أحدث الأخبار
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

ثلاجة السيسي.. وكلب أم كلثوم!

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 02-11-2016


حدّث سهم بن كنانة، قال:
حصل في سنة 1438 للهجرة أن خطب والي مصر في مؤتمر للشباب، فأشعرهم بالخوف والارتياب، بل أقفل في وجوههم الأبواب، ليتلقّوا البؤس بالتّرحاب، ويرضوا من الغنيمة بالإياب، وكان ذلك الرجل من أغرب الحكّام، إذ لم يكن يُحسن حتى الكلام، فكان إذا خطب أتى بالعجائب، وتسبّب في النوائب، وربما بالغ وأساء، وخبط خبط عشواء، واسترسل خارج النّص، فأصبح مادّةً للقَص، وتلفّظ بما يصعب تفسيرُه، ويتعذّر على حاشيته تبريرُه.
قال سهم بن كنانة: وبدا الوالي مُتوتّر الأعصاب، وهو يتحدث عن نفسه إلى الشباب، فزعم أنه عانى من الفقر في صباه، ولم يستمتع بحلاوة الحياة، فاتّخذ الصّبر جُنّة، ليتغلّب على تلك المحنة، ومن طريف ما قال، أنه كان ذا مال، ولكنّه كان فقير الحال، لا يملك شيئاً من الحطام، ولا يعبأ به أحدٌ من الأنام، وأقسم بالله أنه مرّت به عشرٌ عِجَاف، لا يأكل فيها حتى الخبز الجاف، فكانت معدتُه خاوية، لأنّ ثلّاجتَه كانت خالية، تصفِرُ فيها الرّيحْ، وتخبو حولها المصابيح، كأنها زهرة تحتاج إلى تلقيح، ولم يكن فيها غير الماء، فسبحان من صبّره على اللأواء.
قال سهم بن كنانة: وسارت بقصّة الثلّاجة الركبان، ولم يصدّقها إنسٌ ولا جان، إذ كيف يكون عند امرىءٍ ثلّاجة، ثم لا يملكُ فيها حتى دجاجة، وأصبحت ثلاجة الوالي فاكهة المجالس، وحديث القائم والجالس، وكانت الثلّاجة مستودعاً للزاد، وبلاغاً للحاضر والباد، فأصبحت رمزاً للاضطهاد، والسنين الشّداد، وتغنّى الشعراء بثلاجة الوالي في قصائدهم، فقال أحدهم:
من أجل عينيكِ صار الشّعرُ أغنيةً
للحبِّ يُلهمُها صدقُ الأحاسيسِ.
قلبي عُبابٌ من الأشواق مُلتطمٌ
وقلبُ فاتنتي ثلّاجةُ السيسي
قال سهم بن كنانة: وتردّدت في العالم الأصداء، وانتشرت تعليقاتُ الظرفاء، وعرّض أمين منظمة «التعاون الإسلامي» بخلوّ ثلاجة الوالي من الماء، فقذفه حاشيته بالسّباب، ونبزوه بالألقاب، وجرّعوه الويل، ونالوا منه كلّ النّيْل، فهاله ما أصابه، واعتذر بأنه إنما أراد الدُّعابة، وامتدح الوالي ومناقبه، وأكّد أن رؤيته ثاقبة، وقد صدق في كلامه، إذ «ثقبه» الوالي بإعلامه، وما هي إلا ساعات حتى طار من منصبه، استجابةً كما قيل لطلبه، وهكذا صنعت الثلاجة ما تصنع القنبلة، فمن ذا يستطيع الاقتراب منها قيد أنملة؟
قال سهم بن كنانة: وقد أخبرني أبي أن هذه ليست المرة الأولى في مصر، فقبل عقود من واقعة الثلاجة، كان طالب يتجوّل في حيّ الزمالك، متجنّباً أسباب المهالك، وما هي إلا لحظات حتى انقض عليه كلب غشوم، قيل إنّه كلب الستّ أم كلثوم، فمزّق ساقه، وشتّت أوراقه، فحملوه، ويا للهول، إلى الشرطة، واتّهموه بالتسبّب في تلك الورطة، وحرموه من النوم، وألقوا عليه باللّوم، وقد حاول الفتى أن يقنعهم بأنّه كاد يلقى المنيّة، وأنّ الكلب هو الجاني وليس الضحيّة، فلم يأبهوا لما قال، وظلّ رهن الاعتقال، ثم حكم القاضي بحفظ القضية، وطيّ صفحتها بالكليّة، قائلاً بصوت رقيق، إن الخدمات التي أسدتها المغنيّة أم كلثوم لمصر تعفيها وكلبها من المسؤولية وتحتّم حفظ التحقيق، وقد قال وقتها الشاعر أحمد فؤاد نجم عن قصة هذا الفتى الذي سمّاه إسماعيل:
هِيصْ يا كلب الستّ هِيصْ
لك مقامك في البوليسْ
بكرة تتولى في وزارة
للكلاب ياخدوك رئيسْ
عض خلق الله وقطّعْ
لحمهم وامشي وبرطعْ
إسماعيل وزفت مين
ده انتا عند الدولة أجدعْ
طب ده كلب الست يا ابني
أنت تطلع ابن مين!

قال سهم بن كنانة: وكان الوالي صاحب الثلاجة قد قال لرعيّته عشيّة انقلابه على الوالي الذي قبله إنهم لا يحتاجون إلى ديموقراطية، بل إلى كشري وطعمية، ثمّ قتل وسجَن، وقلب للشعب ظهر المِجَن، فعمّ الجوعُ الآفاق، ولم يظفر الناس ببلح الشام ولا تمر العراق.;