أحدث الأخبار
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد

الصورة مقابل الزمن!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-04-2016

كيف نصف صورنا في كل مرة نعود إليها؟ كيف نحبها وندهش أمام تفصيلاتها الدقيقة، والأهم أمام قدرتها على الاحتفاظ بطزاجة الزمن، نعم احتفاظ الصورة بأشكالنا طازجة وفي منتهى الشباب والعافية هذا ما يجعلنا نحب صورنا، رغم يقيننا بأن كل شيء تغير وأن الزمن مفهوم غير قابل للتجسد أو الوقوع في قبضة أي أحد!

الزمن مفهوم صعب ومتفلت، سريع المرور، وغير قابل للتجدد أو التعويض، فما ينقص منه لا يستعاد وما يذهب لا يمكن تجديده، كالنهر الذي يجري باتجاه معين إلى الأبد، لا يتوقف ولا يعود للوراء ولا يمكن تفكيك أجزائه، هكذا هو الزمن واحد من المطلقات العظيمة في هذا الكون، فالأبد زمن، والأزل زمن، لكن آينشتاين عبر نظريته النسبية يقول، إن الزمن بعد مكاني أيضاً يضبط إيقاع الأحداث في الكون!

الزمن مصطلح يصعب تعريفه إلا لدى علماء الفيزياء، لذلك فنحن نتعامل معه كوجود كامل، لكن بإحساسنا، ومن ثم نقوم بقياسه أو تخمينه أو تحديده عبر آلات ضبط وتحديد الوقت، والزمن كما يراه البعض وجهة نظر أيضاً، فهو نسبي وغير قاطع، فما تعتبره أنت زمناً ثقيلاً أو رديئاً، يشعر به آخرون بشكل معاكس تماماً، وما تتخيله زمناً جميلاً وحالماً يتخيله البعض زمناً كابوسياً، لكن الزمن بالتأكيد يعبر حياة الجميع في ذات الوقت، نراه ونحن نراقب توالي الفصول، وتتالي الليل والنهار، وفروقات التوقيت بين المدن والبلدان التي نعبرها.

شدني الزمن وأنا أعود في نهار واحد من جغرافيا إلى جغرافيا أخرى، أصحو في فندق يبعد آلاف الأميال عن بيتي أتناول إفطاري وأتحرك في ذاك الفضاء، أمر على بائعة خبز فأتهاوى أمام رائحة خبزها وحزن عينيها وتهالك جسدها، أشتري قليلاً وأغادر سريعاً، أمضي وأمضي بلا توقف، تتخطفني حركة السيارات وأصوات محركات طائرة ونداء قائدها وحركة مضيفاتها، ينقذني النعاس من مراقبة الزمن، وإذ أصحو أجدني في جغرافيا أخرى، وبعد قليل من الإجراءات أكون في مطبخ منزلي أفتح صنبور المياه لأغسل بعض حبات الفاكهة، كيف حدث ذلك؟ إنه الزمن، هذا الإعجاز المداهم للحواس!

الصورة هي الإعجاز الحقيقي الوحيد القادر على القبض على الزمن، وحدها الصورة التي تثبت أنني في تمام السادسة والنصف كنت أتناول إفطاري على عجل في أحد فنادق باكو، وأنني في الثامنة مررت في طريقي للمطار ببائعة خبز، وأنني غفوت لساعتين في الطائرة، وأنني عبرت لساعة مطار دبي إلى بيتي، الصورة التي بلا رائحة ولا صوت، ولكن بذاكرة كاملة!

في أحيان كثيرة أرى الصورة معادلاً فيزيائياً لإثبات الزمن، ولذلك أدهشتني تلك التجربة التي قامت بها أربع سيدات بتصوير أنفسهن عبر 40 عاماً، وبشكل منتظم، بعد مرور الزمن الطويل وحدها الصور روت كل الحكاية، حكاية الشباب، والجمال، وتقلبات الدهر، حكاية الألق وتطورات الذوق والأزياء، حكاية القرب والبعد.. الصورة كم تبدو أمراً مذهلاً!