أحدث الأخبار
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد
  • 10:46 . الحوثيون يتبنون إغراق سفينة "ماجيك سيز" غداة استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد

الأساطير التي تربينا عليها

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-04-2016


في تفاصيل التاريخ، تاريخ العالم، تاريخ المدن، وتاريخ الناس تكمن الحكايات، الأساطير، الخرافات، والحكايات الصغيرة، في طفولتنا كانت الخرافة حاضرة، لا لننهل منها ونوسع خيالنا..

ولكن لنخاف بل ونموت خوفاً، فكلما خطر على بال الأمهات والجدات أن يمنعن الصغار من الخروج وقت الظهيرة، استحضرن لهم خرافة »حمارة القايلة«، فإذا فكر هؤلاء الصغار في أن يتفلتوا مساء من المنازل ليلعبوا ويعبثوا في (براحة) الحي ليلاً، جهزت الجدات العصا وحكاية »خادم بحر« أو »بابا دارياه«، فلا يفكر أحد بالاقتراب من البحر أو الخروج ليلاً، كي لا يخرج له جني البحر، لا قدر الله، وبالتأكيد، كان هناك صبية لا يبالون لا بخادم البحر ولا بديك الجن، ولا بمجانين الحي!

في الأيام التي سكنا فيها تلك الأحياء القديمة، راجت في خيالنا تلك الخرافات (كنا نسميها الخراريف ومفردها خروفة)، خرافات البر والبحر والظهيرة والمساء، كان مجرد ذكر أسماء مثل »أم الدويس« و»خطاف رفاي«، و»بابا دارياه«، كفيلاً بأن يجعلنا نتراجع عن أي مغامرة أو مشروع شيطاني كنا ندبره، كنا نخاف بالفعل، وكانت الجدات والأمهات تحرث عقولنا بتلك الحكايات، لحفظنا من شرور التسكع في أوقات غير آمنة، لكن الحي كان يولد أساطيره الصغيرة اليومية بشكل مستمر عبر شخوص حقيقيين يتحركون في فضاء الأمكنة، في الأزقة الضيقة وفي المنازل البعيدة المتداعية، وفي البراحة والحوش الكبير الذي يضم جموع الغرباء..

في روايته الشهيرة »صخرة طانيوس«، يؤكد الروائي أمين معلوف، أنه ما من قرية عربية في ما مضى من الزمن، تخلو من شخصية المجنون ورجل الدين، وهذه حقيقة لها براهينها، وقد عشنا طفولتنا متنقلين من حي لآخر حسب التحولات التي أصابت مدننا، لكن ما من حي خلا من معتوه أو مجنون كان الصغار يجرون خلفه، يستفزونه ويزيدونه جنوناً بحماقاتهم، خلف بعض هؤلاء تكمن حكايات عميقة جداً كانت سبباً في جنونهم تماماً، كما كان العشق سبباً في جنون قيس وموت روميو وآلاف غيرهم، قرأت ذات يوم عن رسام رقيق ورائع ينتمي لأسرة أرستقراطية في دمشق، جن بسبب أفكاره، هم قالوا إنه مجنون لأنه تبنى أفكاراً لم يتقبلها المجتمع المخملي!

حكت لي أمي عن امرأة قيل إنها مجنونة كانت تستولي على غداء الناس وقت الظهيرة وتلقيه في البحر، كانت تقول إذا سئلت عن السبب إنها تفكر في الأسماك والحيتان التي يجب أن تأكل مثلنا. أهذه مجنونة فعلاً أم فيلسوفة؟ ذلك يعود للمنظور والزاوية اللذين يتم تقييم تصرفها من خلالهما، لكن الأمهات لم يترددن في تخويف صغارهن منها، على الرغم من أنها لم تكن تؤذي أحداً.

إنها الخرافة أو الذهن الجماعي الذي يصنع أساطيره ليحمي نفسه أو أطفاله أو أفكاره!