أحدث الأخبار
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد

ليلة القبض على داعش

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 05-07-2016


بعد التفجيرات المدمرة المنسوبة لتنظيم الدولة في كل من تركيا والعراق، نجحت الأجهزة الأمنية في الكويت والمملكة العربية السعودية في التصدي لمخطط أراد تحويل ليلة التاسع والعشرين من رمضان، ليلة ختم القرآن في الحرمين والكثير من المساجد حول العالم، إلى ليلة حمراء مصبوغة بلون الدم، في الكويت أعلنت وزارة الداخلية عن إحباط مخطط استهدف منشآت رسمية واعتقلت في إثر ذلك شبكة قالت إنها هي من خطط لهذه الأعمال، في جدة في المملكة العربية السعودية نجح الانتحاري الداعشي في تفجير نفسه فقط وكفانا الله شره، بعد أن اعترض مجموعة من رجال الأمن سيارته وانتهت المواجهة بانفجار عبوته وتناثر أشلائه في الشارع، كل ذلك في آخر ليالي رمضان الفردية التي يرتجى أن تكون منها ليلة القدر، التي هي سلام حتى مطلع الفجر.
هذا المخطط الواسع والتفجيرات المتناثرة من اسطنبول إلى جدة من الممكن أن يفسر بثلاثة تفسيرات، أبرزها هو أن التنظيم على ما يبدو بدأ في استنفاذ شبكاته المحلية في الدول المختلفة وهو أمر لا يكون في حال قوة، هذا النوع من التنظيمات يحافظ على خلاياه المنتشرة بغية تحقيق مكاسب استراتيجية وعمليات نوعية في أوقات تتناسب واحتياجات التنظيم، كما ظهر في العمليات الأخيرة هناك حالة من العشوائية توحي بأن التنظيم أصدر أوامره بالطلق العشوائي، إذا كنت تستطيع أن تفعل شيئا، أي شيء، فافعل، وهذا يدل على فقدان التنظيم التركيز والقدرة الاستراتيجية، وبذلك تكون هذه العمليات هي الحل الوحيد أمامه ليثبت وجوده خاصة مع تراجعه ميدانيا في العراق وسوريا.
كذلك يفهم ذلك في سياق استنفاذ داعمي التنظيم الدوليين من أجهزة استخبارات وأنظمة بمصالح إقليمية متضاربة الحاجة منه، أولئك الداعمون شيئا فشيئا يسحبون أياديهم الخفية التي وفرت للتنظيم بنية تحتية استخباراتية ومالية مع انتهاء الدور المطلوب منه، إيران وسوريا مرتاحتان لحالة التشظي والتراجع في مجموعات الثورة السورية وخاصة الإسلامية منها، القوى المعارضة للربيع العربي ترى بوادر وفاة الربيع حتمية، والقوى الدولية تقترب من حالة مرضية لهم من الفوضى القابلة للتحكم.
التفسير الثالث هو أن التنظيم يعود من الحالة المركزية التي كان يطمح لتشكيلها إلى تلك الحالة الشبكية التي كانت دائما سمة التنظيمات المسلحة من هذا النوع، كما كان الوضع مع القاعدة وغيرها تبرع هذه التنظيمات في إدارة شبكة من العملاء بأعداد محدودة ومنتشرة في كل مكان وتوفر لهم الإمكانات اللازمة لتنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف استراتيجية، هذه الشبكية مكنت هذه التنظيمات في السابق من لعب لعبة القط والفأر بنجاح مع أجهزة الاستخبارات العالمية، فمن يدعمها لا يتوفر له ما يكفي من التواصل ليكشف كامل الشبكة، ومن يحاربها يصرف الملايين ليتعرف على أجزاء بسيطة منها ويحقق مكاسب محدودة، قرار تنظيم الدولة التحول إلى شكل مركزي يجمع فيه معظم مقاتليه في مناطق محدودة جغرافيا، وفي إطار هيكلي واضح سهل اختراق بنية التنظيم واستهدافه عسكريا، اليوم قد تكون هذه العمليات بمثابة عودة إلى الشكل الشبكي، ولكن ربما يكون ذلك متأخرا جدا بالنسبة لهذا التنظيم الذي استثمر كل إمكانياته في تأسيس دولته الوهمية.
تنظيم الدولة فقد بشكل سريع أي احتمالية لكسب شرعية حقيقية على الأرض، سلفه تنظيم القاعدة وعلى الرغم من أفعاله تمكن على الأقل من كسب تعاطف شعبي باستهدافه أهدافا غربية رئيسية بادئ الأمر قبل تحوله إلى استهداف المسلمين بشكل مباشر، هذا التنظيم الجديد المخترق من كل جهة ركز آلة القتل عنده على المسلمين وبذلك خسر ويخسر وبشكل كامل حواضنه الشعبية التي كانت تدعمه في العراق وسوريا نتيجة فشل الدولة في تحقيق الأمن وطائفيتها التي وفرت لتنظيم الدولة في انطلاقته غطاء شعبيا يتحرك من خلاله.
كنت كتبت في مقال سابق أن إحساس قادة التنظيم بقرب نهاية تجربتهم سينتج عمليات هوجاء خطيرة، وها هي الأحداث اليوم تصدق ذلك التوقع، ولن يكون مستغربا تزايد وتيرة هذه العمليات والتي سيفشل معظمها لافتقاره للتقانة والتمويل، ولكن بعضها مع الأسف سيتمكن من إسقاط المزيد من الأبرياء ضحايا لفكر أعوج يرى في العالم كله عدوا مبرر قتله، نحمد الله الذي حقن دماء المسلمين في الجارتين ولم يحقق للتنظيم بغيته في هذه الليالي المباركة، ولكن الحذر الآن مطلوب على المستوى الأمني والاجتماعي والسياسي لضمان عدم نجاح مثل هذه العلميات، الحل الأنجع والأمثل والأشمل للتخلص من خطر تنظيم الدولة وهذا الفكر التكفيري الإجرامي هو إيجاد حل حقيقي في سوريا والتخلص من النظام الطائفي في العراق، طالما وجد هذان النظامان ومن خلفهم الدعم الإيراني سيبقى شبح تنظيم الدولة يحلق بين عواصم العالم ليثير الفوضى ويقتل الأبرياء. عمليات تنظيم الدولة الإرهابية هي الثمن الذي يدفعه العالم لإخفاقه في نصرة السوريين وإنصاف العراقيين.;