أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

«عيال شوارع!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 03-03-2016


لا أعرف هل للموضوع جذر لغوي معرفي، أم أنه موضوع اجتماعي وموروث وتقليدي فقط؟! لكنه يحيّرني؛ فكل أمر خيّر وإيجابي يقوم به البعض يُنسب إلى الفريج، بينما كل أمر شرير وسلبي يُنسب إلى الشارع، فتسمع مثلاً بأن (عيال الفريج) قاموا اليوم بزيارة المريض الفلاني، ولكنك تسمع بالمقابل بأن (عيال الشوارع) قاموا بتحطيم لمبات أعمدة الإنارة؛ غريبة أليس كذلك؟ عيال الفريج قرروا بناء مسجد.. عيال الشوارع شخبطوا على حيطان المدرسة، عيال الفريج يوزعون الحلوى في العيد، عيال الشوارع ضربوا خلود كنكري! نوع من النرجسية العربية التي ترى كل عمل طيب يُنسب إلى معلوم، بينما كل عمل شرير يُنسب إلى مجهولين، كونوا مثل عيال الفريج.. ولكن لا تكونوا مثل عيال الشوارع! رغم أن فرجاننا لم تُبنَ على نظام حدائق بابل المعلقة هندسياً، لذا فالمنطق يقول إن كل فريج تحدّه أربعة شوارع، وإن نصف سكان الفريج بحكم الواقع هم أبناء شوارع! بالطبع عند الافتخار بالناحية المادية لا الإرث الحضاري، ستنعكس الآية ويفتخر القوم بأن بيتهم (على الشارع) وليس (داخل الفريج).. شيزوفرينيا!

تسرّب مصطلح أبناء الشوارع بقوة إلى وعيي، وأنا في حالة السطلة، أتابع ما يصلني عبر الـ«واتس»، وهو كاذب وإن صدق.. فيديو مؤلم انتشر بسرعة لأبناء (...) في إحدى المدارس الحكومية بالعشرات، وربما بالمئات، قرروا أن يتمردوا ويحطموا بوابة المدرسة التي لم يتعب آباؤهم في شرائها، للخروج في فسحة خارج المدرسة. الفيديو كان صادماً ومؤلماً فعلاً، لما يمكن للغوغاء فعله بالمنجزات الحضارية التي تسعى الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لتوفيرها للأجيال!

فأولاً ما الفرق بين طالب يحطم بوابة مدرسة وسورها وسائق صدم عمود إنارة وحطمه؟ فمثلاً الإجراءات المرورية الخاصة بالبلديات والشرطة واضحة ورادعة، وفيها حفاظ على المال العام، بينما هناك تساهل ونوع من «التمييع» في محاسبة الطلبة السفهاء الذين يخربون المنظر الجمالي لمدرسة، أو يحطمون ما يشاؤون في لحظة غضب.. من يبكي لحمزة؟

النقطة الثانية شركات الأمن الخاصة ومدى فاعليتها في الأحداث الحقيقية، فقد كان واضحاً أن الإفريقي المسكين لا حول له ولا قوة ولا سلطة ولا حتى رأي.. موظفو «السيكيوريتي» ليسوا بوضعهم الحالي سوى ديكور وكمالية، يقول لي أحدهم حزيناً: ما الذي يمكنني فعله أمام طالب أعلم أن والده يستطيع باتصال واحد أن يفصلني من عملي؟! كيف يمكننا أن نتوقع ممن يعيش بهذه النفسية أن يقول لا؟ النقطة الثالثة والأهم أن هذه التجمعات الغوغائية، كان يجب أن تضرب بقبضة حديدية، فماذا لو استطاب هذا الطالب الذي قاد العصيان الأمر، وقرر أنه في كل مرة لا يسمح له بأخذ فسحة أن يتصرف بالطريقة ذاتها؟ كيف إذا كبر بهذه العقلية؟ أنا حر وأفعل ما يحلو لي.. وبالطبع فجيبه لن يقرصه على المبنى أو البوابة.. فقد ولد وكل شيء مجهّز له.. مجاناً!