أحدث الأخبار
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد
  • 01:05 . ما مصير مليشيا “أبو شباب” المدعومة من أبوظبي بعد وقف إطلاق النار في غزة؟... المزيد
  • 12:33 . بعد تواطؤها معه.. جيش الاحتلال يرفض إيواء مليشيا "أبو شباب"... المزيد
  • 11:50 . "أدنوك للإمداد" و "تعزيز" تؤسسان أول ميناء متخصص للكيماويات في الدولة... المزيد
  • 11:20 . ثلاث فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي تبدأ الانسحاب من مدينة غزة... المزيد

ارتكاب الخطأ الفادح

الكـاتب : محمد النغيمش
تاريخ الخبر: 30-11--0001

رغم أن القنبلة الذرية التي ألقاها طيار أميركي على هيروشيما اليابانية قد أوقفت الحرب العالمية الثانية، وأجبرت اليابان على الاستسلام، فإن الطيار نفسه يعترف بأن ذلك المشهد كان مروعا بحق. كيف لا وهو قد حصد بقنبلته وقنبلة ناغازاكي أرواح ما لا يقل عن 150 ألف شخص بريء، فضلا عن الأمراض التي ما زال يعاني منها اليابانيون إلى يومنا هذا.
هذا القرار، أو ما أسميه بـ«الخطأ الفادح»، الذي أذهل العالم ما زال يثير مخاوفنا. وهذا الأمر هو الذي دفعني لعدم التردد في قبول دعوة لحضور ورشة عمل خاصة نظمتها منظمة «VCDNP» أمس في فيينا مع منظمة «أتوميك ريبورترز»، حيث تحاولان تنوير نحو 20 كاتبا ومراسلا صحافيا من الشرق الأوسط بخطورة إعادة كارثة هيروشيما وهي ليست ببعيدة عنا. فلو ألقيت، مثلا، قنبلة ذرية بحجم كرة قدم على دولة صغيرة كبلدي الكويت، لا سمح الله، فهي كفيلة بأن تبيد الشعب بأكمله في غضون دقائق.
والأخطاء الفادحة ليست مرتبطة بالجرائم النووية فحسب، فهناك من يبيد شعبا بأكمله أو قرى عن بكرة أبيها في لحظة غضب ولا يجد رادعا، كما فعل صدام بالكيماوي الذي سحق به سكان حلبجة وخطيئة غزوه للكويت الذي قلب به موازين المنطقة ثم اتضح أنه كان قرارا فرديا أيده ثلة ممن حوله. وأباد هتلر وجنكيز خان شعوبا أخرى بالطريقة نفسها.
ونظرا لجسامة الأخطاء وتداعياتها سواء كانت سياسية أو تجارية أو إدارية فلا بد أن تضع المنظمات والدول قوانين ولوائح تمنع الفرد من أن ينفرد بالقرار. هذا ما تفعله البرلمانات حينما تمنع شن الحروب إلا بالحصول على إجماع برلماني مثلا. وهذا ما تفعله كبريات الشركات العالمية حينما تضع لائحة للصلاحيات المالية والإدارية لا يمكن أن يتخطاها المسؤول إلا بموافقات محددة أحيانا. وكذلك تفعل المؤسسات حينما تقيد القرارات المصيرية أو صرف مبالغ كبيرة بتوقيع أكثر من شخص. ولأن بعض القرارات بطبيعتها تحتاج إلى تأن ودراسة وبحث وتمحيص فإن متخذ القرار يتوقع منه، أيا كان منصبه، أن يتأنى أو يستشير أو يؤجل أو يشكل لجنة فنية لتزوده بالرأي الفني، شريطة أن يأخذه بعين الاعتبار. لكن المشكلة تكمن حينما يصم هذا المسؤول أذنيه عن ناصحيه، وتقع الفأس بالرأس بسبب تسرعه أو تعجرفه، وذلك لأنه لم يجد من يحاسبه أو يوقفه عند حده. ولذا كان من الطبيعي أن يوجد بيننا من يرتكبون أخطاء فادحة لأنهم يعلمون أن المحاكم لا تطالهم، وأن القوانين لم توضع إلا لتأديب المغلوب على أمرهم ممن تعلق عليهم شماعة كل خطأ فادح ارتكبه مسؤولوهم.
وهذا باختصار ما يجعلنا مواطنين نرتكب أخطاء تلو الأخرى ولا نجد من يردعنا. نحن لا نقصد من يخطئ خطأ اجتهاديا بسيطا ويتعلم من أخطائه، لكننا نقصد أولئك الذين يرتكبون الخطايا الجسيمة ولا يجدون من يقف لهم بالمرصاد ويلقنهم درسا في معنى تحمل المسؤولية.