أحدث الأخبار
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد

طاحونة الأيام!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-05-2017


ليس هناك من إحساس أكثر رعباً من إحساسك بالعجز، العجز عن المشي مثلاً، عن أن تسير متوازناً بشكل طبيعي كما بقية الناس، عن التواصل مع الآخرين، والمضي في حياتك دون ألم أو حزن، هناك صور مختلفة لوقوعنا في العجز، لكنك في جميع الحالات حين تواجهها بشكل مباغت، ينتابك شعور مؤلم يشبه ارتطام رأسك بحجر أو سماعك خبر فقدان أعز الناس!

واجهت العجز أكثر من مرة ككل الناس، مرة حين فقدت قدرتي على المشي متوازنة، ومرة حين فقدت قدرتي على المشي دون سبب ظاهر، كان العالم مقلوباً تماماً!

كانت تجربة قاسية، فأن تسير بكامل كبريائك متكئاً على أحدهم، غير قادر على إفلات يديه أو كتفه، يعني أنك لست أكثر من قشة في مهب رياح، قد تقع بشكل مباغت وذلك عجز لو تعلمون عظيم، الذين لم يواجهوا العجز يعتقدون أنه من الطبيعي جداً أن تصحو كل يوم فتنهض وتمشي إلى دورة المياه، تقف، تغسل وجهك، تقف باعتداد أمام المرآة، تتأنق، ترش عطرك وتخرج، باعتداد أيضاً، لكن هذا كله قد ينقلب فجأة بين دقيقة وأخرى!

في أيام العجز القاسية تلك والتي مضى على ذكراها 3 سنوات، صارت أيامي فجأة بلون البياض أو بلا لون، وهذا إذا شرحته يعني أنني ظللت أعاني الدوار والحمى طويلاً، وأتقاسم الحياة كرغيف خبز يابس مع امرأة ناقمة على الحياة حد الغرق في ضجيج ثرثرة مقرفة وبلا توقف في الطابق العاشر بالقسم 27 في أحد المستشفيات، هناك حيث تمددت على سرير تعلوه يافطة كتب عليه «مريض في حالة خطر» كنت كمحكوم بالإعدام لا أمل له في الخروج متوازناً!

بالكاد أستطيع أن أفتح عيني أو أجترح معجزة المشي على قدمين، كانت سماء الغرفة كطاحونة حكايات لا تكف عن سحق الروح بشتائم المرضى القاسية والسمجة. قلبي لا يكف عن التفكير، أملاً في نهار أبيض بلا أسرة ولا أدوية ولا خوف!

حين لمحت شيئاً من زرقة البحر عبر نافذتي، رأيتني في المنام حبلى بأصوات العصافير، ومع انهمار النور صباحاً قررت أنني إذا خرجت من هذا البئر سأقتني كوكباً صغيراً أقضي في حقوله الواسعة عطلة نهاية الأسبوع مشياً على قدمين متوازنتين!

كنت أشعر أنني لست تلك التي عرفتها دائماً وبأنني شخص آخر، عاجز تماماً وخائف بشكل لا يصدق، فالعجز مرعب حد البكاء، فأنا هنا لا أتوازن في المشي أبداً، بينما العالم ليس مقلوباً، لكنه يسير على رأسه وأنا لست موجودة فيه!