أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

طاحونة الأيام!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-05-2017


ليس هناك من إحساس أكثر رعباً من إحساسك بالعجز، العجز عن المشي مثلاً، عن أن تسير متوازناً بشكل طبيعي كما بقية الناس، عن التواصل مع الآخرين، والمضي في حياتك دون ألم أو حزن، هناك صور مختلفة لوقوعنا في العجز، لكنك في جميع الحالات حين تواجهها بشكل مباغت، ينتابك شعور مؤلم يشبه ارتطام رأسك بحجر أو سماعك خبر فقدان أعز الناس!

واجهت العجز أكثر من مرة ككل الناس، مرة حين فقدت قدرتي على المشي متوازنة، ومرة حين فقدت قدرتي على المشي دون سبب ظاهر، كان العالم مقلوباً تماماً!

كانت تجربة قاسية، فأن تسير بكامل كبريائك متكئاً على أحدهم، غير قادر على إفلات يديه أو كتفه، يعني أنك لست أكثر من قشة في مهب رياح، قد تقع بشكل مباغت وذلك عجز لو تعلمون عظيم، الذين لم يواجهوا العجز يعتقدون أنه من الطبيعي جداً أن تصحو كل يوم فتنهض وتمشي إلى دورة المياه، تقف، تغسل وجهك، تقف باعتداد أمام المرآة، تتأنق، ترش عطرك وتخرج، باعتداد أيضاً، لكن هذا كله قد ينقلب فجأة بين دقيقة وأخرى!

في أيام العجز القاسية تلك والتي مضى على ذكراها 3 سنوات، صارت أيامي فجأة بلون البياض أو بلا لون، وهذا إذا شرحته يعني أنني ظللت أعاني الدوار والحمى طويلاً، وأتقاسم الحياة كرغيف خبز يابس مع امرأة ناقمة على الحياة حد الغرق في ضجيج ثرثرة مقرفة وبلا توقف في الطابق العاشر بالقسم 27 في أحد المستشفيات، هناك حيث تمددت على سرير تعلوه يافطة كتب عليه «مريض في حالة خطر» كنت كمحكوم بالإعدام لا أمل له في الخروج متوازناً!

بالكاد أستطيع أن أفتح عيني أو أجترح معجزة المشي على قدمين، كانت سماء الغرفة كطاحونة حكايات لا تكف عن سحق الروح بشتائم المرضى القاسية والسمجة. قلبي لا يكف عن التفكير، أملاً في نهار أبيض بلا أسرة ولا أدوية ولا خوف!

حين لمحت شيئاً من زرقة البحر عبر نافذتي، رأيتني في المنام حبلى بأصوات العصافير، ومع انهمار النور صباحاً قررت أنني إذا خرجت من هذا البئر سأقتني كوكباً صغيراً أقضي في حقوله الواسعة عطلة نهاية الأسبوع مشياً على قدمين متوازنتين!

كنت أشعر أنني لست تلك التي عرفتها دائماً وبأنني شخص آخر، عاجز تماماً وخائف بشكل لا يصدق، فالعجز مرعب حد البكاء، فأنا هنا لا أتوازن في المشي أبداً، بينما العالم ليس مقلوباً، لكنه يسير على رأسه وأنا لست موجودة فيه!