أحدث الأخبار
  • 12:35 . إيران تعتزم تنفيذ عمليات مفاجئة ضد "إسرائيل"... المزيد

الخليج العربي في العالم الجديد

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 11-11-2015


سعى ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثاني الذي نظمه مركز الإمارات للسياسات 2-3 نوفمبر 2015م إلى مقاربة التحولات الجيوسياسية التي طالت خريطة توزيع القوة في العالم، وتحولات النظام الدولي، والتهديدات والمخاطر العالمية، وقضايا منطقة الشرق الأوسط، عبر9 جلسات تضمنت ما يفوق 70 مداخلة، ومناقشة على هامشها، وبمشاركة 300 من صانعي السياسات والخبراء والأكاديميين من 40 دولة.

كان الافتتاح بجلسة عن الخليج العربي في العالم الجديد، وخصصت لتناول البيئة الإقليمية المتغيرة التي تحيط بمنطقة الخليج، والتحول في الاستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة، وقد أتيحت لي الفرصة لأكون متحدثاً فيها، حيث أنقل لكم ما خلصت إليه الجلسة دون توسع، رغم اعتمادي بشكل كبير على ما دونه فريق المركز وشملت الآتي:

- لأول مرة تشهد منطقة الخليج، ذات الأهمية الاستراتيجية، هذا القدر من الاضطرابات المحيطة بها، والمتمثلة في حروب وصراعات تنتشر في الجغرافيا السورية والليبية واليمنية، فضلا عن الفوضى الأمنية التي تطبع المشهد العراقي منذ سنوات، وتمدد تنظيم «داعش»، دون إغفال التدخلات العسكرية الأجنبية، لاسيَّما الإيرانية في العراق وسورية واليمن والروسية في سورية.

- إن السياسات الأميركية في المنطقة بدءاً بالربيع العربي ومروراً بتوقيع الاتفاق النووي الشامل مع إيران جعلت دول الخليج العربية تشعر بعدم الثقة بالحليف الأميركي، كما أن اتباع الولايات المتحدة سياسة قائمة على رد الفعل والتأخر في اتخاذ قرارات فيما يتعلق بشؤون الخليج وصراعات المنطقة جعل دول الخليج لا تعول كثيراً على فاعلية الدور الأميركي.

- لقد عكست عملية «عاصفة الحزم» في اليمن تحولا في التفكير الاستراتيجي الخليجي، واقتناعاً بضرورة الاعتماد على القدرات والمبادرات الذاتية لحماية أمن المنطقة ومصالحه ومثلت في الوقت نفسه رفضاً لتكرار تجربة العراق بعد أن وقفت دول الخليج ساكنة بينما كان بلد عربي كبير على حدودها يسقط تحت الهيمنة الإيرانية.

- عززت المخاطر والتحديات في الإقليم المضطرب لدى صانع القرار في الخليج الاقتناع بضرورة بناء نموذج للقوة بمفهومها الشامل؛ لحماية النموذج التنموي للدولة والانتقال من التعامل مع التحديات من موقع رد الفعل إلى استباق المخاطر والتهديدات المحتملة.

- تعاني المنظومة الخليجية من غياب استراتيجية موحدة ومتفق عليها بين دولها للاستجابة للتحديات والتهديدات الناشئة، وهذا ما يتبدى في كيفية التعامل مع حرب اليمن ومع التهديد الإيراني وخطر الإسلام السياسي.

- رغم الخطاب البلاغي الأميركي عن «الاستدارة نحو آسيا»، تظل منطقة الشرق الأوسط بعامة ومنطقة الخليج بخاصة مهمة للسياسة والمصالح الأميركية، بشرط عدم التورط في حروب المنطقة وتحميل القوى الرئيسية في الإقليم مسؤوليتها إزاء أزمات المنطقة.

لقد كان ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثاني فرصة لاتفاق المشاركين في هذه الجلسة وهم من المختصين على أن أمن الخليج في زمن تشتعل فيه المنطقة بالحروب هش للغاية، ودول الخليج لن تستطيع الحفاظ على استقرارها من دون مخالب عسكرية.?