أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

الكتاب لا يعجبون ببعضهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-07-2016


تحكي الروائية التركية الشهيرة (ألف شفاق) عن لقاء جمعها لأول مرة بروائية قديرة وصفتها بأنها تجاوزت الحادية والثمانين من العمر لكنها لاتزال تحتفظ بشغف الكتابة كما هي في أيام الصبا، تسكن منزلاً غارقاً في هدوء غزير في أحد أحياء اسطنبول العريقة، كانت تلك الروائية هي من بادرت للاتصال وطلب المقابلة، بينما

لاتزال شفاق شابة في مقتبل عمر الكتابة والشهرة والتألق وكانت تحلم بذلك اللقاء!

في الصفحة 47 من رواية (حليب أسود) أتت شفاق على ذكر اللقاء وهي بصدد سرد تجربة اكتئاب عاشتها بعد الولادة ما أدى إلى توقف قدرتها على الكتابة، الأمر الذي وضعها أمام تساؤلات كبيرة حول الانوثة والأمومة والنسوية والإبداع والزواج، بالنسبة للمرأة الكاتبة التي تجد نفسها فجأة في وضع لا تحسد عليه مرتعبة وخائفة من فكرة نهايتها كذات مبدعة ناجحة لا يمكنها العيش دون الكتابة، في سبيل تنامي وازدهار المرأة الأنثى والأم في داخلها، لقد تصارعت هاتين الفكرتين كما يتصارع جبلان في داخل شفاق بعد الولادة وهي تنظر للطفل ككائن تريده أكثر من أي شيء آخر وللكتابة كمعنى مرادف للحياة !

قبل ذلك الاكتئاب تلقت شفاق اتصال الروائية التي دعتها فيها لمقابلة على كوب شاي ستغير أشياء كثيرة في حياتها لاحقاً، وهنا نتوقف ككتاب وبإجلال كبير أمام هذا المفهوم المتحضر الذي بات مفتقداً في حياتنا الثقافية، مفهوم تواصل الأجيال الأدبية من الكتاب والقاصين والروائيين، التواصل المنتج والمثمر والنابع من الحرص البعيد النظر على التجارب الجديدة وعلى نقل التجربة والانصات للأصوات الجديدة.

لا نقصد أي معنى من معاني الوصاية أو الأبوة هنا ولكننا نستذكر معا تلك المجالس التي أثرت الحياة الأدبية والثقافية زمن الأدباء الكبار أمثال العقاد وتوفيق الحكيم وغيرهما من خلال لقاء جيلين من الكاتبات كما أشارت (ألف شفاق) في أول كتابها !

قالت الروائية العجوز لشفاق بعد أن استقرت السيدتان في صالون المنزل الرائق (الكاتبات لا يظهرن عادة إعجابهن ببعضهن، إنهن غير جيدات في القيام بذلك، إلا أنني أردت مقابلتك أنت شخصياً) وذاك صحيح بنسبة عالية جداً، إلا أن سعي كاتب مرموق لكاتب آخر بهذا الحرص الذي أبدته العجوز له دلالات عميقة وموضوعية لتجربة شفاق الإبداعية وتقييمها بما تستحق، هذا التقييم يتطلب الكثير من الحكمة والحيادية والتعقل والاشباع والخلاص من منطق الغيرة وشبح المنافسة، هؤلاء هم من نحتاج إليهم اليوم كموجهين أدبيين يضيئون الحياة الثقافية والأدبية بعيداً عن أساليب المتاجرة ومزايدات المهرجانات والحكي الفارغ !