس بأنهم أبطال أو مناضلون من أجل الحرية! وهذا استنتاج غريب نسمعه لأول مرة، لكن الأمر في هذه النقطة يحتاج لعلاج من الجهة المختصة، لاسيما أن القمع سوف يزيد من مساحات المواجهة، ومن سقوط «الأبطال» الذين يُشكلون «مثالاً» يحتذى لبقية الشباب.


إن تونس بلد جميل وهادئ وأهله طيبون كرماء، وهو يعتمد على السياحة بشكل كبير، وضرب قطاع السياحة فيه يُشكل ضرباً للاقتصاد من شأنه أن يشلّ حركة البلاد، وبالتالي عدم استطاعتها الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها، وبالتالي تتراكم المشاكل وتنمو معوقات التنمية، وتتزايد الاتجاهات المناوئة للحكومة لتصل حد «الكفر» بالبلد وأهله ونظامه، ثم اللجوء للأعمال الانتحارية، وقتل الآخر، حيث تم غسلُ أدمغة العديد من الشباب وضمهم للمجموعات الإرهابية.


أعتقد أن «الربيع العربي» جاء مبكراً لبعض شعوبه، كما هو الحال مع الديمقراطية التي حاولت الولايات المتحدة زرعها في العراق منذ 12 عاماً ولم تنتج إلا الأشواك، فانقلبت ديكتاتورية، وهيأت الفرصة للانتقام بين أبناء الشعب الواحد على أُسس مذهبية. ولا ضير أن نذكر اليمن (غير السعيد)، ومصر ومآلاتها، وسوريا التي أُجهض ربيعها قبل قدومه نتيجة تدخلات خارجية تناست حقوق الشعب السوري، وساهمت في إشاعة حياة الغاب وثقافة القتل دون مبرر.
إذا كانت تونس، البلد الذي يحتضن أكثر مؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي، يخرج منه أكبر عدد من المقاتلين الانتحاريين المُنضمين للجماعات الإرهابية، فالأمر يستلزم مراجعة تلك المؤسسات وأساليبها، ولماذا لم تحصّن الشباب من الاندفاع الأعمى وراء المنظمات الإرهابية؟!