أحدث الأخبار
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد

الاستشفاء بالكتابة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 25-03-2016


الكتابة ليست فعلاً مسطحاً أو أحادي التأثير، فللكتابة تأثيرات مختلفة، حيث يكتب البعض حباً في الإفصاح عن موهبته وأفكاره، ورغبة في إيصال رسائل محددة للآخرين، ذلك - في الحقيقة - بعدٌ أفقي يشترك فيه كثير من الكتّاب، كما أن الكتابة كانت على الدوام شكلاً من أشكال المقاومة أيضاً، وذلك بعدٌ عمودي يرتفع بالأفكار ليكون حاملها والمدافع عنها..

وهناك تيار حديث ظهر في إطار علم النفس ينظر للكتابة باعتبارها طريقة من طرق العلاج يسميها الاختصاصيون (الاستشفاء بالكتابة) حين يطلبون من الإنسان أن يفرغ كل أفكاره بكل دقائقها وتفاصيلها التي تؤرقه على الورق، وتحديداً تلك التفاصيل المزعجة، المؤلمة، الضاغطة، والمتغلغلة في الدماغ والمسيطرة كهواجس دائمة على النفس!

يقول الاختصاصيون والكتّاب الذين عاشوا تجربة الاستشفاء بالكتابة، إنهم كانوا يشعرون بالراحة فعلاً، وبأن تلك الأفكار التي تحتل أدمغتهم وتؤرقهم تخرج تباعاً مع كل جملة وكل كلمة يكتبونها، وهنا نستحضر تجربة مدرسة الكاتبة الفرنسية »آني إرنو« وتحديداً في روايتها »الاحتلال« التي لم تتجاوز الـ60 صفحة ربما في ترجمتها العربية، لكنها بحق تعتبر أوضح نموذج لتجربة العلاج بالكتابة، كما روتها بنفسها!

»الاحتلال« رواية قصيرة، مكثفة، خالية من الزينة اللفظية والثرثرة الفارغة على حاشية النص، فـ»آني إرنو« تذهب للهدف مباشرة منذ الصفحات الأولى، إنها امرأة ناضجة تماماً تقرر بمحض إرادتها أن تنفصل عن الرجل الذي ترتبط به، تقول بأنها أرادت أن تحيا وحدها وتستمتع بالحياة دون آخر يشاركها أي شيء..

وقد حصل ما أرادت، لكنها بمجرد أن تعلم بأن هذا الرجل ارتبط بامرأة أخرى، فإن حالة مختلفة تتلبسها وتسيطر عليها، حالة أشبه بفقدان التوازن والتفكير خارج حدود المنطق، والتصرف بشكل أقرب للحماقة والسخف، لقد دخلت في دوامة مرضية تفاوتت بين الشعور بالندم والفقد والغيرة والعشق المفاجئ!

صار تفكيرها منصباً على تلك المرأة، كيف هي، وماذا تلبس، وما مقاس حذائها، صارت تجري محادثات مع سكان البناية التي تسكنها تلك (الأخرى) علّها تسمع صوتها، كانت تموت غيظاً لأن فرشاة أسنان رجلها في نفس الكأس التي فيها فرشاة المرأة الأخرى، وأنهما يشاهدان القناة التي لا تظهر عندها، لقد مارست طقوساً غرائبية لإيذاء غريمتها، ولم ينقذها من حالتها تلك سوى الكتابة، تقول آني إرنو »لقد احتلتني تلك المرأة، ولم يخلصني منها إلا الكتابة التي أحسست بأنها أخرجتها من رأسي فعلاً«. صارت تكتب مشاعرها ويومياتها والأفكار والهواجس، متخيلة المآلات التي يمكن أن تنتهي إليها تلك المرأة، وتدريجياً أحست بأنها تحررت من احتلالها بشكل نهائي!