أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

«فاقد الشيء.. هل يعطيه؟!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-09-2016


لا يوجد ما هو أسوأ من إلغاء الموعد بعد وصول الطعام، ولكن قبل البدء في تناوله، الجلسة لم تبدأ بعد! هذه الحالة (التصرف) تتسبب في حالة عامة من الإحباط، خصوصاً أن الاعتذار لصاحب المكان لم يعد ممكناً، فلو كنت في منزل أحدهم فستعتبر إهانة من نوع ما، ولو كنت في مطعم فستواجهك عبارة: مش لازم تاكل، بس ادفع! لذا فقد كانت نظرتي تقول له بوضوح: مش لازم تاكل، بس ادفع! هو الذي اتصل بي منذ ساعتين واعداً إياي بجلسة جميلة، بناء على أنه ذهب بزوجته التي يعاني معها مشكلات أسرية إلى ما يعرف بخبيرة «علاقات أسرية»، لكن وبعد وصول الطعام مباشرة اتصلت به زوجته لتخبره بأن الخبيرة غير موجودة، وأن عليه العودة لأخذها، سألته مستغرباً عدم وجود الخبيرة رغم أنه قد جاء من مدينة بعيدة نسبياً، فوضح لي الأمر: بأن لدى الخبيرة جلسة استماع مع طليقها!

لا يوجد من يحب أن يأخذ الشيء إلا من فقده مثلنا.. نحب أن نذهب باستفساراتنا الصحية إلى المخضرمين من الموشوكين على مغادرة هذه الحياة في أي لحظة، بل وقد تأخذ الحماسة أحدهم فيحلف لك بأن فلاناً فطرته صافية، لم يزر طبيباً طوال حياته، لتكتشف بعد تناولك الدواء الخاطئ لأشهر عدة بأنه لم يزر طبيباً، لأنه لا يتقن القراءة أصلاً، فلا يستطيع ملء استمارات الطبيب!

ما الذي يختلف فيه من يطلب الأمر من غير أهله عن أولئك البسطاء في دول إفريقيا الوسطى، الذين يذهبون إلى مشعوذين في أقصى القرى المتهالكة، ويدخلون إلى بيوت قذرة ومهلهلة، يجلس في أقصى زواياها ساحر تبدو عليه علامات سوء التغذية واضحة، وحين تسألهم عن سبب زيارتهم له، يجيبونك بكل ثقة: نحن هنا لكي يدلنا إلى طريق السعادة الحقيقي!

ولا يختلف ذلك عن من يأخذ دينه من شخص متجهم الوجه، لا يعرف الابتسامة ولا الأسلوب الحسن، ولا يعرف من الدين إلا ما يعرفه الأعراب الأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله، فيجالسه ويخالطه، ويتشرب غدره وتنفيره من العقيدة السمحة، ثم يخلع عليه لقباً دينياً رصيناً، وهو لا يعلم بأن سبب الذين اهتزت قناعاتهم من ورائه، أكثر من سبب الذين (اهتدوا) على يديه!

هل الخبرة وحدها تكفي؟ ربما في حلالات معينة.. كأن يذهب الطلبة إلى ذلك الطالب الذي أعاد الثانوية العامة خمس مرات، لسؤاله عن نوعية الأسئلة التي تأتي عادة في مادة الكيمياء، بالطبع هذه النوعية تضرب على صدرها، وتؤكد أن لديها خبرة خمس سنوات في هذا الأمر، لكن ما ينساه الجميع هو أنه فعلاً يحفظ الأسئلة، لكن هناك مشكلة بسيطة، هي أنه لا يعرف الإجابات المناسبة لها! وما ينطبق على الأشخاص الحمقى ينطبق على المؤسسات والمجتمعات والدول، لا تستنسخ لي قوانين بالية من دول معروفة بفشلها الذريع إدارياً، وتخلفها مهنياً، وفوضويتها في الأداء، ثم تقول لي إنه قانون معمول به في المكان الفلاني منذ 50 سنة! لو كان في هذه القوانين والإجراءات غير.. لأفادتهم قبل أن تفيدنا!

على كل حال: مش لازم تاكل! بس ادفع!