أحدث الأخبار
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد

فيلم تحرش!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
فيلم التحرش المرعب الذي دارت أحداثه، كما قيل، في ميدان التحرير بالقاهرة، والذي تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، هو فيلم رعب بامتياز، على الرغم من رداءة التصوير، وإمكانات الصوت، وضبط حركة المجاميع التي اختلط فيها وبينها الحابل بالنابل، على الرغم من كل الرداءة الفنية التي سقط فيها معدو ومخرجو الفيلم، إلا أنهم نجحوا كثيراً في إيصال الإحساس بالبشاعة والعنف اللامحدود الذي طغى على الحدث الرئيس!

إن مشهد النساء العاريات تماماً بتلك الإصابات الفادحة واللامعقولة كان صادماً جداً، الأهم أن ما كان معروضاً عبر (اليوتيوب وتويتر وفيسبوك) كان فيلماً حقيقياً وواقعياً وليس تمثيلياً أو مفبركاً، لقد حصلت أحداثه في شارع عربي بالفعل وبين أناس حقيقيين، نساء حقيقيات وشبان من لحم ودم وربما بقايا عقل وإحساس، لم يكونوا كما قالت صديقة: «مجرد شباب يمارسون تحرشاً عابراً بهدف الاستمتاع، ما ظهر في الفيلم كان إجراماً مع سبق الإصرار والترصد»، لقد كانت حالة بهيمية منحطة وأكثر!

بعد أن انجلى غبار المعركة، وسُحبت النساء إلى المشافي والمنازل، وسُحب الشباب المجرمون إلى مراكز الشرطة، وانتشر الفيلم كالنار في هشيم مواقع التواصل، وثارت الثائرة، وتنادت الأصوات بضرورة العقاب لهؤلاء، وحتمية التعبير بالرفض والاحتجاج والمطالبة بإعدام الفاعلين، كانت هناك ردات فعل أخرى مغايرة تماماً، وصادمة بالفعل وذات دلالات مخيفة، وعلى مواقع التواصل نفسها، بين متشفٍ، وساخر، ومستهزئ، فقد كتب أحدهم «يستاهلوا، كل سيدة تخرج للشارع تستحق الاغتصاب»، انظروا إلى هذه العبارة المستفزة ما أشد بشاعتها، بينما كتب آخر «تستاهلوا أكتر يا.. السيسي»، وعلق آخر «مش حنخليك تنام يا سيسي»، وكتب كلاماً أشد وطأة وقذارة!

في الخلاصة هناك شباب عاطل، فقير، مادياً وأخلاقياً، مدمن مخدرات، تم توظيفه كذراع ضاربة في معركة سياسية بين مشروع ساقط فاقد المروعية، وبين مجتمع اختارت غالبيته أن تسير باتجاه آخر لإنقاذ مصر، وتعديل مسارات السقوط التي استدرجها البعض لتسقط فيها، ولأن نهوض مصر واستعادتها لمكانتها وريادتها يشكل خطراً على هذا البعض وتصادماً مع أجنداتهم ومصالحهم، فقد رأوا في نجاح الانتخابات، وتسلم المشير السيسي السلطة سلمياً من الرئيس السابق عدلي منصور، بمنتهى الرقي السياسي، هزيمة صاعقة وحارقة، لم يتمكنوا من تمريرها من دون ردات فعل انتقامية قذرة كالتي ظهرت في فيديو التحرش!

أما قبل الخلاصة هناك مجتمع، وإن كان يعبر أزمته السياسية الطاحنة بصعوبة وباقتدار في الوقت نفسه، إلا أن هذا المجتمع تطحنه أزمات مزمنة، تجعل من الشباب العاطل الفقير، المرتمي في أحضان المخدرات والعصابات، أداة طيعة لصناعة الخراب والجريمة والانحطاط، وأن أول ما يتوجب على المصريين المطالبة به هو توفير المدارس والوظائف لهؤلاء الشباب، غير المؤهل أو من أصحاب المؤهلات المتدنية، ورفع مستوى المعيشة تالياً وإقرار الأمن.. وأشياء كثيرة، أهل مصر أعلم بها منا، نذكرها من باب المحبة والحرص ليس إلا.