ويستمر مقال الصحيفة الإسرائيلية ليؤكد إحسان الملك حمد، الذي لديه مجموعةٌ رائعة من سجلات المطرب الأميركي فرانك سيناترا، وهو من داعمي إسرائيل وله مركز باسمه في الجامعة العبرية بالقدس.
علاقة مثالية بين الطوائف في البحرين
وتحدث مقال "جيروزاليم بوست" عن أنه منذ تولي ملك البحرين السلطة عام 2002 أصبحت العلاقة مثالية بين المجموعات الدينية في البلاد.
ويعلق الكاتب قائلاً: "بالنسبة للمراقبين المحليين، أشُك بشدة في وجود مواطنين شيعة بينهم؛ إذ إنَّ البحرين، ذات الأغلبية الشيعية، تقمع الشيعة بعنف لصالح الطبقة الحاكمة السنّية، والتي تُسيطر على الجيش، والتجارة، ومستويات السلطة كافة في البلاد".
أوجه الشبه بين إسرائيل والملك
ويقول الكاتب: "للمفارقة، فالملك يُعلن ويتباهى بتسامحه مع الأقليات في بلده، دون التعرض للوضع البائس الذي تعيشه الأغلبية الشيعية".
ويضيف ريتشارد سيلفرشتاين: "كما هو واضح، من المفارقات الأخرى التي يتناساها حاخامات مركز فيزنتال أنَّ إسرائيل تتحدث للعالم بفخر عن تسامحها الديني، بينما في الوقت نفسه تُقدم حقوقاً أكثر وامتيازاتٍ أكبر للغالبية اليهودية، وتُقيد حرية العبادة للمسلمين".
وقمعت إسرائيل أيضاً الفلسطينيين بعنفٍ تحت الاحتلال غير الشرعيّ، وتُميِّز أيضاً ضد الفلسطينيين الإسرائيليين الذين يعيشون داخل حدود الدولة.
لماذا تُقبل الدول العربية على إسرائيل؟
وكما لو أنَّ المنطقة ليس لديها ما يكفي من المفارقات، فإسرائيل، التي ترى نفسها دولةً ديمقراطية (وفي أغلب الأحيان يزعم مؤيدوها كذباً أنَّها "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط")، ترى في أسوأ منتهكي حقوق الإنسان وأكثر الحكام استبداداً أفضل أصدقائها.
ويُشير المؤيدون الداعمون لإسرائيل بفخرٍ إلى أنَّ تطوراتٍ كهذه (بما في ذلك زيارة ولي العهد السعودي المزعومة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي) ويرون أنها تُمثل تحوُّلاً جذرياً مرحَّباً به في مدى قبول إسرائيل بالعالم العربي.
وكما ذكر الحاخام هيير: "إذا كان عليَّ أن أتنبأ، فأودُّ أن أخبركم بأنَّ علاقة العالم العربي مع إسرائيل في طريقها إلى التغير بشكلٍ مثير"، فالملك "يتقدم الباقين، وهو شخصٌ ذكي".
حتى الموتى كانوا ضحيتهم!
المفارقة الأخيرة، التي تُعد أسوأ تلك المفارقات، هي أنَّ المفهوم الذي يقوم عليه متحف التسامح ويُروِّج له مركز فيزنتال يُعد كذبةً كبيرة.
فلكي يبنوا متحفهم في القدس، استولوا على قطعة أرض تقع فوق مقبرةٍ إسلاميةٍ تاريخية تضم مقابر تعود لمئات السنين.
وبدلاً من احترام الموتى ومعاملتهم بصورةٍ لائقة، مزَّق مشروع البناء الأرض بحفارات التنقيب، وألقي بالرُّفات بعيداً عن طريقه وحطّمه! وهذا ما يعنيه مفهوم "فيزنتال" عن التسامح الديني، التسامح مع الجميع باستثناء المسلمين الفلسطينيين.
ويضيف ريتشارد سيلفرشتاين: "إذا كنتَ مسلماً يُمكن استغلاله مثل البحرينيين، فستحظى بالكثير من الاحترام. ولكن إذا كنتَ مسلماً يقف في طريق هذا التوجه، فستكون (تائهاً)، كما يقولون في الشريعة اليهودية".
وأخيراً، قضية الترويج لرؤيةٍ زائفة عن التسامح الديني هي مثالٌ جيد للغاية لعملية تغيير المعتقدات التي تجري حالياً ضمن جهود التطبيع: استغلال الدين للترويج لفكرةٍ قومية، وكغطاءٍ لقمع الأقليات الدينية (أو في حالة البحرين، الأغلبية الدينية).
ومؤخرا، برز خطاب التسامح وقبول الآخر في السعودية والإمارات والبحرين بصورة كبيرة للغاية، وهو خطاب يقول ناشطون إنه موجه للغرب فقط، ويستهدف غير المسلمين ولا يتسامح مطلقا مع شعوبهم لا في قضايا وطنية ولا اجتماعية ولا حريات أو حقوق، على حد قولهم.